العدد 4486
الإثنين 25 يناير 2021
banner
الهدف... إسقاط حكومة الكاظمي!
الإثنين 25 يناير 2021

ليس مؤكداً أنّ تنظيم “داعش” الإرهابي - ومعه “القاعدة” - هو الذي ارتكب جريمة بغداد الإرهابية الأخيرة التي كانت “مذبحةً” بكلِّ معنى هذه الكلمة، وحقيقة أنه غير مستبعدٍ أنه هو من ارتكبها وأنها جاءت بعد انقطاعٍ طويلٍ وأنّ المستهدف هو هذه الحكومة العراقية التي على رأسها هذا الرجل العروبي مصطفى الكاظمي الذي لم يُعط فرصة كي ينفذ ما بقي يحاول تنفيذه إنْ على الصعيد الداخلي وإنْ على الصعيد العربي، وذلك بعد كل هذا الانقطاع الطويل منذ عام 2003، وحقيقة حتى الآن حتى هذه الضربة الموجعة الأخيرة.

ولعلّ ما تجدر الإشارة إليه، في هذا المجال، هو أنّ هناك من يرى أنّ “داعش” هذا مثله مثل: “راجح” في مسرحية “بيّاع الخواتم” الشهيرة وأنّ هذه الضربة الإرهابية الموجعة موجهةٌ لهذه الحكومة العراقية التي على رأسها هذا العروبيّ وهذا الوطني العراقي مصطفى الكاظمي الذي لم يُعط فرصةً لينفذ ما بقي يفكر في تنفيذه إن على الصعيد الداخلي أو على الصعيد العربي والإقليمي، حيث إنّ العوامل المعرقلة متعدّدة وكثيرة وفي مقدمتها التدخّل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العراقية.. أيّ في كل شيء.

لقد بقي الإيرانيون وأتباع إيران يُفرْملون عمل هذه الحكومة التي على رأسها مصطفى الكاظمي، والتي لولا الهيمنة الإيرانية العسكرية والأمنية والسياسية وكل شيء لحقّقت إنجازات فعلية كان من الممكن أنْ تنقل بلاد الرافدين نقلةً نوعية حقيقية تعيد لهذا البلد العربي الطليعي ألقه السابق قبل أنْ يبتلى بما ابتلي به بعد إسقاط النظام الملكي الذي كان على رأسه ذلك الشاب الصاعد فيصل الثاني الذي لا يزال بعض العراقيين يذكرونه بكل خير ولا يزال كبار السن منهم يذرفون عليه الدموع الغزيرة.

ويقيناً أنه كان بإمكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته تحقيق إنجازات فعلية كثيرة وفي كل الاتجاهات لولا أنّ قوى الشدِّ العكسي الإيرانية والتابعة لإيران قد واصلت تعطيلها أيّ إنجازٍ عراقي، فالإيرانيون وأتباعهم كانوا ولايزالون يعملون ويتصرفون على أنّ هذا العراق العظيم جزءٌ من دولة الولي الفقيه وأنّ مرجعيته السياسية والأمنية والعسكرية ليست في العاصمة العباسية ولا في بلد الرشيد، إنما هناك في “قمْ” وطهران وهذا هو سبب تعطّل عمل هذه الحكومة العراقية الوطنية... لهذا فإنّ هذه الضربة الإرهابية الدامية والموجعة، وسواءً أكان الذي قام بها “داعش” الفعلي أم الـ “دواعش” الإيرانيون أيّ “السافاك” (منظمة المخابرات والأمن القومي الإيراني - سازمان إطلاعات وأمنيت كشور) فإنّ الهدف هو إظهار أنّ هذه الحكومة التي على رأسها الدكتور مصطفى الكاظمي عاجزة وغير قادرة على الحفاظ على الأمن المطلوب لإجراء الانتخابات التشريعية المقررة!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية