أنظمتي الغذائية تقوم على احتياج المراجع من الطاقة والسعرات الحرارية
أبرار عمران: الحرمان هو القاعدة التي أريد كسرها لدى المراجعين
أرادت أن تكون قريبة من الناس بطبيعتها الاجتماعية وتسعى دائمًا لقضاء حوائجهم وفي ذات الوقت لم تسطع الخروج من حلم الطب، لكن شاءت الظروف أن تحول بينها وبين حُلمها. ولكن طبيعتها القوية والطموحة أبت أن تتنازل عنه فاتخذت طريقًا آخر، مسافات البلاد كان لها هذا اللقاء مع اختصاصية التغذية العلاجية والحميات أبرار عمران للتعرف على طريقها الجديد:
لماذا تخصص التغذية العلاجية والحميات؟
صراحةً، كنت أحلم بدراسة الطب ولطالما تخيّلت نفسي باللاب كوت وأنا أعالج المرضى وأقدم الاستشارات لهم، ولكن لم يكتب الله لي هذا التخصص، رغم أنني قدّمت في جامعة في الصين وتمّ قبولي ولكن شاءت الظروف ألّا يتمّ هذا الأمر. ما جعلني أسأل أكثر عن التخصصات الأخرى في مجال الطب والصحة، ثم أرشدتني إحدى أقاربي وهي تعمل طبيبة في المستشفى إلى دراسة تخصص (التغذية العلاجية)؛ لأنه مهم جدًا وهو يدمج ما بين الطب والتغذية، أي أنه علاج للأمراض والمشكلات الصحية عن طريق الحميات والغذاء الصحي، وهذا ما شدّ انتباهي كثيرًا، حيث إنّني أميل للمواضيع المتعلقة بالأنظمة الغذائية والنمط الصحي؛ لذلك قرّرت واخترت هذا التخصّص دون تردّد!
ما المفهوم الذي تريدين كسره في عالم التغذية؟
الحرمان، تغيظني جدًا الفكرة الشائعة عن الأنظمة الغذائية أنّها مبنية على الحرمان وتقليل الأكل بطريقة مبالغة أو حذف نوع من الأغذية فقط لتنزيل الوزن، هذه المعلومات مبنية على الشائعات وانتشرت بشكل كبير جدًا وليس لها أساس علمي، لكن الناس بدأت تُغير هذه النظرة واستطاعت استيعاب أنّ التوازن في الغذاء هو الحل للمواصلة والحصول على نتائج صحية ودائمة. كذلك الخوف من الغذاء، لابد من استيعاب أمر واحد أن الطعام ليس عدوًا ولن يؤذيك، ولا يوجد صنف منه يعتبر مدمّرًا للجسد ومسبّبًا للسمنة، إلّا أذا أسرفت في استخدامه ولم تتحكّم بالكمية وطريقة الطبخ. لذلك الاعتدال هو ما سيجنبّك المشكلات الصحية والسمنة.
يرى البعض أن اتباع نظام غذائي يعني حرمان، ما رأيك في ذلك؟
الحرمان يعني التقييد وهذا الأمر لا يمكن أن يكون أسلوب حياة، المشكلة التي نواجهها دائمًا مع الوزن هو النتائج قصيرة المدى، بمعنى أنت تصل للوزن المناسب في فترة بسيطة وسريعة ثم تسترجعه وتكون الزيادة مضاعفة؛ لأنّ أساس النظام كان خاطئًا ومبنيا على الحرمان.
وهذا ما يجعل الإنسان يخسر العضلات والسوائل الموجودة في الجسم وهذا ما يجعله يسترجع الوزن بسرعة. أمّا التوازن في الأكل والرضا بالنتائج البطيئة على الميزان سيجعلنا نحافظ على النتائج لفترات طويلة، ويجنّبنا المشكلات الصحية كالإمساك ونقص الڤيتامينات والمعادن والأعراض الجانبية المصاحبة.
في فترة الجائحة اتجه الجميع لممارسة الرياضة والأنظمة الغذائية كيف ترين ذلك؟ وما نصيحتكِ لهم؟
يقال (ربّ ضارةٍ نافعة) أرى أنّ فترة الكورونا كانت مثل جرس الإنذار للجميع، موضوع الصحة أصبح يترأس كل المواضيع وجميع المجالس، صار الناس يهتمون له ويخافون على أنفسهم ويحرصون على تقوية الجهاز المناعي بشتّى الطرق. بالإضافة إلى انجذاب واضح وكبير للرياضة والأنظمة الغذائية رأيته في هذه الفترة وأعجبني كثيرًا هذا الأمر. الحمد لله على هذا البلاء الذي فتّح عيون الناس على هذه النعمة التي كانوا غافلين عنها. وللأشخاص الذين اتجهوا للتغيير في هذه الفترة: بوركت جهودكم المبذولة أنا فخورة جدًا بكم، يُعجبني الإنسان الذي ينتبه لصحته ويعرف ماذا يأكل، استمروا على هذا الدرب، الصحة والجهاز المناعي القوي استثمارٌ كبير للمستقبل ووقت الأزمات وكل التوفيق لكم في هذا المشوار الجميل ونصيحتي لكم استمتعوا بكل لحظة؛ لأنها اختيار وليست إجبارا.
هل أثبتت الأنظمة الغذائية العلاجية فعاليتها؟
نعم بالتأكيد، والدليل أنّ الأشخاص مهما توجّهوا للبدائل السريعة والعمليات يعودون للأنظمة الغذائية؛ لأنها الحل الأول والأخير حتى اليوم ونحن في بدايات العام ٢٠٢١ مازلنا نحتاج للنظام الغذائي الصحي. كل مجالات الطب ينصحون بالالتزام بنظام غذائي صحي. مشكلات الهرمونات والحمل، مرض السكري والسكري أثناء الحمل، ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية والكوليسترول، مشكلات الجهاز الهضمي والكبد والكلى، مشكلات العظام والمفاصل كل الأطباء من هذه المجالات يحرصون على تنبيه مرضاهم بالالتزام بأنظمة صحية إلى جانب العلاج للحصول على نتائج جيدة وينصحون الأشخاص الذين يعانون من السمنة بتخفيف أوزانهم عن طريق النظام الغذائي الصحي والرياضة.
علامَ يقوم النظام الغذائي الذي تقدمينه للمراجعين؟
يقوم على احتياج الشخص من السعرات الحرارية واحتياجه من مصادر الطاقة، أي الكربوهيدرات والدهون والبروتين، وبناءً على نتائج فحوصات الدم ونسبة الدهون المئوية والكتلة العضلية من جهاز مكونات الجسم. ونأخذ في الاعتبار المشكلات الصحية التي يواجهها الشخص والأدوية التي يأخذونها ومفضّلاته من الأكل ونبتعد عن مسبّبات الحساسية في الأكل أو الأغذية غير المناسبة للمراجع.
أصبح المجتمع اليوم أكثر وعيا بأهمية اتباع نظام غذائي متوازن مع اختصاصي تغذية، ما رأيك بذلك؟
نحمد الله على هذا الأمر والفضل يعود لشبكات التواصل الاجتماعي التي جعلتنا نوصل فكرتنا للعالم بكبسة زر، ومهم أن نشدّد على هذه النقطة في ظل انتشار الأنظمة القاسية والمبنية على الحرمان، وفي ظل انتشار الشائعات والأفكار الخاطئة في التغذية، لابد من الرجوع لأهل الاختصاص، وهذا أمر مهم جدًا لتجنّب الضرر والمشكلات الصحية.