+A
A-

وسط صمت دولي.. وضع كارثي في "الهول" والانفلات مستمر

تتزايد الجرائم في مخيم الهول الواقع في أقصى جنوب شرقي مدينة الحسكة السورية، والذي يوصف بأنه أخطر مخيمات العالم وبأنه "قنبلة موقوتة"، حيث يضم مئات المتطرفات من زوجات عناصر داعش.

ويشكل المخيم أزمة تسعى معظم دول العالم إلى تجاهلها والتغاضي عنها تجنبا لاستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى عناصر التنظيم. وتنتشر الفوضى والانفلات الأمني بصورة كبيرة داخله.

وفي تقرير موسع نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان واكب التطورات ضمن المخيم خلال عام 2020.

نصفهم من الأطفال

يعيش مخيم الهول في ظل أوضاع إنسانية كارثية، فقد وثق المرصد وفاة 209 أشخاص للحياة منذ مطلع العام 2020 بينهم 95 طفلاً دون سن الـ 18، وذلك نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشية، ونقص الأدوية والأغذية، والنقص الحاد في الرعاية الطبية، بفعل تقاعس المنظمات الدولية.

وبذلك يرتفع إلى 694 على الأقل عدد الذين فارقوا الحياة في مخيم الهول منذ مطلع يناير من 2019 وحتى الآن، من ضمنهم 521 الأطفال دون سن الـ 18، حيث إن الأطفال الذين فارقوا الحياة هم من جنسيات دول بريطانيا وبرتغال وروسيا وتركيا وأذربيجان وأوكرانيا وبلجيكا والصين والشيشان وتركستان والمغرب وتونس وجزر المالديف وأندونيسيا والصومال والهند وجنسيات أخرى من آسيا وأوربا وافريقيا.

فلتان أمني كبير

كما تواصلت الفوضى المصحوبة بفلتان أمني كبير، وسط تصاعد واستمرار عمليات القتل على أيدي أذرع تنظيم داعش وتجاهل دولي للمتواجدين ضمن المخيم من مختلف جنسيات العالم، فشهد "الهول"، 33 عملية اغتيال بأساليب وطرق مختلفة، وهم: 21 لاجئًا عراقيًا غالبيتهم من المتعاونين مع قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، و6 نساء هن “امرأة من حملة الجنسية الروسية، و2 من حملة الجنسية العراقية، و3 من الجنسية السورية”، و6 رجال من الجنسية السورية بينهم حارس منظمة إغاثية تعمل ضمن “مخيم الهول”.

إخراج 1300 عائلة

إلى ذلك، عمدت الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا خلال 2020، إلى تسليم 125 طفلاً و 4 نساء من جنسيات غير سورية لممثلين عن دولهم، ووفقاً لإحصائيات ومعلومات المرصد السوري.

كما عمدت الإدارة الذاتية وبالتنسيق ما بين مجلس سوريا الديمقراطي ووجهاء وشيوخ العشائر في الجزيرة السورية إلى إخلاء نحو 1300 عائلة من المتواجدين ضمن المخيم خلال العام 2020، يقدر عددهم بأكثر من 5000 شخص، وهم من عوائل عناصر التنظيم الإرهابي، غالبيتهم من أبناء محافظات الرقة ودير الزور، بالإضافة إلى التجهيز لإخراج دفعات جديدة من بينهم عوائل من أبناء محافظة حلب.

ويضم مخيم الهول ما لا يقل عن 62498 شخصا، هم: 8286 عائلة عراقية تشمل 30694 شخصا من الجنسية العراقية، و6270 عائلة سورية تشمل 22626 شخصا من الجنسية السورية، فيما البقية – أي 9178 شخص - من جنسيات أوربية وآسيوية وإفريقية وغيرها ضمن 2677 عائلة.

هذا وتستعد إدارة المخيم لإخراج جميع السوريين على دفعات خلال الأسابيع المقبلة، إلا أن نحو 16 ألفا منهم من مناطق النظام السوري، وهو ما يشكل عائقا كبيرا لإخراجهم، حيث يتم التفاوض مع الأمم المتحدة لتأمين ضمانات لهؤلاء كي لا يتم التعرض لهم وملاحقتهم من قبل أجهزة النظام الأمنية، ولاسيما بأن غالبيتهم الساحقة من عوائل عناصر تنظيم داعش.

الخوف من الانتقام

كما أن عددا كبيرا من الذين خرجوا مؤخراً من مخيم الهول إلى مناطقهم، توجهوا إلى مخيمات ضمن مناطق قسد في الحسكة، لأسباب عديدة، أبرزها عامل الخوف لديهم من انتقام أهالي المناطق منهم بسبب أنهم من عوائل عناصر تنظيم داعش، بالإضافة لأن الكثير منهم تدمرت منازلهم بفعل العمليات العسكرية السابقة.

وفي سياق متصل، تعمل إدارة المخيم على إخراج عوائل عناصر من التنظيم من الجنسية العراقية، عبر تفاوض مع الحكومة العراقية، وسط مخاوف من العراقيين المتواجدين في المخيم من ملاحقة الحشد الشعبي والانتقام منهم، خاصة أن البعض منهم لا يزالوا يحملون فكر تنظيم داعش.

محاولات هروب مستمرة

علاوة على ذلك، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذُ مطلع 2020 نحو 30 عملية ومحاولة هروب لعوائل عناصر تنظيم داعش من جنسيات سورية وغير سورية برفقة أطفالهم، وفي غالبيتها كانت تجري بالتنسيق ما بين العوائل وحراس وعاملين ضمن المخيم، بينما تمكنت بعض العائلات الأُخرى من الهرب بعد دفعهم مبالغ مالية "رشاوى" لمسؤولين وحراس ضمن المخيم.