العدد 4467
الأربعاء 06 يناير 2021
banner
التسوية السياسية في عقيدة الحوثي
الأربعاء 06 يناير 2021

كثيراً ما طالب المجتمع الدولي الأطراف المتحاربة في اليمن باللجوء للحل السياسي والحوار، حيث يرى مختلف الفاعلين السياسيين من دول ومنظمات أن تغليب لغة الحوار والتفاوض الدبلوماسي الحل الأمثل للوصول باليمن لبر الأمان وإنهاء الحرب المشتعلة منذ أكثر من خمسة أعوام، خيار كثيراً ما أعربت قيادات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية عن ترحيبها ورغبتها في اتخاذه سبيلاً لحلحلة الأزمة اليمنية، ذلك لإيمانها وقناعتها بأن لا مصلحة تعلو على مصلحة اليمن واليمنيين، وهو ما تجسد باتفاق الرياض الذي استطاعت من خلاله المملكة وقف الاقتتال والاحتراب ما بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي توج بتشكيل الحكومة اليمنية بعد الانتهاء من تنفيذ التزامات الأطراف المختلفة على الأرض، وفي ذلك تأكيد على أن الحكومة الشرعية اليمنية وتحالف دعم الشرعية يؤمنون بأهمية الحوار والحل السياسي في حل القضية اليمنية.

على الطرف الآخر تستخدم مليشيا الحوثي جميع الوسائل الإرهابية بل وتتفنن باستخدامها دون وضع أية اعتبارات قانونية أو حتى إنسانية، وهي التي لم تتوان يوماً عن تجنيد الأطفال واعتقال الصحافيين وفرض الجبايات وخرق حقوق الأسرى والمساجين، أفعال وسياسات لا يأتي بها إلا نظام مليشيا إرهابي لا يسعى لأية تسوية سياسية ولا يؤمن إلا بعقيدة الإرهاب، ذلك ما أثبته الحوثي حينما حاول اغتيال أعضاء الحكومة الشرعية باستهدافهم لدى وصولهم مطار عدن لمباشرة أعمالهم، في خطوة تؤكد أن الحوثي لا يبحث عن أي حل سياسي توافقي، بل إنه لا يعترف إلا بلغة الإرهاب والصواريخ، فهو بما عمله شأنه شأن من يقول إنه لا طرف آخر سواه.

شتان بين من يغلب مصلحة وطن على مصالحه الشخصية وبين من يبحث عن مصالحه الفئوية، فعلى الرغم من أن الخلاف وصل ما بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في كثير من الأحيان لمراحل متقدمة، إلا أن الطرفين استطاعا تسوية خلافهما والوصول لنقطة توافق، ذلك أنه على الرغم من خلافاتهما تبقى مصلحة اليمن واليمنيين فوق أي اعتبار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .