+A
A-

مريض السكلر ينتظر 4 ساعات للحصول على سريربـ "طوارئ السلمانية"

يبلغ عدد مرضى السكلر أو ما يعرف "بفقر الدم المنجلي"  في مملكة البحرين حوالي 8 آلاف مريض حسب بعض الإحصائيات وهو رقم كبير في بلد صغير من حيث الحجم.
هؤلاء المرضى كان لديهم مبنى خاص بهم قادر على تقديم الخدمات لهم إلى أن جاءت جائحة كورونا وتحولوا لتلقي الرعاية والعلاج في طوارئ مستشفى السلمانية  الطبي.
  بعد هذا الانتقال والتحول بأشهر قليلة اعتلت أصوات أكثر مرضى السكلر الصارخة بسبب ما يلاقونه من سوء في الرعاية والخدمات الطبية على حد تعبيرهم بعد انتقالهم للسلمانية لتلقي العلاج، واصفين ما يواجهونه بالمعاناة الكبيرة، فهل كان ما يتعرضون له فعلاً معاناة بما تحملها الكلمة من معنى  أم أنه ادعاء مبالغ فيه للفت انتباه بعض المعنيين؟، وهل أصبح مجمع السلمانية الطبي غير قادر على احتوائهم؟.


معاناة حقيقية
يرى محمد عبدالعال وهو واحد من مرضى السكلر الذين يتلقون علاجهم في طوارئ مجمع السلمانية الطبي بأن ما يشاهدونه ويتجرعونه عند ذهابهم لتلقي العلاج هو معاناة حقيقية حيث قال "لم تكن المعاناة ادعاء بل هي حقيقة وواقع مر يتجرعها مرضى السكلر في طوارئ السلمانية من خلال عدة أمور"
ويكمل عبد العال "في السابق كان لدينا مبنى خاص يتسع إلى 80 مريضا من 3 أجنحة وكل جناح يتسع إلى 21 مريض وجناح خاص عبارة عن طوارئ بعدد21 سرير وغرفة طبيب، بعد إخلاء المبنى تم تحويل المرضى للسلمانية حتى أن الوزارة لم تخصص غرف خاصة لمرضى السكلر".
وعن وصف معاناتهم يضيف "يتجرع المريض المعاناة عبر مدة انتظار الحصول على سرير شاغر في الطوارئ وكذلك مدة معاينة المريض من قبل الطبيب"


4 ساعات
أما جاسم عليان وهو ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي وأحد مرضى السكلر فيشرح تجربته في طوارئ السلمانية بسبب كثرة نوباته فيشبهها بالعذاب النفسي.
ويؤكد عليان أيضاً أن مدة الانتظار تتجاوز الأربع ساعات أحياناً للحصول على سرير شاغر إضافة للانتظار بالأيام هناك حتى يتم توفير سرير له في الجناح المختص إذا ما تم تنويمه.


ضغط كبير
نور الشيخ هي إحدى الشابات اللاتي يعانين من مرض السكلر أبدت رأيها في قضيتهم مع طوارئ مستشفى السلمانية قائلة: "السلمانية هو المستشفى المركزي الوحيد في البلد، الضغط عليه كبير جداً فهناك نقص في الأسرة باستمرار والأطباء في كثير من الأوقات يعملون بشكل يفوق طاقاتهم نظراً إلى أن المستشفى يستقبل المراجعين والمرضى من كل مكان".
وتكمل الشيخ " مع اجتياح كورونا تم تخصيص المبنى الخاص للسكلر للمصابين بكورونا وذلك أعاد المعادلة لنقطة الصفر حيث أصبح جميع مصابي السكلر يرتادون السلمانية للعلاج وينتظرون تلقي العلاج ساعات طويلة"
وتضيف" ليس خافٍ على أحد أن فقر الدم المنجلي مرض مميت، وهو مرض مزمن والنوبات إذا لم تعالج فوراً قد تتسبب بألم مضاعف يصعب معالجته أو قد تتسبب أيضاً بمضاعفات طويلة المدى للمرضى، أضف إلى إلى ذلك أن كورونا تؤثر على صحة الناس بشكل متفاوت أي تؤثر على المصابين بأمراض مزمنة".
وتنهي الشيخ حديثها بقولها "التهاون في العلاج يحمل المسؤولين في الصحة مسؤولية كبيرة".


زواج السكلريين
يرى محمد حميدان من جهة نظره ومن خلال ذهابه لمستشفى السلمانية ورؤيته للوضع بأن هنالك مواعيد خاصة لمرضى السكلر، إضافة لوجود الحقن الخاصة لهم في المراكز الصحية للقرى يأخذونها صباحاً في أقسام التمريض كل حسب دوره ، فلذلك معاناتهم في البحرين أقل من باقي الأماكن.
ويشدد حميدان على عدم زواج المصاب بالسكلر من المصابة بذات المرض لأنه يؤثر على الطفل الذي سينجب في نهاية المطاف.


معاناة
أما محمود مرزوق وهو صديق مقرب لأحد مرضى السكلر فيقول: "طوارئ السلمانية لا يمكن أن يقدم ما كان يقدمه مبنى أمراض الدم الوراثية من رعاية لهؤلاء المرضى نظراً للضغط الكبير في الطوارئ ولمعاناة المستشفى نفسه من عديد المشكلات".

 

مساهمة من:
زينب عبدعلي
طالبة بجامعة البحرين