العدد 4464
الأحد 03 يناير 2021
banner
2021 أجمل
الأحد 03 يناير 2021

لم أعد أستمع للمنجمين “ولو صدقوا”، ولا للكهنة حين يتشبثون بآرائهم، فلا تنزل بردًا وسلامًا على أمة بني البشر.

في نهاية عام 2019 تنبأ الفلاسفة وقارئو الأفلاك بأن 2020 سوف يكون الأسوأ في حياة الكون منذ 700 سنة، ومع مطلع عام 2021 أفرط المنجمون في التفاؤل وبثوا إلينا من الخزعبلات ما يجعلنا متفائلين أشد التفاؤل بزوال كامل لجائحة كورونا، وبكون أكثر عافية من الذي كانت تهددنا مخلوقاته في عام 2020.

في جميع الأحوال وتحت قصف التنبؤات لا يسعنا إلا أن ندور في فلك التنجيم، في أجرامه السماوية، وفضاءاته الهلامية، وأضغاث أحلامه المخملية.

في الوقت ذاته لا يمكننا إلا أن ننظر إلى الأمام، لكن من تحت أقدامنا، بالتحديد من فوق الأرض التي نقف عليها بثبات في محيط بلادنا، في جغرافية أوطاننا، هل اكتسبنا مناعة من بطش الفيروس؟ أم إننا ألقينا بالرمح والدرع من أول جولة؟ هل تماسكنا وتوحدنا ووقفنا متراصين، متكاتفين في وجه الفيروس اللعين؟ أم إننا سقطنا من أول نزال وبلمس الأكتاف؟

ثم هل كنا على مستوى المسئولية واحترزنا واستعنا بالكمامات الواقية و”الكحولات الشرعية”، والتباعد غير المأسوف عليه؟ أم إننا لم نستمع للنصح والإرشاد، ولم نتبع تعاليم أولي الأمر منا وبالغنا في التردد والتجاوز والاستهتار بصحتنا وصحة من حولنا؟

بكل تأكيد لقد كان للجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه حق السبق في أن يضع بلاده في مقدمة الأحداث، أن يواجه الجائحة بقلب ملؤه الإيمان بشعبه بعد إيمانه بقضاء الله وقدره، أن يستعين بالتكنولوجيا الحديثة وبالمحفزات المعتبرة للاقتصاد، والآليات والبرمجيات المشتدة لإعادة كل مفردات الوطن إلى نصابها الصحيح، كي يعمل، وينتج، ويتعافى.

وبالفعل كانت تجربة البحرين سباقة في مواجهة جائحة كورونا ليس على مستوى الفحوصات المجانية التي تجاوزت عدد سكان البلاد بأكثر من 700 ألف فحص، لتصل إلى أكثر من مليونين وثلاثمئة ألف فحص على وجه التقريب، وبمعدل وفيات لم يتجاوز الـ 350 وفاة.

بنية تحتية تكنولوجية مكنت كل مفردات الدولة من القيام بأعمالها على أكمل وجه من خلال تقنيات الـ “أون لاين”، أو عن طريق التباعد المُرقم، والتعاضد التباعدي المؤهل، والاستشراف المعرفي عن بُعد.

لقد نجحت مملكة البحرين أن تكون دائمًا في المقدمة، أن تواجه التحدي بإرادة من حديد، وبإمكانات الزمن المتراكم، وإرادة الإنسان الواعي المتحضر، وها نحن نستقبل هذه الأيام عام 2021 بأقل خسائر ممكنة مقارنة بما مُنينا به في عام 2020، نستقبله بلقاحين معتبرين، وبوعي كامل متكامل من شعب يفهم في لغة الحضارة، ويدرك أن الوقاية خير ألف مرة من العلاج، وأن الاستجابة لنداء أولي الأمر منا ما هي إلا خطوة في الطريق الصحيح من أجل صون مكتسباتنا والدفاع عن منجزاتنا، والانطلاق مجددًا إلى آفاق المستقبل ونحن في تمام الصحة وكمال العافية.

2021 يطل على بلادنا ونحن لا نمتلك غير الأمل والدعاء وإنجازات عام كامل مضى، اللهم أعنا على ما قد يصادفنا من أيام، وعلى ما قد يعيق خطانا من عثرات، والله الموفق لولاة أمورنا فيما يحبه ويرضاه، وفيما هو الأصلح لشعوبنا وبلادنا وأيامنا، إنك سميع مجيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية