العدد 4465
الإثنين 04 يناير 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
من تسبب في معاناة يوسف؟
الإثنين 04 يناير 2021

تسلم يوسف منصبه الإداري وباشر اجتماعاته مع المسؤولين العاملين تحت إمرته الإدارية للتعرف على طبيعة أعمالهم ومهام الوحدات التي يديرونها. أحس يوسف بنشوة المنصب فهناك من يستقبله ويرحب به وهناك السكرتارية التي ترتب له المواعيد، إضافة إلى أنه أصبح يصل المكتب متأخرًا لأنه يعتبر ذلك ما يميز المسئول عن عموم العاملين.

بعد مرور بعض الوقت بدأت مشاعر تلك النشوة تتآكل فقد عرف يوسف بأن مهام المنصب صعبة ومعقدة. فهو مسئول عن اتخاذ أي قرار خاطئ أو التأخر في اتخاذ القرار يعني خسائر مالية أو إضاعة لحقوق الآخرين إضافة إلى التأثير السلبي على سير العمل وعلى سمعة وأداء المؤسسة.

قرارات تحتاج إلى الكثير من الخبرة والحنكة الإدارية إضافة الى الخلفية العملية. كان يوسف صادقًا مع نفسه هذه المرة حيث اعترف بأنه لا يمتلك الكثير من هذه الخصائص فهو لم يسلك المسار المهني المعتاد في التدرج الوظيفي بل وجد نفسه في هذا المنصب الرفيع ويمتلك السلطة.

هذه السلطة الإدارية وضعته في حالة نفسية مضطربة. أصبح كثير التغيب عن حضور الاجتماعات، حاول إقناع الرئيس التنفيذي بمساعدته والموافقة على توظيف الاستشاريين في إدارته إلا أن طلبه قوبل بالرفض. أصبح يتردد في حضور الفعاليات التدريبية ظنًّا منه بأن المشاركة في مثل هذه الفعاليات قد تكشف عن قدراته المهنية الحقيقية. لجأ إلى استخدام أسلوب الصوت الغاضب المفتعل ظنًّا منه بأن هذا سيجعل مرؤوسيه يترددون في نقاشاتهم معه..

أصبح يوسف في وضع نفسي غير مستقر وبدت عليه علامات الإرهاق والإجهاد والقلق وفقد حماسه للعمل. هل هذه بعض أعراض ما يعرف بالإعياء المهني الذي يعَّرفه د. عبدالحسن فهد السيفي على لسان زاسترو بقوله: ’’إن الإعياء المهني حالة عقلية ترتبط بمجموعة منظمة من الأعراض التي تبين قلق وانزعاج الشخص بعدم القدرة على المساعدة ويأسه وفقدان حماسه لعمله‘‘ هذه هي النتائج ولكن السؤال سيدي القارئ هو من تسبّب في هذه المعاناة لصاحبنا يوسف؟ ما رأيك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .