+A
A-

"بقايا سجود" خير نموذج للأفلام القصيرة التي يقدمها الشباب البحريني

أنجز مجموعة من الشباب الواعد والموهوب فيلما قصيرا بعنوان "بقايا سجود" مقتبس من قصص "ابتسامات هاربة" للكاتب محمد أبو حسن، سيناريو وإخراج أحمد بن علي، وإنتاج مركز تمكين شباب كرزكان. والفيلم من تمثيل شذى العصفور، السيد محمد العلوي، صادق الغدير، علي أحمد علي، مريم أحمد علي ، ومكياج شذى العصفور، تصوير ومونتاج سيد عباس، حسن قمبر، الموسيقى التصويرية حسين السهلاوي، مخطوطة محمد العالي، إدارة الإنتاج جاسم علي جاسم جواد عطية جاسم زهير أحمد كاظم.
يمكنني أن أشير بعد مشاهدتي الفيلم إلى أن قراءة الفيلم لا تقتصر على موضوعه أو قصته، لكنها تتجاوز إلى الحكي البصري للفيلم، حيث تمكن المخرج أحمد بن علي من الالتزام حرفيا بثيمة القصة كما رواها الكاتب محمد أبوحسن، والمشهد الختامي للفيلم "الأم ميتة وهي راكعة على سجادة الصلاة" يعد من أروع المناظر التي قد نشاهدها في سينما الأفلام القصيرة، وحسب تقديري أن فيلم "بقايا سجود" ينتمي إلى سينما الإيمان، فكما هو معروف أن السينما العالمية وجدت منذ مهدها في حياة القصص الدينية والعائلية المؤثرة مادة درامية ثرية تحولت إلى أعمال سينمائية، ولم تكن أفلاما دينية بحتة، بل تحمل قيما فنية، كما فعل هنا مخرجنا الشاب أحمد بن علي الذي استطاع أن يسير اللقطات بشكل سلس وكذلك في أحجامها ومضمونها، فاللقطات كانت تحمل توازنا ملموسا في التشكيل والتكوين.
موضوع الفيلم يعد من المواضيع القوية، فهو يتعلق ببر الوالدين ورد الجميل لهما، فنرى الأم تلح على ابنها للزواج، وهو يصر أن يبقى عازبا لخدمتها خاصة بعد أن نال منها التعب، وعلى مدى 8 دقائق جمع المخرج كل ما يتوقى لمشاهدته جمهور الأفلام القصيرة، واختيار الموسيقى التصويرية كان موفقا وأعطى رد فعل قويا في عملية تحقيق التشويق.
يعد هذا الفيلم خير نموذج للأفلام القصيرة التي يقدمها الشباب البحريني، وقدرته على إيصال المعاني والعواطف إلى المشاهد بوضوح عن طريق التعبيرات الصادقة.