+A
A-

البحرينيون يتأهبون لحرب شرسة ضد كورونا المتحور

حال انتهاء المؤتمر الصحفي للفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا ظهر الأربعاء 31 يناير 2021 وانتشار المعلومات عبر مواقع الصحف وحسابات التواصل الاجتماعي، تصدرت مشاركات وآراء الجمهور على شاكلة التأهب لـ"حرب شرسة" ضد فيروس كورونا المتحور، لا سيما في حساب التغريد "تويتر" وحساب تطبيق الصور "انستغرام" بالإضافة إلى الفيسبوك.

ويعكس المؤشر الأول اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين بمتابعة "تفاصيل التفاصيل" أولًا بأول، وتحت هاش تاق #كورونا_البحرين انتشرت العديد من التغريدات منها تغريدة كوميدية واقعية غردت بها المواطنة عبير الجلال بالقول :"أعتقد يجب أن نغير شعار المرحلة الحالية من #نواصل_بعزم إلى #صيروا_أوادم، تبعتها ردود فعل غاضبة في غالبها من أن الزيادة خلفها الأماكن المفتوحة والاستهتار، وكذلك عدم التزام الكثير من أماكن التجمعات في المجمعات والمطاعم وغيرها.

وطالبت أصوات أخرى بتكثيف حملات الشرطة وإنزال العقوبات بالغرامات، فالبعض وجد في التطعيم فرصة للاستهتار، فيما أعقبت تغريدة المحامي إبراهيم المناعي التي كتب فيها :"التزموا بارك الله فيكم بتعليمات #فريق_البحرين واحذروا من #كورونا_المتحور، تغريدات أخرى تشدد على "تشديد التشدد في تطبيق القانون".

ثلاثة أسابيع قادمة

وذهابًا إلى المؤتمر الصحفي، أعلن وكيل وزارة الصحة وليد المانع عن إجراءات احترازية ووقائية جديدة سيتم تطبيقها اعتبارًا من يوم الأحد 31 يناير 2021 ولمدة ثلاثة أسابيع.

وقال في المؤتمر الصحفي للفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا أنه نظرًا للمستجدات والمعطيات التي تتم دراستها بشكل دوري، وبناءً على توصيات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، فقد تقرر بدءًا من يوم الأحد 31 يناير 2021 ولمدة ثلاثة أسابيع تعليق الحضور والاكتفاء بالتعلم عن بعد في المدارس الحكومية والخاصة، ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، ورياض الأطفال ودور الحضانات، والمراكز والدور التأهيلية الحكومية، ومراكز ومعاهد التدريب الخاصة، ويستثني من ذلك أعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية والفنية بكافة المؤسسات التعليمية، في حين يستمر الحضور في المدارس والمراكز الأهلية والخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقرر أيضًا إيقاف تقديم الخدمات الداخلية في المطاعم والمقاهي.

وتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر الأربعاء 27 يناير 2021 بمركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب كل من رئيس الأمن العام رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث طارق الحسن، واستشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري مناف القحطاني واستشارية الأمراض المعدية بمجمع السلمانية الطبي جميلة السلمان، وأجمعت تحذيرات المشاركين من خطورة ارتفاع أعداد الإصابات مما يستدعي اتخاذ المزيد من الإجراءات والجهود المشتركة وحملات إنفاذ القانون بصرامة وحزم ضد المخالفين، وذلك تصديًا للسلالة المتحورة من الفيروس.

القلق.. استهتار وتراخي

وفي تطور جديد ومقلق، دعا المؤتمر الصحفي للفريق الوطني الطبي لمكافحة فيروس كورونا إلى رفع معدل الالتزام بالإجراءات الاحترازية إثر الزيادة في الأعداد القائمة والتي أثبتتها عملية الرصد والتحليل المستمرة ومتابعة الحالات القائمة، وأكثرها أهمية هو اكتشاف الفيروس المتحور في عدد من الحالات القائمة بالمملكة، ما يرفع من وتيرة الإجراءات والتدابير الوقائية المعلن عنها منذ بداية الجائحة والصادرة من الفريق الوطني الطبي ومن الجهات الرسمية لتجنيب زيادة الانتشار وارتفاع الحالات.

ومع استمرار الخطة الوطنية للتطعيم، فالتنسيق مستمر مع الشركات المصنعة للقاح لتوفير في أسروع وقت ممكن حسب خطة الشركات، ذلك لأن التأخير في تسليم التطعيمات يستوجب من الجميع الحذر والالتزام لحين وصول اللقاح، لا سيما وأن الزيادة المضطرة في أعداد الحالات ومعدلات الانتشار ترتبط بالاستهتار والتراخي في اتباع الإجراءات، ما يدفع في اتجاه تشديد تطبيق القوانين على المخالفين، والتي بلغت 8901 بين الأفراد، و518 في التجمعات والمنشآت وفق البيانات المسجلة منذ الأول حتى 26 يناير الجاري.

تشديد الرقابة وإنفاذ القانون

وفي التفاصل، عبر رئيس الأمن العام ورئيس اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث طارق حسن الحسن عن الأسف في أن نرى أعداد الإصابات تتزايد، لكنه في الوقت ذاته أكد استمرار الجهود الأمنية والمجتمعية لمواجهة الجائحة، والتي ستتكثف في الفترة المقبلة للعمل ضمن منظومة متكاملة شعارها "مجتمع واع"، ونضع يدًا بيد فالجهود المشتركة تتطلب التزامًا وانضباطًا من الجميع، حيث حقق إنجازات بفضل الله وبفضل قيادتنا الرشيدة في الفترة الماضية وبتكاتف الجميع، وستعمل وزارة الداخلية على إنفاذ القانون واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مخالفي ارتداء كمامة الوجه من جانب مديريات الشرطة، ومواصلة الحملات واللقاءات مع العمالة الوافدة بجميع اللغات ومن خلال شرطة خدمة المجتمع.

وقال :"الدفاع المدني يواصل حملات التعقيم والتطهير بكثافة كعامل مهم للقضاء على الفيروس، ونؤكد تجنت الإزدحامات ومنها أماكن الفحص العشوائي ومراعاة التباعد الاجتماعي، فالمسؤولية الشخصية والاجتماعية والوطنية تتطلب من الجميع مراعاة الاشتراطات حتى في حالة وجود تجمعات عائلية كون الوعي المجتمعي هو حجر الزاوية.

وخاطب الجمهور بالقول :"الهدف هو صحة وسلامة الجميع مع تشديد تطبيق القانون تجاه أية مخالفات سواء من الأفراد أو المؤسسات حتى تنحسر الجائحة".

ارتفاع الإصابات.. مؤسف

وتوافقًا مع ما طرحه الحسن، أعاد وكيل وزارة الصحة وليد المانع التأكيد على الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تم العمل بها منذ بداية الجائحة في العام الماضي، هي نفسها التي يمكن بها مواجهة مختلف السلالات بالإضافة إلى الإقبال على التطعيم، فالخطة الوطني للتطعيم مستمرة، ونتمنى من الجميع الالتزام بالمسؤولية ونحثهم على البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة، فعدم الالتزام وزيادة عدد المستهترين أسهم في وصولنا إلى هذا المعدل من الانتشار والارتفاع للاسف.

وأضاف :"نرجو عدم إقامة التجمعات في المنازل وخارج الأسرة الواحدة أو المحيط الاجتماعي المباشر، وعدم مخالطة كبار السنة والمصابين بالأمراض المزمنة حتى داخل المنزل للحفاظ على سلامتهم، فأمامنا تحد جيد وكلنا يقين بأننا قادرون على تخطي هذ التحدي بكل زم ونجاح متسلحين بوعي المجتمع، والالتزام من أجل البحرين".

جهد وعرق ودموع

وعبر استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا مناف القحطاني عن أن المسؤولية والالتزام هي حماية للوطن والمكتسبات التي تحققت بالجهد والعرق والدموع، لا سيما في المحافظة على سلامة كبار السن وذوي الهمم ومن لديهم مناعة ضعيفة، وعدم مخالطتهم باعتبارهم أكثر الناس عرضة للفيروس، أما بالنسبة لم يبادر بالتسجيل للقاح، فعليه أن يبادر ومن تلقى اللقاح سيتم الاتصال به لأخذ الجرعة لأخذ الجرعة الثانية لأن الأولى غير كافية، والجرعة الواحدة من أسباب تحور الفيروس، وهناك خطة لاستيراد اللقاحات حسب خطة الشركات المصنعة، وفي حالة ظهور أي عوارض لكورونا أو الانفلونزا فلابد من إجراء الفحص السريع وعزل النفس في حال "إيجابية" نتيجة الفحص والإبلاغ عبر الرقم 444.

ليس لنشر "الذعر"!

وشدد على أن ذلك كله ليس من أجل نشر الذعر بسبب السلالة الجديدة، بل لأخذ الحيطة والاستمرار في الالتزام، فالسلالة حالها حال أي سلالة تصاحب أية فيروسات تنفسية ومنها الكورونا، وهذا الفيروس يتحور بشكل مستمر طوال الوقت، ومنذ بداية الجائحة في فبراير 2020، ومع بدء انتشاره بدأ يتطور ويتحور والمهم هو أننا نرصد سلوك الفيروس الذي له ارتباط بسلوك الفرد، ثم أن تحور الفيروس لا يعني فيروس من سلالة جديدة بل سلالة نتجت من طفرات كون فيروس الكورونا يتطور ويتحور بشكل بطيء خلاف الفيروسات الأخرى، وهذا ما حدث حين ظهرت السلالة في شهر سبتمبر من العام الماضي في بعض مناطق أوروبا.

المبدأ واحد: الالتزام بمسؤولية

أما عن أهمية اللقاحات، فهي توفر الحائط المنيع لصد هذه السلالة أو أي سلالات أخرى، والسؤال المهم هو كيف نتعامل مع هذه السلالة؟ وكيف نساهم كأفراد في الحد من انتشارها؟ والجواب هو أن المبدأ واحد، ألا وهو الالتزام بذات الإجراءات الاحترازية المعتمدة منذ بداية الجائحة، وهذا المحور أو "المبدأ" تناولته استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي جميلة السلمان أن الفيروس المتحور وجد في عدد من الحالات القائمة، إلى جانب نقطة مهمة وهي الزيادة المضطردة في أعداد الحالات القائمة في الفترة الأخيرة، ونحن نعول على وعي المجتمع في التعامل مع هذا الفيروس ومخاطره بالالتزام الفعال، بغض النظر عن اكتشاف حالات جديدة من الفيروس المتحور أو فيروس كورونا فالاجراءات هي نفسها ولا تختلف، ولهذا نشدد على الالتزام بالتدابير الوقائية وأيسرها غسل اليدين وتعقيمهما ولبس الكمامات بالطريقة الصحيحة وتطبيق معايير التباعد الاجتماعي والإقبال على أخذ التطعيم والبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة، والحفاظ على سلامة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة في المنزل، واختصار التجمعات على الأسرة الواحدة، أي من الضروري المواصلة بحذر والتزام لتجنب الزيادة والانتشار وارتفاع عدد الوفيات فوزارة الصحة والفريق الوطني مستمرون في جهودهم بما يحفظ سلامة الجميع.

وقدمت أحدث البيانات حتى يوم أمس حيث وصل إجمالي عدد الفحوصات 2 مليون و647 ألفًا و 943 حالة، أما الحالات القائمة فبلغت 3313 والمتعافون 97006، والوفيات 370، ووضع الحالات المستقرة 392 حالة و21 حالة تحت العناية، والحالات القائمة التي تتلقى العلاج بلغت 46 حالة.

يتحور الفيروس وفق سلوك الفرد

وفي الإجابات على أسئلة المؤتمر، تناول الفريق طارق الحسن التأكيد على أن سوف يتم التشديد في تطبيق القانون بحزم وصرامة مع أي مخالفات، ذلك لأن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية فهذا يعني أن كل الجهد الذي تبذله الدولة لن يكون فعالًا، أما بالنسبة لسؤال حول عدد حالات الفيروس المتحور وكيف تم اكتشافها، فأشار وكيل وزارة الصحة وليد المانع إلى أن عملية الرصد والمتابعة للحالات القائمة مستمرة ولم تتوقف، وما جرى هو اكتشاف هذه الحالات عبر الفحوصات التي تجري بشكل روتيني على الاحالات القائمة، والقصد في ذلك التقييم والمتابعة والرصد وليس حصر الحالات، وفيما إذا كانت حالات الفيروس المتحور تم اكتشافها من الخارج أم من الداخل، أجاب عضو الفريق الوطني مناف القحطاني أن فيروس كورونا كان قادمًا من الخارج، أما عن هذه السلالة المتحورة وما إذا كانت من الخارج أم الداخل فالأهم هو كيفية مساهمة منع انتشارها، وبالتأكيد، نعم نستطيع وهناك عدة عوامل ضرورية لأن سلوك الفيروس المتحور يتحور بسلوك الفرد، ومع الاستهتار والتهاون يتحور الفيروس وتصبح سرعة انتشاره مستفيدًا من هذا التهاون، فالبقاء في المنزل ولبس الكمام والتباعد الاجتماعي ومنع الاجتماعات الكبيرة من أهم السبل لمنع أي سلالة من الظهور اليوم أو غدًا.

التطعيم والتجمعات ومخالفات السيارة

وفيما يتعلق بضرورة إجراء فحص كورونا قبل التطعيم، أكدت عضو الفريق جميلة السلمان أن هذا ليس ضمن البروتوكول، وفي حال تلقي التطعيم وظهور نتيجة سلبية، أما بعد الإصابة بالفيروس وشفاء المريض، تصبح في جسمه أجسام مضادة كما أثبتت الدراسات، وهي كافية لمدة ثلاثة أشهر، ويتلقى التطعيم بعد انقضاء 90 يومًا، أما عن التجمعات في السواحل العامة وهل هي مخالفة للقانون أجاب الفريق الحسن بأنها إذا كانت تراعي معايير الفريق الوطني الطبي كحد أدنى خمسة أشخاص بالتباعد في الأماكن المفتوحة فهذا مرخص، لكن نأمل فيما أنه ليس هناك حاجة فعلًا لمثل هذه التجمعات ألا تحدث ولابد من الالتزام بالمعايير المعتمدة، مكررًا على التشديد في الحملات، وبالنسبة لمخالفة ارتداء الكمامة في السيارة، قال الحسن ك"كانت هناك بعض الاشاعات في هذا الشأن، والصحيح أن سياقة السيارة من قبل شخص لوحده أو مع أسرته فهذا الأمر لا يتطلب لبس الكمام، إلا إذا كان على مستوى نقل عام او سيارة تنقل أشخاص من غير الأسرة الواحدة، فهي إلزامية في هذا الحالات.