+A
A-

خدمة الصرف الصحي.. عقدة لم تحلها ملايين “البنية التحتية”

جناحي‭: ‬تأخر‭ ‬توصيل‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬بشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬10‭ ‬و15‭ ‬سنة‭ ‬

العود‭: ‬ما‭ ‬جدوى‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحصيلها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة؟

النكال‭: ‬الخصخصة‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬ومع‭ ‬وقف‭ ‬تحصيل‭ ‬الرسوم‭ ‬قبل‭ ‬توافر‭ ‬الخدمة

الوداعي‭: ‬إنشاء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬يتطلب‭ ‬مواكبة‭ ‬حركة‭ ‬التعمير‭ ‬المتسارعة

 

‭ ‬شكّل‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬لوزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيطي‭ ‬العمراني‭ ‬عصام‭ ‬خلف‭ ‬بشأن‭ ‬تأجيل‭ ‬تحصيل‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الخاصة‭ ‬بخدمتي‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬البالغة‭ ‬5‭.‬5‭ ‬دينار‭ ‬للمتر‭ ‬المربع‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬البناء‭ ‬إذا‭ ‬كانتا‭ ‬غير‭ ‬متوفرتين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬التعمير‭ ‬القائمة،‭ ‬مسعى‭ ‬لافتًا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬مراجعة‭ ‬الآليات‭ ‬القانونية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحصيل‭ ‬كلفة‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

وفي‭ ‬ردّ‭ ‬سابق‭ ‬للوزير‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬برلماني‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬إيرادات‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬منذ‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭ ‬بلغت‭ ‬14‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬7‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬حصيلة‭ ‬الإيرادات‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬عمليات‭ ‬التعمير‭ ‬بنفس‭ ‬الوتيرة‭.‬

رغم‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحصيله‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشكوى‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬توصيل‭ ‬مناطق‭ ‬التعمير‭ ‬الجديدة‭ ‬بشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬ورصف‭ ‬الطرق‭ ‬فيها‭ ‬مازالت‭ ‬على‭ ‬حالها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أجمع‭ ‬عليه‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ومجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭.‬

ويأتي‭ ‬قرار‭ ‬الوزير‭ ‬بإرجاء‭ ‬تحصيل‭ ‬كلفة‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬حتى‭ ‬توفرهما‭ ‬ليؤكد‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬أغلب‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬توصيل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬كما‭ ‬يفتح‭ ‬باب‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬المبالغ‭ ‬المحصلة‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحميل‭ ‬سكانها‭ ‬كلفة‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭.‬

 

حركة‭ ‬التعمير‭ ‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬رأى‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬بمجلس‭ ‬بلدي‭ ‬الشمالية‭ ‬شبر‭ ‬الوداعي‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬تطورات‭ ‬متطلبات‭ ‬إنشاء‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬حركة‭ ‬التعمير‭ ‬المتصاعدة،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬نعيش‭ ‬واقعه‭ ‬ويغفله‭ ‬كثيرون‭ ‬وهو‭: ‬أين‭ ‬يكمن‭ ‬مربط‭ ‬الفرس‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬واقع‭ ‬دراسة‭ ‬جوهر‭ ‬المشكلة؟‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬الحيوية‭ ‬للسكان،‭ ‬والدولة‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬خططها‭ ‬التنفيذية‭ ‬للمشاريع‭ ‬التنموية،‭ ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬المراحل‭ ‬السابقة‭ ‬مع‭ ‬الوفرة‭ ‬المالية‭ ‬والمستوى‭ ‬المنخفض‭ ‬للتوسع‭ ‬العمراني‭ ‬والسكاني‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بأريحية،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬الحركة‭ ‬العمرانية‭ ‬والتوسع‭ ‬السكاني‭ ‬تغير‭ ‬واقع‭ ‬الطلب‭ ‬ومتطلبات‭ ‬تمديد‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬إدراكها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬إجراءات‭ ‬العمل‭ ‬لتمديد‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬يبدأ‭ ‬التخطيط‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬السكن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬70‭ %‬،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬حينها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الخطط‭ ‬الفنية‭ ‬وإعداد‭ ‬تصاميم‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وبعد‭ ‬إنجاز‭ ‬التصاميم‭ ‬يجري‭ ‬دراسة‭ ‬تحديد‭ ‬الكلفة‭ ‬التقديرية‭ ‬للمشروع،‭ ‬وتخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬المشروع‭ ‬وإقرار‭ ‬الميزانية‭ ‬وتحديد‭ ‬المناقصة‭ ‬لترسيه‭ ‬المشروع‭ ‬وذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬جهدًا‭ ‬ووقتًا،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تكمن‭ ‬الأسباب‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬من‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬مد‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وإنجاز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬إنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يترك‭ ‬آثاره‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬المعيشية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مشهود‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬فيضان‭ ‬خزانات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجمعات،‭ ‬بسبب‭ ‬محدودية‭ ‬توفر‭ ‬صهاريج‭ ‬شفط‭ ‬خزانات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وبالأخص‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬المناطق‭ ‬بشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬المتطلبات‭ ‬المالية‭ ‬والإجرائية‭ ‬والفنية‭ ‬وإجراءات‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬يظل‭ ‬هناك‭ ‬حرص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬فعلية‭ ‬لتغطية‭ ‬القصور،‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬وإنجاز‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭.‬

 

حق‭ ‬إنساني

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬عبدالواحد‭ ‬النكال‭ ‬أن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬إنساني‭ ‬يقع‭ ‬ضمن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬السكن‭ ‬الملائم‭ ‬والمستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬المناسب‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬مشكلة‭ ‬تأخر‭ ‬توصيل‭ ‬المناطق‭ ‬بشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬متعددة‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬التزايد‭ ‬السكاني‭ ‬والكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬المضطردة،‭ ‬والإعمار‭ ‬المتزايد‭ ‬والمتسارع،‭ ‬وضعف‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬للمشاريع،‭ ‬وطول‭ ‬وتعدد‭ ‬مراحل‭ ‬المشروع‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬وإعداد‭ ‬التصاميم‭ ‬مرورًا‭ ‬بتخصيص‭ ‬الميزانية‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بطرح‭ ‬المناقصة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تهالك‭ ‬وقدم‭ ‬الشبكات‭ ‬القديمة‭ ‬وحاجتها‭ ‬للصيانة‭ ‬أو‭ ‬الاستبدال‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬أيضًا‭ ‬انخفاض‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬توبلي‭ ‬لمعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنشاء‭ ‬الشبكات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬عالية‭ ‬أو‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والإعمار‭.‬

‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأخر‭ ‬إنشاء‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬رصف‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع،‭ ‬وبالتالي‭ ‬انعكاسها‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬التنقل‭ ‬وصعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المساكن‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار،‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬الأعباء‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬البلديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانيات‭ ‬لمناقصات‭ ‬شفط‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬السكنية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الضرر‭ ‬البيئي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬عمليات‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬البيوت،‭ ‬وتنقل‭ ‬سيارات‭ ‬الشفط‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية،‭ ‬أو‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تسربات‭ ‬من‭ ‬غرف‭ ‬تجميع‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنازل‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬تحصيل‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الخصخصة،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسرّع‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬إنشاء‭ ‬الشبكات،‭ ‬وتقلل‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬الانتظار،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخصخصة‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬قبل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تحصيل‭ ‬الكلفة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ومنذ‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬رسوم‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لم‭ ‬يطرأ‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬إنجاز‭ ‬مشاريع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬بل‭ ‬تسبب‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬ضغوطات‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬

‭ ‬ورأى‭ ‬أن‭ ‬إيقاف‭ ‬تحصيل‭ ‬هذه‭ ‬الكلفة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬أفضل‭ ‬ويمكن‭ ‬تحصيلها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬طلب‭ ‬إيصال‭ ‬شبكة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بالعقار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري‭ ‬الأخير‭.‬

قانون‭ ‬النظافة

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬بمجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬فاضل‭ ‬العود‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬يعتبر‭ ‬بدائيًّا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬وذلك‭ ‬يشمل‭ ‬المناطق‭ ‬القديمة‭ ‬والجديدة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬

وتابع،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬لا‭ ‬تكتمل‭ ‬سوى‭ ‬بإنجاز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتكاملة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بالصحة‭ ‬والبيئة‭ ‬والنظافة‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬الراحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدعو‭ ‬له‭ ‬الحكومة‭ ‬وتحرص‭ ‬عليه‭. ‬

وأردف،‭ ‬اليوم‭ ‬تشهد‭ ‬المملكة‭ ‬طفرة‭ ‬عمرانية‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تبنى‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭ ‬الإسكانية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬تدرج‭ ‬مشاريع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬قد‭ ‬تطول‭ ‬وتتعب‭ ‬الأهالي‭ ‬والمستثمرين‭ ‬وتكلفهم‭ ‬خسائر‭ ‬جسيمة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬المطروح‭ ‬عبر‭ ‬صهاريج‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬مؤقت‭ ‬له‭ ‬تبعاته‭ ‬غير‭ ‬المرغوبة‭ ‬لدى‭ ‬السكان،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لآليات‭ ‬الشفط‭ ‬إمكانيات‭ ‬وسعة‭ ‬محدودة،‭ ‬وقد‭ ‬تتأخر‭ ‬أو‭ ‬تتعطل‭ ‬لأسباب‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬مالية‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬

وقال‭ ‬العود‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مساعي‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬النظافة،‭ ‬فكيف‭ ‬تطبق‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المفتقرة‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي‭ ‬عندما‭ ‬تفيض‭ ‬مجاريهم‭ ‬ويضطرون‭ ‬لتنظيفها‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬أذاها،‭ ‬متسائلاً‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬مبالغ‭ ‬رسوم‭ ‬تحصيل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحصيلها‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يؤمل‭ ‬أنها‭ ‬تسرّع‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬ربط‭ ‬المناطق‭ ‬بشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬

 

جيوب‭ ‬المواطنين

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬والمرافق‭ ‬العامة‭ ‬خالد‭ ‬جناحي‭ ‬إن‭ ‬مشكلة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬شبكة‭ ‬صرف‭ ‬صحي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬بالجنوبية‭ ‬يشكل‭ ‬عائقاً‭ ‬وحملاً‭ ‬ثقيلاً‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬السكان‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬باتوا‭ ‬يضطرون‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬الصرف‭ ‬من‭ ‬جيوبهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لتغطية‭ ‬حاجتهم‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬شفط‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬لمرة‭ ‬أو‭ ‬مرتين‭ ‬خلال‭ ‬الشهر،‭ ‬وذلك‭ ‬حيث‭ ‬تشترط‭ ‬الوزارة‭ ‬اكتمال‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬السكان‭ ‬بخدمات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بمناطق‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬نموًّا‭ ‬عمرانيًّا‭ ‬وسكانيًّا‭ ‬متسارعًا،‭ ‬وهي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواكبة‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬بتوصيل‭ ‬منازلها‭ ‬بشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬الذي‭ ‬سيخفف‭ ‬التكلفة‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجزئة‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬ضمن‭ ‬موازنات‭ ‬متعددة‭.‬

وبيّن‭ ‬أن‭ ‬الآلية‭ ‬المتبعة‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬المناطق‭ ‬بالشبكة‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬توصيل‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬لمدد‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و15‭ ‬سنة،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬عبئًا‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬المواطنين‭.‬

واختتم‭ ‬بأن‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تستقبل‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬يومي‭ ‬طلبات‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬الذين‭ ‬يشكون‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬العدالة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭.‬