العدد 4472
الإثنين 11 يناير 2021
banner
لا نريد أن تخرج المشكلة عن طورها المألوف
الإثنين 11 يناير 2021

في وقت سابق ذكرنا أن أهم كلمة يتم ترديدها في كل المجتمعات اليوم هي “الالتزام” لمحاربة فيروس كورونا، والخروج بأقل الخسائر، وهذا يعني أن الفرد هو المسؤول الأول والأخير عن صحة المجتمع بأكمله، وباجتهاده ستتحقق المعادلة، فالالتزام سلاح فتاك في حربنا ضد وباء كورونا، كما أن كل المنظمات الدولية والأهلية لها دور مهم جدا، لكن الدور الأكبر والأهم هو دور الأفراد، ونجاح أية خطة لمكافحة الوباء يعود في النهاية لمدى التزام الأفراد بأدوارهم، مثل ممارسة التباعد الاجتماعي والمداومة على غسل اليدين وتجنب مخالطة المصابين، ولن تنجح أية دولة مهما كانت إمكانياتها في أداء المهمة بدون تعاون الأفراد.

من الناحية العملية استطاعت الحكومة وباعتبارها الجهة المسؤولة عن توفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين القيام بواجبها على الوجه الأكمل، وتميزت بالأسلوب الرائع في التخطيط والمنهجية والرؤية الواضحة والتوجه السليم من أجل تحديد ومعالجة المشكلات والاحتياجات ذات الأولوية، والمجتمع الدولي أشاد كثيرا بما حققته حكومة البحرين في محاربتها جائحة كورونا، ولكن مازالت هناك فئة في مجتمعنا تتحرك في دائرة مغلقة وهذا يفسر لنا ازدياد الحالات القائمة الجديدة بفيروس كورونا وعدم انتظام العملية بشكل مقلق، فعلى مستوى حجم البحرين فإن تسجيل 397 حالة قائمة جديدة بكورونا في يوم واحد على سبيل المثال أمر مقلق فعلا، والصفة الأساسية لما يحصل ودخولنا في الدوامة هو عدم الوعي والاستهتار، فلغاية اليوم ورغم التوجيهات والتحذيرات، مازال بعض المواطنين والمقيمين لا يرتدون “الكمام” في الأماكن العامة، والبعض الآخر يضعه كشكل “نص ونص”، بمعنى أنه ينزل “الكمام” على فكه ويدخل المجمعات والمطاعم بعقلية غبية لا تنتهي ولا تضمحل، كما أن هناك عوائل غير ملتزمة إطلاقا بالتعليمات بكل المعاني والقوافي وتتكدس في بيت “الوالدة أو الوالد” نهاية الأسبوع على اعتبار أن هذا التجمع العائلي بمنزلة كنز لا يمكن التفريط فيه أبدا!!

باختصار.. إذا لم يلتزم الفرد بالتعليمات سنظل ندور وندور بكل عنف وقسوة ولربما تخرج المشكلة عن طورها المألوف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .