+A
A-

الصيادون يروون لـ “البلاد” تفاصيل مروعة لبطش خفر السواحل القطري

البحارة‭ ‬يطالبون‭ ‬بالإنصاف‭ ‬بعد‭ ‬التفنن‭ ‬القطري‭ ‬في‭ ‬قطع‭ ‬الأرزاق

 

أمين سر جمعية الصيادين فايز حسنأشادت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬بتوصيات‭ ‬واهتمام‭ ‬ومتابعة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬خلال‭ ‬ترؤس‭ ‬سموه‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬للإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لحصر‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬وتعويضهم‭ ‬جراء‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية،‭ ‬وتأكيد‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬المواطنين‭ ‬وسلامتهم‭ ‬أولوية‭ ‬وأية‭ ‬تجاوزات‭ ‬بحقهم‭ ‬مرفوضة،‭ ‬وتوجيه‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬باتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬الموقوفين‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭.‬

وأعرب‭ ‬البحارة‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬جل‭ ‬شكرهم‭ ‬وتقديرهم‭ ‬للخطوات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬معاناتهم‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬عاشوا‭ ‬فيها‭ ‬وتكبدوا‭ ‬خلالها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر،‭ ‬منددين‭ ‬بجرائم‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬ضد‭ ‬البحارة‭ ‬والصيادين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬والمعاملة‭ ‬غير‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تلقوها‭ ‬في‭ ‬سجونهم‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬السجن‭ ‬والتوقيف،‭ ‬التي‭ ‬قضوها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬السجون‭.‬

وأكد‭ ‬البحارة‭ ‬في‭ ‬حديثهم‭ ‬أن‭ ‬لقاءهم‭ ‬الأخوي‭ ‬بوزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬أدخل‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قلوبهم،‭ ‬بتأكيده‭ ‬لهم‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬لن‭ ‬تترك‭ ‬أبناءها‭ ‬وأن‭ ‬حقوقهم‭ ‬لن‭ ‬تضيع،‭ ‬مشيدين‭ ‬بتوجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬بتعويض‭ ‬البحارة‭ ‬المتضررين‭ ‬جراء‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية،‭ ‬وأن‭ ‬تأمين‭ ‬سلامة‭ ‬البحارة،‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬لدى‭ ‬الحكومة‭.‬

وأوضح‭ ‬البحارة‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬استقبلت‭ ‬جميع‭ ‬البحارة‭ ‬المتضررين‭ ‬وقامت‭ ‬بالاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أقوالهم‭ ‬وحصر‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تعرضوا‭ ‬لها؛‭ ‬استعدادا‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لصرف‭ ‬التعويضات‭ ‬اللازمة‭ ‬لهم‭.‬

انتهاكات‭ ‬حافلة

يقول‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬جمعية‭ ‬الصيادين‭ ‬المحترفين‭ ‬فايز‭ ‬العريس‭ ‬“في‭ ‬البداية‭ ‬أقدم‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬وكذلك‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬توجيهاتهما‭ ‬السامية‭ ‬بتعويض‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬الدوريات‭ ‬البحرية‭ ‬القطرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬ملفات‭ ‬وقضايا‭ ‬الصيادين‭ ‬الشائكة،‭ ‬وكذلك‭ ‬نثني‭ ‬على‭ ‬توجهات‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للسعي‭ ‬بالإفراج‭ ‬عن‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬والسفن‭ ‬والقوارب‭ ‬المحتجزة‭ ‬في‭ ‬قطر”‭.‬

كما‭ ‬أشاد‭ ‬بدعوة‭ ‬“وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لإرسالها‭ ‬دعوة‭ ‬للجانب‭ ‬القطري‭ ‬لتسوية‭ ‬المخالفات‭ ‬العالقة،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الصيادين‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬كثيرة‭ ‬ولا‭ ‬يسع‭ ‬المجال‭ ‬والوقت‭ ‬للحديث‭ ‬عنها‭ ‬بالمجمل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي”‭.‬

وأوضح‭ ‬“حين‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬مع‭ ‬دوريات‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬القطرية‭ ‬فإننا‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الخطيرة‭ ‬لدوريات‭ ‬أمن‭ ‬السواحل‭ ‬والحدود‭ ‬القطرية،‭ ‬فاعتداءاتها‭ ‬متكررة‭ ‬على‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ترسيم‭ ‬الحدود،‭ ‬وشملت‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬حتى‭ ‬مسألة‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬الأمان‭ ‬الشخصي‭ ‬والتنقل‭ ‬وممارسة‭ ‬مهنتهم‭ ‬التي‭ ‬توارثوها‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد،‭ ‬فتاريخ‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التعسفية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدوريات‭ ‬القطرية‭ ‬وقيادتها‭ ‬ضد‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين،‭ ‬تتمثل‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬سحبهم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭ ‬القطرية،‭ ‬وحبسهم‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭ ‬وفرض‭ ‬غرامات‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬عليهم،‭ ‬وتوقيف‭ ‬قواربهم،‭ ‬ومصادرة‭ ‬معداتهم‭ ‬وقطع‭ ‬مصادر‭ ‬رزقهم‭ ‬الوحيد‭. ‬وهناك‭ ‬سفن‭ ‬وقوارب‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬توقيفها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أحكام‭ ‬لأصحابها‭ ‬بتسلم‭ ‬القوارب‭ ‬والسفن‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحاكم‭ ‬القطرية،‭ ‬حيث‭ ‬واصلت‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬اعتداءاتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية‭ ‬باحتجاز‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬والقوارب‭ ‬البحرينية”‭.‬

إطلاق‭ ‬النار

وأضاف‭ ‬العريس‭ ‬“وصلت‭ ‬الممارسات‭ ‬العدوانية‭ ‬للدوريات‭ ‬القطرية،‭ ‬حتى‭ ‬لعمليات‭ ‬إطلاق‭ ‬الأعيرة‭ ‬النارية‭ ‬على‭ ‬البحارة‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد‭ ‬وبشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬ما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬قتل‭ ‬وإصابة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبرياء،‭ ‬منهم‭ ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬حيان‭ ‬الذي‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬الدوريات‭ ‬القطرية‭ ‬النار‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬وكذلك‭ ‬عادل‭ ‬الطويل،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬عليه‭ ‬مباشرة‭ ‬بالعام‭ ‬2010‭ ‬وإصابته‭ ‬واقتياده‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬ومحاكمته‭ ‬وتخريب‭ ‬قاربه،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المأساوية‭ ‬لصيادين‭ ‬بحرينيين‭ ‬تم‭ ‬اعتقالهم‭ ‬وتقييد‭ ‬حرياتهم‭ ‬ومحاكمتهم‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬لاتهامات‭ ‬تتعلق‭ ‬بممارسة‭ ‬صيد‭ ‬الأسماك‭ ‬والأحياء‭ ‬البحرية‭ ‬فقط”‭.‬

وتمنى‭ ‬أن‭ ‬“تتوقف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬وألا‭ ‬يتم‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وملاحقتهم‭ ‬واعتقالهم‭ ‬وإهانتهم،‭ ‬وقطع‭ ‬أرزاقهم،‭ ‬وأن‭ ‬نكون‭ ‬نحن‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الشقيقة‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص،‭ ‬متحدين‭ ‬متعاونين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أبناء‭ ‬الخليج‭ ‬وأوطاننا‭ ‬الغالية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬حوض‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مفتوح‭ ‬للصيادين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المجلس”‭.‬

وأوضح‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬الجمعية‭ ‬“نحن‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الصيادين‭ ‬المحترفين‭ ‬لدينا‭ ‬رؤية‭ ‬لإصلاح‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬تام‭ ‬لمناقشتها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المختصة‭ ‬للإسراع‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬القطاع‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬المخزون‭ ‬السمكي‭ ‬من‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬وأرزاق‭ ‬الصيادين‭ ‬المحترفين،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للصيادين‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬عملية‭ ‬الصيد،‭ ‬فالصيادون‭ ‬هم‭ ‬أحرص‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬توافر‭ ‬الأسماك‭ ‬في‭ ‬بحرنا،‭ ‬وكذلك‭ ‬هم‭ ‬المتضرر‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬بالنظام‭ ‬البيئي‭ ‬القاعي‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬مواطن‭ ‬الأحياء‭ ‬البحرية”‭.‬

نريد‭ ‬الدعم

ودعا‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬الجمعية‭ ‬إلى‭ ‬“ضرورة‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصوات‭ ‬البحارة‭ ‬والتعاون‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصدر‭ ‬رزق‭ ‬الصيادين‭ ‬محترفي‭ ‬الصيد،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬الصياد‭ ‬البحريني‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية،‭ ‬فالصيادون‭ ‬اليوم‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تقليص‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬على‭ ‬القوارب‭ ‬والبوانيش،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬أعمالهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬مسألة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬دعم،‭ ‬فهم‭ ‬محرومون‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬علاوة‭ ‬الغلاء‭ ‬ودعم‭ ‬تمكين‭ ‬ولا‭ ‬يحصلون‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬ذوات‭ ‬فوائد‭ ‬بسيطة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬دعم‭ ‬للبنزين‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقوارب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مخصصات‭ ‬دعم‭ ‬الديزل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبوانيش‭ ‬لم‭ ‬تصرف‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬لذلك‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬مراجعة‭ ‬أمور‭ ‬وقضايا‭ ‬الصيادين،‭ ‬وكلنا‭ ‬ثقة‭ ‬بالتفات‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬لأبنائها‭ ‬الصيادين‭ ‬وحلحلة‭ ‬جميع‭ ‬مشكلاتهم،‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المنصفة‭ ‬لهم”‭.‬

إفلات‭ ‬احترافي

عضو‭ ‬جمعية‭ ‬“البحارة”،‭ ‬عبدالإله‭ ‬عبدالكريم‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬التعويض‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬كل‭ ‬الصيادين‭ ‬لتضررهم‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬التصرفات‭ ‬القطرية،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬البحارة‭ ‬الموقوفين‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬مؤكدا‭ ‬تضرر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬دخل‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬المواطنين،‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬من‭ ‬المحرق،‭ ‬أو‭ ‬المنامة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬عسكر،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬سماهيج،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬سترة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الزلاق‭. ‬

وأضاف‭ ‬“نحن‭ ‬البحارة،‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬البحر،‭ ‬كمصدر‭ ‬رزق‭ ‬وحيد‭ ‬لنا‭ ‬ولعوائلنا،‭ ‬ولكن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬القطرية‭ ‬حرمت‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬رزقهم،‭ ‬وعرضت‭ ‬حياتهم‭ ‬ومن‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬أو‭ ‬مرافقين‭ ‬لخطر‭ ‬الموت‭ ‬والسجن‭ ‬والغرامة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬يستوجب‭ ‬ذلك”‭.‬

ويضيف‭ ‬“لي‭ ‬تجربة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وقد‭ ‬تعرضت‭ ‬كثيرا‭ ‬للمطاردة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أخرج‭ ‬للصيد‭ ‬تطاردني‭ ‬القوارب‭ ‬القطرية‭ ‬ولكنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬اللحاق‭ ‬أو‭ ‬الإمساك‭ ‬بقاربي،‭ ‬لخبرتي‭ ‬المتراكمة‭ ‬والطويلة‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وصغر‭ ‬حجم‭ ‬قاربي‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬ضحلة،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتمكنون‭ ‬متابعتي‭ ‬واللحاق‭ ‬بي‭ ‬ويصعب‭ ‬عليهم‭ ‬الدخول‭ ‬إليها‭ ‬بقواربهم‭ ‬الكبيرة‭. ‬تعرضت‭ ‬لمضايقات،‭ ‬واضطررت‭ ‬للبقاء‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الضحلة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬القوارب‭ ‬القطرية،‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬حياتي‭ ‬وحياة‭ ‬من‭ ‬معي‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬أخسر‭ ‬بسببها‭ ‬رزقي‭ ‬وقوتي”‭.‬

لن‭ ‬يرحموني

ويتابع‭ ‬قائلا‭ ‬“أنا‭ ‬أحد‭ ‬البحارة،‭ ‬وتم‭ ‬توعدي‭ ‬بالقبض‭ ‬عليَّ،‭ ‬وأنهم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الإمساك‭ ‬بي‭ ‬لن‭ ‬يرحموني،‭ ‬وهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بغضب‭ ‬شديد‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬الإمساك‭ ‬بقاربي،‭ ‬وهم‭ ‬يعرفون‭ ‬قاربي‭ ‬وينتظرون‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬أقع‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬بسبب‭ ‬تمكني‭ ‬من‭ ‬مراوغة‭ ‬الدوريات‭ ‬القطرية‭ ‬والنجاة‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ملاحقة‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭ ‬ضدي،‭ ‬ويفشلون‭ ‬باللحاق‭ ‬بي‭ ‬وبقاربي”‭.‬

ودعا‭ ‬لتعويض‭ ‬جميع‭ ‬البحارة‭ ‬“بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انقطع‭ ‬رزقنا،‭ ‬وألا‭ ‬يقتصر‭ ‬التعويض‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬قامت‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية‭ ‬بسجنهم‭ ‬أو‭ ‬توقيفهم؛‭ ‬لأننا‭ ‬جميعا‭ ‬متضررون‭ ‬وكلنا‭ ‬خسرنا‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكات‭ ‬السلطات‭ ‬القطرية”‭.‬

ترك‭ ‬المهنة

ويقول‭ ‬عبدالكريم‭ ‬“إن‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬تعرضنا‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬توقفوا‭ ‬عن‭ ‬الصيد‭ ‬والنزول‭ ‬للبحر‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬الصيد‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬مثل‭ ‬فشت‭ ‬الديبل‭ ‬وشمال‭ ‬الديبل‭ ‬وأم‭ ‬العويشان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬الدخول‭ ‬إليها،‭ ‬بسبب‭ ‬الانتهاكات‭ ‬القطرية،‭ ‬وبعضهم‭ ‬ترك‭ ‬مهنة‭ ‬البحر‭ ‬التي‭ ‬نشأ‭ ‬عليه‭ ‬وغيّر‭ ‬مهنته‭ ‬مثلي‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬جلسوا‭ ‬في‭ ‬بيوتهم؛‭ ‬لأن‭ ‬طراداتهم‭ ‬صودرت‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬وتم‭ ‬تغريمهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬ولا‭ ‬يجدون‭ ‬المال‭ ‬اللازم‭ ‬لشراء‭ ‬بديل‭ ‬عنها،‭ ‬وبعضه‭ ‬أصبح‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الإعانة‭ ‬والمساعدة،‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القروض‭ ‬ليعيشوا‭ ‬ويسدوا‭ ‬رمق‭ ‬جوع‭ ‬عائلاتهم”‭.‬

معاناة‭ ‬وإساءات

من‭ ‬جهته،‭ ‬يروي‭ ‬البحار‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬خرفوش‭ ‬معاناته‭ ‬ومعاناة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬بالقول‭ ‬“معاناة‭ ‬البحارة‭ ‬مع‭ ‬انتهاكات‭ ‬قطر‭ ‬والإساءة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬أصبحت‭ ‬معلومة‭ ‬للجميع”،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬“عزوف”‭ ‬البحارة‭ ‬عن‭ ‬مهنتهم‭ ‬ومهنة‭ ‬آبائهم،‭ ‬بعد‭ ‬تعرضهم‭ ‬للمضايقات‭ ‬وتم‭ ‬مصادرة‭ ‬قواربهم‭ ‬وسجنهم،‭ ‬وتغريمهم،‭ ‬ولأجله‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬للبحر‭.‬

ويستعرض‭ ‬ما‭ ‬مر‭ ‬به‭ ‬بالقول‭ ‬“مشكلتي‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬القطرية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬توقيفي‭ ‬وسحب‭ ‬قاربي‭ ‬مني،‭ ‬ولم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬إرجاع‭ ‬القارب‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬سنة،‭ ‬وكان‭ ‬القارب‭ ‬بمكينة‭ ‬واحدة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬أخذ‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فيه،‭ ‬ما‭ ‬اضطرني‭ ‬لأخذ‭ ‬قرض‭ ‬والوقوع‭ ‬في‭ ‬ديون‭ ‬لشراء‭ ‬قارب‭ ‬صغير،‭ ‬ودفع‭ ‬أقساط‭ ‬للقروض،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬قطع‭ ‬رزقنا،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬ومعيشتنا‭ ‬ورزقنا‭ ‬ورزق‭ ‬أطفالنا،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬قطر‭ ‬يعتبر‭ ‬إساءة‭ ‬كبيرة‭ ‬للبحارة،‭ ‬وهو‭ ‬انتهاك‭ ‬للقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية”‭.‬

 

الاعتداءات‭ ‬القطرية‭ ‬على‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة

مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬القطرية‭ ‬على‭ ‬البحارة‭ ‬البحرينيين‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف‭ ‬أبدًا‭! ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬البحارة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الركاب‭ ‬المرافقين‭ ‬من‭ ‬سياح‭ ‬وأُسر‭ ‬لم‭ ‬ترتكب‭ ‬خطأ‭ ‬سوى‭ ‬أنها‭ ‬خرجت‭ ‬للترفيه‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬فلم‭ ‬تجد‭ ‬سوى‭ ‬البحر‭ ‬لتقصده‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬فرحتهم‭!‬

فالدوريات‭ ‬القطرية‭ ‬تتعمد‭ ‬استفزاز‭ ‬القوارب‭ ‬البحرينية‭ ‬وتلاحقها‭ ‬بل‭ ‬وتطلق‭ ‬النيران‭ ‬عليها‭ ‬لمحاولة‭ ‬إيقافها‭ ‬وتصطدم‭ ‬بها،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬حادث‭ ‬وقع‭ ‬ولكن‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬اعتاد‭ ‬بحارتنا‭ ‬ودورياتنا‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‭ ‬وكانوا‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭!‬

ونظرًا‭ ‬لعلاقتنا‭ ‬الطيبة‭ ‬مع‭ ‬أهل‭ ‬البحر‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬يروون‭ ‬لنا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يعانوه‭ ‬وما‭ ‬لمسوه‭ ‬من‭ ‬تهجم‭ ‬الدوريات‭ ‬القطرية‭ ‬عليهم‭ ‬والاصطدام‭ ‬بقواربهم‭ ‬وحجزها‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬وتغريم‭ ‬ملاكها‭ ‬المبالغ‭ ‬الخيالية‭ ‬التي‭ ‬يعجز‭ ‬مالكها‭ ‬عن‭ ‬سدادها‭ ‬بل‭ ‬ومصادرة‭ ‬هذه‭ ‬القوارب‭.‬

والمشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬ممنهجة‭ ‬ومعدة‭ ‬سابقًا‭ ‬بغية‭ ‬الإضرار‭ ‬بأي‭ ‬قارب‭ ‬بحريني‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدوريات‭ ‬القطرية‭ ‬تتعمد‭ ‬مضايقة‭ ‬القوارب‭ ‬البحرينية‭ ‬وملاحقتها‭ ‬حتى‭ ‬دخولها‭ ‬المياه‭ ‬البحرينية‭ ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬تتكرر‭ ‬يوميا،‭ ‬وآخرها‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬لبطل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كمال‭ ‬الأجسام‭ ‬سامي‭ ‬الحداد‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يسلموا‭ ‬من‭ ‬غدر‭ ‬هذه‭ ‬الدوريات،‭ ‬ناسين‭ ‬أو‭ ‬متناسين‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وأن‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬السماح‭ ‬لهم‭ ‬بذلك‭.‬

ولا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مشكورة‭ ‬سابقا‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬لهؤلاء‭ ‬البحارة‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬مصدر‭ ‬رزق‭ ‬سوى‭ ‬هذا‭ ‬البحر‭ ‬فقد‭ ‬خسروا‭ ‬الكثير‭ ‬الكثير‭.‬