+A
A-

زيمان: نقص الأكاديميين وقلة تشجيع الموهوبين والمحترفين سبب انعدام النقد الموسيقى

  • الوعي الأسري بأهمية الثقافة والفن شكلت أرضية لتأسيس فرقة أجراس

  • الموسيقى الأكاديمية تحتاج إلى تكاتف جميع أفراد المجتمع

  • مناهج التعليم الموسيقي تحتاج إلى الكثير من التطوير والدراسة

  • رسالة شقيقي سلمان زيمان كانت .. الكلمة أمانة والوطن أولوية

  • أحد الطموحات تأليف أعمال موسيقية من البيئة المحلية               

 

ذات يوم قلت إن موسيقى المايسترو خليفة زيمان كأنها الأنوار القوية البيضاء التي تفيض بضوئها على الجليد، وكأن الجليد يعكس استضاءته على وجه السماء، فتبدو في عمق الليل كسماء الفجر. موسيقاه مسيرة نبيلة وتظاهرة حضارية تحفر في المستقبل آثارها الشامخة. موسيقاه طريق نحو عالم أكثر إنارة واحتضان للإنسان يشمخ فيه برأيه وكيانه، دون ادنى خوف من عسف أو إرهاق أو مستقبل مجهول.

نعم.. واليوم أستضيف المايسترو خليفة زيمان في هذا الحوار الذي يلبس تاج طهر الموسيقى في الشرق، وينقلنا إلى مستعمرات الفرح ويجعلنا كالمسافرين في العاصفة. فمع خليفة زيمان عرفنا أبجديات الموسيقى التي لا تهجأ، والألغاز التي لا تفك، والساعات التي لا تقف، والروعة التي تلذع القلب، وخزائن الجمال التي لا تنفد.

مع موسيقى خليفة زيمان نعانق زرقة الموج، وتشع عصافير الرعشة في خلايا أجسادنا. إنها كسيدة الضوء الذي تسكبه فجرا على قلوب المحبين.

وفيما يلي نص الحوار:

هل تعتقد أننا اعتنينا أشد العناية بالموسيقى خصوصا من زاويتها العلمية؟

الموسيقى الأكاديمية تحتاج إلى تكاتف جميع أفراد المجتمع المتمثلة في هيئاتها التعليمية ومؤسسات الدولة التي تعنى بالشأن الثقافي خصوصا من ذوي الخبرة في مجال الموسيقى.

 

ما الجدل القديم القائم على قضية ربع التون.. بودنا إطلاع القارئ على ذلك؟

هو الاختلاف الأساسي الذي يميز بين الموسيقى العربية والغربية يظهر جليا في "الربع تون"، والتون هو المسافة الواقعة بين نغمة وأخرى مثلا بين الدو والري والري والمي، وعلى ذلك فالموسيقى الغربية تستعمل النص تون والشرقية الربع تون. كمثال سلم دو ما جير (الغربي) و(الراست) الشرقي، وعند الاستماع إلى كلاهما تستطيع الأذن التمييز من أول وهله حسيا ومعرفة ما هو الربع تون في الموسيقى العربية.

كيف تنظر إلى مناهج التعليم الموسيقي في مدارسنا وذلك لما له من تأثير مباشر في تطوير الحراك الموسيقي؟

يحتاج إلى الكثير من التطوير والدراسة؛ لوضع منهج ملائم للحياة العصرية

 

بصراحة ... كيف تجد التذوق الموسيقي بين المواطنين؟

التذوق الموسيقى عادة ما يختلف من شخص إلى آخر حسب استعداده ومعرفته بأنواع الموسيقى التي يتلقاها وخلفيته الثقافية ووعيه والتي تؤثر مباشرة برفع ذائقته الموسيقية، وبما أن جيل اليوم وإذا أردنا أن نخص البحرين بلاشك فهو جيل مؤمن بالانفتاح على العالم كما غيره ووسائل الميديا بكل أنواعها أثرت وشكلت ذائقتهم بشكل يتزامن مع العصرنة ونجدها في موسيقاهم وأغانيهم مع حفاظ البعض على هوية الموسيقى المحلية ونستطيع أن نأخذ فرقة البحرين للموسيقى نموذجا.

يقول أحد النقاد: الحضارة لا تزهو ولا تنمو ما لم يكتمل بناؤها العلمي والفني والذوقي، والألحان من أسمى متمماتها، وما كنا لنجد في زاوية من زوايا التاريخ مجتمعا متحضرا مهذبا ينقصه وجود فطاحل من الملحنين يقفون إلى جانب أئمة اللغة والفقه ونوابغ العلوم الرياضية ... ما رأيك؟

أعتمد انتشار الموسيقى تاريخيّا على مرورها بعدّة عصور، ومن أهم هذه العصور في الموسيقى الغربية والعربية:

1- موسيقى العصر الروماني الإغريقي: ومن أشهر الشخصيات الرومانيّة التي اهتمّت بالموسيقى أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس

2- موسيقى عصر الباروك: (1600-1750) من أشهر الشخصيات، جيليو كاتشيني، كلاوديو مونت فيردي، يوهان سيباستيان باخ وغيرهم.

3- موسيقى العصور الوسطى: 500- 1400

4- موسيقى العصر الكلاسيكي: ( 1750-1820) لودفيج فان بيتهوفن، باغانيني، بيرليوز، فاني مندلسون، شوبان، شومان، ليدز، برامز وغيرهم.

5- موسيقى عصر النهضة: (1600-1420) جيلس بن جويس، ألكسندر أجريكولا وغيرهم

6- موسيقى العصر الحديث: (1860- 1949) ريتشارد شتراوس (أول مؤسس للمدرسة الحديثة) وجوستاف ماهلر

أهم العصور في الموسيقى العربية

العصر الجاهلي

العصر العباسي

العصر الأندلسي

العصر الحديث

 

الأغنية تشكل ركنا من أركان الثقافة.. كيف تنظر إلى واقع الأغنية البحرينية اليوم؟

مثل أي مجتمع عرفت البحرين الفن منذ القدم، ارتبطت الأغنية "بكل مظاهر الحياة الاجتماعية، فهناك أغاني الغوص والزواج والزراعة والكثير من الأغاني المرتبطة بالمناسبات المتنوعة في المجتمع البحريني.

حين ظهرت الأسطوانات في الأسواق، وذلك في عشرينات من القرن العشرين، حيث بدأ عهد جديد للأغنية في البحرين وانتشرت الأغاني المصرية واللبنانية والعراقية في الأسواق، وكانت من الأغاني الخفيفة والطقاطيق، وهي وإن لم تعبر عن واقع الفن الخليجي، إلا أنها فتحت أمامه آمالا ومجالات جديدة من الظهور والانتشار بعد أن بدأ مطربو الخليج في تسجيل أغنياتهم على الأسطوانات، وكان أول مطرب فعل ذلك هو الراحل محمد زيدون العام 1929م. وتلاه المطربان الراحلان محمد بن فارس وضاحي بن وليد العام 1932                                                                     

وفي العام 1941 افتتحت أول إذاعة (التلغراف) في منطقة الحورة بالمنامة إبان الحرب العالمية الثانية، حيث استضافت المطربين البحرينيين لتقديم وصلاتهم الغنائية لأول مرة، على الهواء مباشرة، فتنطلق من خلالها أصوات بن فارس ومحمد زويد وعبدالعزيز بورقبة ومحمد عيسى علايه، ويبدأ المطربون الشباب في ذلك الوقت من أمثال يوسف فوني وعلي وأحمد خالد، ومحمد راشد الرفاعي، وفرحان بشير، وعبدالله بوشيخه، وعنبر طرار، وعبدالله أحمد وغيرهم ، في التحرك بحيوية ونشاط لإبراز قدراتهم الفنية الغنائية ومواهبهم في التلحين والغناء والعزف على آلة العود، ويتنافسون فيما بينهم بتقديم أغانيهم للجمهور في دُور الغناء الشعبية ودُور السمر.

كما اهتم القائمون على تلفزيون البحرين بالأغنية البحرينية منذ بدء الإرسال بتلفزيون البحرين في العام 1973م. حيث تم تصوير العديد من الأغاني العاطفية والوطنية للمطربين البحرينيين، والفرق الموسيقية الحديثة والشعبية، وألوان عديدة من أغاني التراث الشعبي البحريني، والاحتفالات والمهرجانات الوطنية الغنائية، كما أنتج تلفزيون البحرين العديد من السهرات والبرامج الثقافية والمنوعة التي تعنى بالأغنية البحرينية.                                          

وأدى كل ذلك بطبيعة الحال إلى نقلة مهمة في واقع الأغنية البحرينية وتطويرها من جهة، وزيادة انتشارها ووصولها إلى قطاعات أوسع بكثير من المتلقين، ما كان له أكبر الأثر في تحقيق نهضة غنائية وموسيقية في مراحل لاحقة على أيدي جيل جديد من فناني البحرين، بما فيهم الذين تيسرت لهم دراسة الموسيقى في الكليات والمعاهد العليا المتخصصة في البلدان العربية. منهم الجيل الأول من درس الموسيقى في أوائل السبعينات، المطرب أحمد الجميري، جاسم محمد بن حربان، محمد علي باقر، خالد خليفة، علي الديري، إبراهيم علي، وغيرهم كثيرون ، والجيل الثاني من أوائل الثمانينات، خليفة بن زيمان، هدى عبدالله، عصام الجودر، عدنان الخاتم وغيرهم كثيرون أيضا، ثم استمر الدعم بهذا الاتجاه الثقافي في مجال دراسة الموسيقى المهم إلى يومنا هذا.  

ولو تحدثت بصورة بانوراميه عن الفنانين الذين ساهموا في نهضة الأغنية البحرينية، الرعيل الأول محمد بن فارس ، ضاحي بن وليد، محمد زويد، عبدالله بوشيخة، عنبر طرار، عبدالعزيز بورقبة، يوسف فواني وآخرين، والرعيل الثاني أحمد الجميري، جاسم الحربان، إبراهيم حبيب، عبدالصمد أمين، عيسى جاسم، إبراهيم راشد الدوسري، سلمان زيمان، خالد الشيخ، مبارك نجم، أحمد زليخ، جمال السيد، محمد باقر، علي الديري، محمد أسيري، وهاب تقي، إبراهيم علي، سيد علي، مجيد مرهون وآخرون، والرعيل الثالث هدى عبدالله، عصام الجودر، محمد حداد، يعقوب يوسف، عارف الزياني، نجمة عبدالله، هند، حنان، علي بحر، خالد الذوادي، خالد مطر، خالد مندي، أحمد الهرمي، عارف العامر، عبدالله عبدالمجيد، محمد الحمادي، محمد البكري، فرقة أجراس، فرقة الأخوة، فرقة سلطانيز، فرقة البحرين للموسيقى وآخرون.

ما دور الإذاعة والتلفزيون في الوعي الفني وذوق الجمهور؟

دور أساس بشرط أن يكون العاملون في تلك الهيئة من ذوي الاختصاص والكفاءة في المجال الفني خصوصا ونحن في زمن الميديا.

 

ما كانت الرسالة السامية المقدسة لشقيقكم الفنان القدير سلمان زيمان رحمة الله؟

الكلمة أمانة والوطن أولوية

 

أتصور أننا نفتقد إلى حركة النقد الموسيقي ليس في البحرين فحسب، وإنما في دول الخليج.. ما تعليقك؟

النقص في المتعلمين الأكاديميين، وقلة تشجيع الموهوبين والمحترفين والمهتمين في مجال الثقافة الموسيقية على تحفيز كل العناصر التي تساهم في خلق الناقد المؤهل

 

عرف عن عائلة زيمان بأنها بيئة موسيقية لجميع الهواة ومحبي الفن من الأهل.. ما السر في ذلك؟

الوعي الأسري بأهمية الثقافة والفن والمواهب المتنوعة من الأسرة الواحدة شكلت أرضية أساسية لتأسيس الفرقة "فرقة أجراس"

 

هل تجد أنه من الصعوبة إصدار مجلة للموسيقى مثلما توجد مجلة للمسرح وللأدب والشعر والسينما في دولنا الخليجية، على اعتبار أن النشاط الموسيقي لا يقل كثافة وشأنا عن بقية الفنون؟

لابد من إعداد المختصين في ذلك المجال واتباع السياسة التي ساهمت في إصدار المجلات الفنية في الدول التي تهتم بذلك الشأن.

 

بالنسبة لخليفة زيمان الإنسان.. أين الطموح وأين الأفق؟

أحد الطموحات تأليف أعمال موسيقية من البيئة المحلية

 

العاشق الوفي يحمل لنا دائما السعادة، ما الذي يحمل لخليفة زيمان السعادة؟

أن نرى الحياة سيمفونية تعزف في حب الوطن والسلام