الانتقادات السلبية وشح المراكز المتخصصة كان من أبرز التحديات
صديقة الأنصاري: المكياج الدرامي مثل الفن له رسالة بخيال واسع
بدأت التعلم على وجوه أقاربها ومن آمن بموهبتها آنذاك وما لبثت حتى أدارت بوصلتها الجهة المقابلة، فهي التي تحب أن تكتشف الأسرار الكامنة بداخلها، الفنانة صديقة الأنصاري أول ماكييرة بحرينية متخصصة في المكياج السينمائي تحدثت عن هذا العالم الذي دخلته بإبداع في هذا الحوار:
لماذا المكياج السينمائي؟
مارست المكياج التجميلي مدة عشر سنوات، وشعرت أن هناك المزيد في هذا العالم، فقررت استكشافه والتعرف عليه عن كثب.
حين أحسست بالشغف تجاهه بحثت عن معاهد تدرس هذا النوع من المكياج في البحرين والخليج، وكان هذا الأمر أشبه بالمستحيل، لكنني استطعت إقناع أحد المسؤولين في الأكاديمية الدولية للإعلام بدولة الكويت بتخصيص دورة فردية لي، حيث إن هذا النوع كان يدرس فقط لطلبة دبلوم التمثيل الإخراج. سافرت للكويت ودرست الأساسيات على يد الأستاذ القدير عبده الطقش.
عدت للبحرين وبدأت بالتطبيق والنشر على مواقع التواصل وقد واجهت الكثير من الانتقادات حينها؛ لأن هذا النوع لم يكن يلقى اهتمامًا في المجتمع، ولكنني واصلت بسبب حبي وشغفي فيه، وقمت بعرض أعمالي على الفنانين عبدالله ملك وأنور أحمد في مسرح أوال، وقد لقيت منهما كل الدعم والتشجيع، وكانت مسرحية جروح أول أعمالي الذي تأهل لمهرجان الشارقة المسرحي، ومن هنا كانت الانطلاقة الخليجية.
من أين تستوحين أفكار اللوحات الفنية التي تقومين بها؟
من واقع المجتمع، حيث أؤمن أن الفن رسالة وكذلك المكياج، فمن خلاله حرصت على إرسال رسائل تحمل قيما ومبادئ تعزز ما ناقشته من مواضيع، كما كنت أحرص على التنويع في أنواع المكياج المستخدم بين الفانتازيا والمؤثرات الخاصة وغيرها.
مكياج المؤثرات الخاصة فن كسائر الفنون، فعلامَ يقوم؟
يقوم على عدة مقومات، منها الخبرة في مجال المكياج بشكل عام، ومهارة خبير المكياج في استخدام المنتجات، حيث إنها تختلف كليًا عن المستحضرات التجميلية المعتادة، وأن يحمل خيالًا واسعًا ويبحر بمخيلته ليصل للابتكار والإبداع في فنه.
هل توجد مراكز متخصصة في البحرين لتدريب هذا النوع من المكياج؟
دربت المكياج السينمائي في مدينة الشباب التي تنظمها وزارة شؤون الشباب والرياضة لمدة خمسة أعوام، وكانت هي المكان الوحيد الذي يوفر هذا النوع من المكياج بالإضافة للدورات الخاصة التي كنت أقدمها، ولكنني سعيدة جدًا بانضمامي لمعهد (أدارا) للتدريب في البحرين والذي سيقدم دورة متقدمة في المكياج بكل مجالاته ودورات أخرى متخصصة في المكياج السينمائي سنعلن عنها عما قريب.
نراكِ في المسرح والتلفزيون، ماذا أضاف لك العمل فيهما؟
كل عمل يضيف لي الكثير من حيث الخبرة والمهارة والتعامل مع فرق عمل مختلفة، ولكن هناك فرق بين العمل في المسرح والتلفزيون. فالعمل في المسرح يتطلب المهارة والسرعة في الأداء، ويتطلب تغيير الشخصيات أثناء العرض، وهذا أمر في غاية الدقة، حيث يعتمد الممثل والمخرج على قدرة خبير المكياج في إنجاز المهمة بسرعة. أما التلفزيون، فيتطلب الكثير من الصبر والجهد، حيث ساعات التصوير تكون طويلة وقد تمتد ليوم كامل أحيانا. باختصار تعلمت الكثير ومازلت أتعلم.
أنت أول بحرينية متخصصة في هذا المجال، ما الصعوبات التي واجهتك؟
كما ذكرت سابقا، الانتقادات السلبية التي لم تتقبل هذا النوع من الأعمال، واعتبرها البعض نوعا من العنف لوجود الدم والجروح في مواقع التواصل الخاصة بي بعد أن كنت أنشر صورًا للمكياج الناعم والتجميلي. وعدم توفر المواد المستخدمة لهذا النوع شكل تحديا أيضا، ولكن بعد إصراري واستمراري لقيت الكثير من التشجيع والدعم من قبل المهتمين فيه، حيث ساندني جميع الفنانين والمخرجين والمنتجين وكذلك الجهات الحكومية والإعلامية التي بدأت بتسليط الضوء على أعمالي ولا أنسى دعم عائلتي لي، كل تلك الثقة والدعم دفعني إلى تقديم المزيد من الأعمال والتطلع إلى النجاح.
انقطعت عاما عن الساحة، فما سبب هذا الانقطاع؟
قبل قرار الاعتزال كنت أعمل بشكل مكثف ومتواصل لعدة أشهر دون إجازة مما أثر عليّ سلبا، وشعرت بحاجة للتوقف بل أعلنت عن اعتزالي وابتعدت كليا عن المجال، وفي فترة انقطاعي عملت في مجال مختلف تماما عن المكياج، ثم أعدت ترتيب بعض الأهداف في حياتي.
وبما أني إنسان شغوف وأحب عملي سأعتبر فترة توقفي هي استراحة محارب، وها أنا ذا أعود من جديد كمدربة للمكياج السينمائي والمسرحي لأعمل على نشر ما تعلمته واكتسبته من خبرة في هذا المجال لأقدم طاقات شبابية تعمل على رفع مستوى هذا النوع من المكياج.
أطمح للوصول للعالمية وافتتاح مركز متخصص في كافة فنون المكياج بالإضافة إلى خوض مجال الأزياء والإكسسوارات والديكور كان ذلك قبل التوقف. أما الآن أطمح أن أكون مرجعًا لكل من يريد الدعم والمساندة في هذا المجال؛ لذلك اخترت أن أعمل كمدربة في الفترة الحالية.
كيف ترين هذا المجال وسط دخول العديد من الهواة؟
أسعد كثيرًا عندما أرى تزايد أعداد خبراء المكياج؛ لأن المجال يعاني من شح في عدد العاملين. أما بالنسبة للهواة، فقليل منهم الذين يستمرون، فهذا مجال صعب جدا يحتاج للصبر والعمل المتواصل، كما أريد أن أؤكد أن خبير التجميل العادي لا يستطيع ممارسة مهنة الماكيير إلا إذا كانت لديه مقومات ومهارات خاصة.
وجودك وسط عالم التمثيل ألم يجعلك تفكرين الدخول فيه؟
أبدا. لم ولن أفكر في ذلك، رغم أنه عرض عليَّ التمثيل، لكنني أؤمن بأن التمثيل يتطلب مهارات عالية لا أتقنها ولا أجدها في نفسي.
ما دور التواصل الاجتماعي في عملك؟
دور كبير جدا، فمن خلال وسائل التواصل برزت أعمالي وانتشرت ومن خلاله استعرض مهاراتي في مختلف مجالات المكياج. ومنه أيضا تعرفت على الكثير من المهتمين وتواصلت مع العديد من المخرجين والمنتجين ليس في البحرين فقط، بل وفي العالم.