العدد 4472
الإثنين 11 يناير 2021
banner
“قروبات” غير مجدية
الإثنين 11 يناير 2021

أقر بأن موضوع المقال ليس جديدا ألا وهو “قروبات” الواتساب الكثيرة المنتشرة بيننا، فبعضها نافع جدًا، والبعض الآخر لا يغني ولا يسمن من جوع، بل مزعج وخطير في بعض الأحيان. وقد تؤثر سلبًا على علاقاتنا الشخصية مع الأهل والأصدقاء، وأعلم أن ذلك حدث بالفعل مع العديد من الأشخاص لأسباب مختلفة كالجهل والاختلاف في المستوى التعليمي وفارق السن، وأعتقد أن اختيار الأعضاء يجب أن يكون مدروسًا جيدًا لتحقيق الاستفادة القصوى. كنت ومازلت أنادي بضرورة اختيار وتقنين المعلومات والأخبار المتداولة والأهم من ذلك التأكد من مدى صحتها، فكم الرسائل المتداولة مهول وعلينا التأني فيها، فتلك المعلومات غير الصحيحة ومن مصادر مجهولة لها مفعول السحر، فالبشر بطبيعتهم يتأثرون بسرعة بتلك الإشاعات المغرضة والمحرضة التي تخدم جهة معينة، وفي المقابل تصلنا معلومات مفيدة لزيادة معارفنا وثقافتنا ولكن لا نجد من الأعضاء أي اهتمام لقراءتها أو التعليق عليها. إن وسائل التواصل الاجتماعي في مجملها تعتبر من أهم وأخطر الأدوات الإعلامية وتأثيرها قوي جدًا، ومن الضروري عدم الاستعجال في تشكيل أو الانضمام إلى قروبات إلا بعد التأكد من أعضائها ومراجعتها بين حين وآخر لمعرفة جدواها من عدمه، فلا ضير في أن تقوم بالاعتذار لمدير القروب وعدم المواصلة وتشرح له الأسباب بكل شفافية، نعم دعونا نعود أنفسنا على أسلوب المواجهة الراقية والصادقة وأن نكون أكثر جرأة وتحررًا في تعاملنا مع الناس. وعودة إلى هذا السلاح الإعلامي الخطير، فتأثيره الكبير شاهدناه فيما حصل مع أنصار الرئيس الأميركي ترامب ودعوته لتعطيل التصديق على نتائج الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد بايدن، فترامب يملك ٨٨ مليون متابع في تويتر! تصوروا تأثير ذلك على متابعيه، فقد تابعنا جميعًا ما حصل في مبنى الكونجرس الأميركي ووصول المتظاهرين حتى إلى مكتب رئيسة مجلس النواب وسرقة المنبر الخاص بها! وما ترتب على ذلك من وفيات وإصابات، تلك المسرحية بقيت لغزًا محيرًا لمفهوم الديمقراطية الأميركية العريقة على حد وصفهم! ونتيجة لذلك اتخذت “تويتر” قرارًا شجاعًا ويحدث لأول مرة في التاريخ الحديث بإغلاق حساب “ترامب” إلى نهاية فترة رئاسته بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف. تعمدت ذكر هذا الخبر لتوضيح ما يمكن أن تقوم به هذه الأدوات والمنصات الإعلامية المختلفة ليس على الأفراد فحسب، بل على الشعب بأكمله. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية