+A
A-

إعلاميون يطالبون قطر بوقف تعدياتها على البحارة البحرينيين

طالب صحافيون وإعلاميون السلطات القطرية بالوقف الفوري لتعدياتها على البحارة البحرينيين، والإفراج عن المعتقلين البحرينيين في الدوحة، مع الالتزام الكامل بما جاء في البيان الختامي للقمة الحادية والأربعين لمجلس التعاون الخليجي، والذي عقد مؤخراً في مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية.

وقال الإعلامي عصام ناصر إن ما تقوم به قطر تجاه البحارة البحرينيين من قتل واعتداءات جسدية وتجني ومصادرة أرزاق وقوارب وتكسيرها هو أمر مؤسف من الناحية الإنسانية وخارج عن كل الأعراف الخليجية الأصيلة، وهي تصرفات تتسم بغرابة شديدة كونها تأتي في ظل أجواء المصالحة الخليجية التي تتطلب شيء من المرونة والحكمة وروح الإيثار التي يتسم بها أبناء الخليج أكثر من غيرهم.

وأضاف أننا ندعم كل الجهود الرامية إلى المحافظة على اللحمة الخليجية ولكن عندما تتعرض مصالح البحرين للإساءة أو الخطر فإن البحرين فوق كل اعتبار، وخطورة ما تقوم به قطر من تصرفات تفتقد للحكمة والتي تتمثل في كونها قد تعكس نوايا سيئة تجاه البحرين بشكل خاص واللحمة الخليجية بشكل عام.

مؤكداً أن على الأخوة في قطر أن يعودوا إلى دروس الماضي القريب التي أكدت على أن البحرين لم ولن تتنازل عن أي حق من حقوقها، ولن تسكت عن أي اعتداء يتعرض لها أحد من مواطنيها، ونحن في البحرين ندعم قيادتنا الرشيدة في كل إجراء تراه مناسباً لحماية البحرين أرضاً وإنساناً.

فيما أكد الصحفي خالد أبو أحمد "أن ما أقدمت عليه دولة قطر من استهداف للبحارة البحرينيين في أنفسهم وفي مصدر معيشتهم يتنافى كلياً مع كل المواثيق والعهود الدولية التي وقعت عليها، ما يعني أن قطر نقضت التزاماتها ووعودها مع المجتمع الإقليمي والدولي، وهو ما يُشكل خطورة مباشرة على أمن الخليج العربي، وبالتالي يهدد كل المنطقة العربية، ومن هنا أطالب السلطات القطرية بالإفراج الفوري عن البحارة البحرين وعن البطل العالمي سامي الحداد".

وأضاف "كنا قد تفاءلنا خيراً بعد توقيع قادة وفود مجلس التعاون الخليجي في القمة الخليجية الحادية والأربعين على بيان (العلا)، التي أقيمت بالمملكة العربية السعودية بأن قطر ستكون أول من يعمل على إصلاح ذات البين، وأن ترد التحية بأحسن منها وتترك عنها صناعة الأزمات مع جيرانها، لا أن تستمر وبقوة في تعنتها وتُوقف كل من يبحر ويمارس حقه في التمتع بالصيد أو الترفيه في حدود مياهه الإقليمية".

وتابع بقوله "كصحفي مقيم لمدة 20 عاماً متواصلة؛ لم أر أبداً أن البحرين تكُن كراهية أو عداء لأي من جيرانها، ولم أقرا في تاريخها الطويل أي سلوك عدائي ومتشدد تجاه الآخرين، بل العكس تماماً كانت ولا زالت بقيادتها الحكيمة على طول مسيرتها الناهضة أراضيها ومياهها بل وقلوب قادتها وشعبها مفتوحة للجميع، احتضنت كل أنواع الطيف البشري والديني والمذهبي حتى أصبحت منارة نموذج عالمي في التعايش والتسامح".

وأشار إلى "أن شعبيّ البحرين وقطر تربطهما علاقة الدم والرحم والامتداد الإنساني القديم، لذلك فإن ما يحدث لبحارة البحرين من استفزاز وابتزاز واعتراض للسفن البحرينية في مياه البحرين لا يشبه ما يربط بين البلدين من نسيج اجتماعي واحد وعائلي كبير قائم على المودة والترابط الأسري الذي لا ينفك أبداً، مهما حدثت من خلافات فتظل الدماء التي تجري في شرايين أهل البحرين وقطر واحدة".

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي، سعد راشد، أن السلطات القطرية قامت بانتهاك واضح وصريح لجميع المعاهدات واتفاقيات التعاون المشترك لدول الخليج العربي، ومنها بيان العلا، بعد استهدافها الواضح ضد البحارة البحرينيين مما تسبب بالاضرار بمهنة الصيد والتأثير الواضح على أرزاقهم.

وقال إن السلطات القطرية تنتهج هذه السياسة العدائية ضد مملكة البحرين منذ عشرين عاماً، وقد تحمل البحارة ذلك العداء الذي استهدفهم طول السنوات الماضية، وتسبب بقتل بعضهم وتضييق رزقهم، إضافة إلى ما عانوا منه من تعذيب من قبل السلطات القطرية دون مراعاة أي اتفاقيات لحقوق الإنسان.

وأشار راشد إلى أن من حق البحارة البحرينيين أن يقوموا بالصيد بأمان دون الإضرار بمصالحهم، غير أن السلطات القطرية أصبحت تهددهم بشكل يومي ويتم استدراجهم بأساليب ماكرة بهدف القبض عليهم، وهذا استهداف مباشر للبحارة البحرينيين، مؤكداً أن تلك الأساليب والممارسات تعبر عن عقلية هذا النظام وما يكنه من حقد تجاه الشعب البحريني وقيادته.

وذكر أن السلطات القطرية مطالبة بتقديم تعويضات إلى البحارة البحرينيين التي اعتدت عليهم، والاعتذار رسمياً لهم، نتيجة الخروقات التي انتهاكها بحقهم وخاصة أن هناك أرواح تم إزهاقها وأحكام باطلة بحقهم، مشيراً إلى أن مملكة البحرين ماضية بعدم تنازلها عن حق البحارة البحرينيين من السلطات القطرية.

وأشار الإعلامي حذيفة إبراهيم أن اعتداء قطر على البحارة ليس جديدا، فهو مستمر منذ زمن، وللأسف الشديد فإن السلطات في الدوحة لا تراعي حسن الجوار أو العلاقات العائلية أو حتى الخليجية لشعوب دول المجلس.

وأضاف أن ما يجري حالياً هو محاولة ابتزاز سياسي وفرض عضلات متهور في ظل ظروف دولية صعبة تواجهها دول العالم، والبحرين بكل تأكيد قادرة على الرد، وتستطيع أن تمارس ذات التصرفات الاستفزازية، إلا أن القيادة الحكيمة في المملكة تتعامل بكل حكمة وحنكة في هذا الملف، حفاظاً وتقديراً لما يحدث في المنطقة.

وقال حذيفة إن رجال وزارة الداخلية، وعلى رأسهم معالي وزير الداخلية، أثبتوا دوماً قدرتهم على حماية الوطن وشعبه من كافة المخاطر، وتصرفوا بكل حكمة وشجاعة أيضاً في كافة محاولات الاعتداء التي تمارسها السلطات في قطر كنوع من الإبتزاز السياسي.

واستطرد أن الاستقواء على البحارة، ومحاربتهم في أرزاقهم، لا ينم عن مواقف حكيمة، كما أنها ليست شجاعة من قبل السلطات القطرية، فهؤلاء مواطنون بسطاء، اتخذوا من البحر رزقاً لهم منذ عشرات السنين ولا طائل من معاداتهم، كونه يزيد من غضب الشعوب الخليجية على السلطات القطرية.

ويجب فوراً على هذه السلطات إطلاق سراح البحارة جميعهم، وإيقاف تلك الممارسات الاستفزازية، حال رغبتها بفتح صفحة جديدة مع البحرين، وإلا فإن هذه التصرفات تنافي ما جاء من البيان الذي وقع خلال قمة العلا، وينم عن عدم التزام الدوحة بهذه المخرجات، للمرة الثالثة على التوالي منذ عام 2013.

كما يجب عليها الجلوس على طاولة المفاوضات، والقبول بمقترح مملكة البحرين، الذي يعزز اللحمة الخليجية، من السماح للصيادين بالإبحار في المياه القطرية أو البحرينية من الدولتين، وهو ما يعزز اللحمة الخليجية، ويؤكد أن هذه الشعوب واحدة، ورفض مقترح المملكة سوء نية مسبق.

كما يجب على السلطات القطرية مراجعة مواقفها تجاه المملكة، فالبحرين قادرة على أخذ كافة الإجراءات، كما أن سياسة البحرين القائمة على عدم الاعتداء أو التعدي على الدول الأخرى، هي ما يجب أن تستوعبه قطر، وإلا فرجال البحرين قادرون على الرد الحاسم والسريع والمؤلم.