+A
A-

البوري: البحرين تخطت مرحلة الأصوات المنادية بحقوق المرأة

أكدت الطالبة حوراء البوري أن المحافل الدولية ما تزال تشهد ارتفاع الأصوات المنادية لحقوق المرأة وضرورة إدماجها في الحياة العامة واعتماد تكافؤ الفرص بين الجنسين، إلا أن مملكة البحرين تجاوزت هذا الإشكال منذ زمن بعيد.

وقالت في ورقة عمل قدمتها خلال الندوة النقاشية التي استضافتها كلية العلاقات الدولية بجامعة الشارقة عن المرأة الخليجية والعمل الدبلوماسي "إن المرأة البحرينية تعتبر اليوم من مكونات المجتمع الرئيسة كونها الفاعلة مع وجودها في معظم المجالات المهمة والحيوية، وأثبتت كفاءتها ونجاحها في الإدارة وتطوير المؤسسات".

وأشارت إلى أن اهتمام مملكة البحرين بدور المرأة والنهوض والارتقاء فيها، شمل مختلف المجالات والقطاعات وصولا إلى دورها في مناصب صنع القرار، إذ احتلت مراكز بارزة، فأصبحت وزيرة إعلام، ووزيرة صحة، ووزيرة الثقافة والتنمية، ورئيسة جامعة، كما فازت في الانتخابات البرلمانية والبلدية في جميع الدورات من العام 2002 وحتى الآن.

وواصلت تعداد الإنجازات التي حققتها المرأة حينما تبوأت لأول مرة مقعد رئاسة مجلس النواب في الفترة الحالية ومنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى، مؤكدة أن ذلك "يعزز من سياسة المملكة وجهودها في خلق توازن بين المرأة والرجل، وأن المرأة شريكة للرجل في بناء الوطن".

منعطف مهم

وقالت "في منعطف مهم يعزز من دور المرأة، تم إنشاء المجلس الأعلى للمرأة في 2001 برئاسة قرينة عاهل البلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة؛ بناء على رغبة وقناعة من المجتمع البحريني في تحقيق الشراكة الكاملة للمرأة وتلبية احتياجاتها ومتطلعاتها. وعمد المجلس على دمج احتياجات المرأة في التنمية كبرنامج وطني في مؤسسات المملكة؛ بهدف نشر ثقافة تكافؤ الفرص بين الجنسين واعتماد الآلية المناسبة لضمان دمج المرأة في المسار التنموي. كما ساهمت الحكومة والمجلس إيجابا في النهوض بالمرأة البحرينية، إذ نالت بجدارة العديد من الحقوق والمكتسبات التي جعلتها نموذجا يحتذى به. وتأكيدا لعمق تجربة المرأة البحرينية، تم اعتماد 1 ديسمبر يوما للمرأة البحرينية، وتزامنا مع احتفال البحرين ببدء العمل الدبلوماسي قبل 51 عاما أُعلن أن العام 2020 عام للاحتفاء بيوم المرأة في مجال العمل الدبلوماسي؛ تقديرا لجهودها وتأثيرها في المجال الدبلوماسي، ما يؤكد جدارتها في مواصلة هذا العمل والتوسع به".

التمثيل الدبلوماسي

وأشارت البوري إلى أن: أبرز توصيات المجلس المرأة كانت في العام 2020، وتمثلت برفع مشاركة المرأة البحرينية في مواقع التمثيل الدبلوماسي والدولي وتكثيف البرامج التدريبية لتهيئة الكوادر النسائية في مجال العمل الدبلوماسي والدولي، وقد لازم وجودها دوما تطور وزارة الخارجية منذ تأسيسها، لاسيما أن أول امرأة عملت في وزارة الخارجية بالعام 1972، بعد الاستقلال بعام، وتطور هذه الوجود ليس فقط في المناصب المتاحة بل في المناصب القيادية والإشرافية.

ففي العام 1999 تم تعين الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة أول سفيرة بحرينية لدى الجمهورية الفرنسية، وتم انتخابها لرئاسة الأمم المتحدة، وتم تعيين بيبي العلوي رئيسة للبعثة الدبلوماسية لدى جمهورية الصين الشعبية بلقب مفوض فوق العادة.

وتابعت "شهد العام ٢٠٠٨ تعيين هدى نونو سفيرة لمملكة البحرين بالولايات المتحدة الأميركية، وبعدها بـ3 سنوات جرى تعيين اليس سمعان سفيرة لمملكة البحرين بالمملكة المتحدة، وفي العام ٢٠١٩ تم تعيين مرام الصالح قائما بأعمال سفارة مملكة البحرين لدى مملكة ماليزيا، وفي العام نفسه تم تعيين بهية الجشي سفيرة لدى بلجيكا، كما تم تعيين الشيخة رنا بنت دعيج آل خليفة وكيلا لوزارة الخارجية كأول امرأة تصل إلى هذا المنصب على مستوى الوطن العربي.

نهج ملكي

وقالت حوراء البوري "إن الوجود الكبير للمرأة في السلك الدبلوماسي يعكس نهج وقيادة جلالة الملك الذي سعى دوم لتعزيز مكانة المرأة كشريك أصيل في التنمية، إذ إن وجود المرأة في السلك الدبلوماسي اليوم يشكل 32 %؜ من مجموع القوى العاملة في وزارة الخارجية وهي في ازدياد، ما يشكل 24 %؜ من الوجود النسائي على المستوى الأممي في الحقل الدبلوماسي، كما تم تخصيص 14 يناير من كل عام يوما للدبلوماسية البحرينية، وأصدرت توجيهات ملكية بشأن تطوير المعهد الدبلوماسي وتحويله إلى أكاديمية للدراسات الدبلوماسية. وإيمانا بدور المرأة تم تعيين الشيخة منيرة بنت خليفة بمنصب المدير التنفيذي لأكاديمية محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية، وهي سابقا كانت مديرة في المعهد الدبلوماسي. وفي العام 2016 تولت إنشاء المعهد، وهي أول بحرينية تخرجت من جامعة اكسفورد، وهي مثال للمرأة البحرينية الساعية بصدق إلى التميز والإنجاز، وحرصت في الأكاديمية على أن تكون برامجها على مستوى نوعي يليق وتوظيف للفكر المنهجي والتخطيط الاستراتيجي إضافة إلى سعيها إلى الريادة في مجالي التدريس والبحث الدبلوماسي على الصعيد الإقليمي والدولي، إلى جانب رفع مستوى الوعي بالعلاقات الدولية بين الأوساط الدولية خصوصا والمحلية عموما".

وذكرت أن "نسبة المرأة العاملة في أكاديمية محمد بن مبارك وصلت إلى 51 %، إذ تسعى الأكاديمية إلى زيادة هذه النسبة بما يتماشى مع الحضور الكمي والنوعي للمرأة في مختلف المجالات الحيوية الأخرى، مع ملاحظة أن نسبة العاملات في وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية اللاتي يسجلن في برامج التدريب التي تقدمها الأكاديمية أعلى من نسب الرجال، وكذلك الإقبال على البرامج التدريبية لاسيما برنامج الشباب والدبلوماسية الذي يقدم فيه الشباب الذين يرغبون في الانضمام إلى العمل الدبلوماسي، إذ شكلت النساء فيه النساء 63 %؜ من مجموع المنضمين إلى البرنامج، الأمر الذي يعكس حجم الرغبة لدى النساء للانضمام للقطاع، والدليل على الاهتمام المتزايد لدى المرأة الدبلوماسية بالتعليم والتدريب المستمر ويبشر بمؤشرات سنراها مستقبلا عن تزايد المرأة في السلك الدبلوماسي".

إثبات الذات

وزادت البوري "لطالما كانت المرأة البحرينية على مستوى متقدم من التعليم والثقافة، لذا كانت قادرة على أن تثبت نفسها في كل المجالات دون استثناء، المرأة البحرينية موجودة في التعليم، والصحة والهندسة، وفي كل مجال نجد المرأة البحرينية، وبالتالي الوجود النسائي في المجال الدبلوماسي لا يشكل استثناء في بلد يعتبر المرأة شريكا أصيلا في التنمية، فهو لا شك أن الوجود النسائي في المجال الدبلوماسي بدأ بنسب منخفضة، وهذا أمر طبيعي في كل أنحاء العالم، حيث إن مشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي قليلة، وقد كانت كذلك في مملكة البحرين في البدايات، ولكن بدأت تزيد نسبة المشاركة في السنوات الأخيرة، إذ إن أكثر من 32 % نسبة النساء العاملات في وزارة الخارجية، وهذا إن دلّ على شيء، فيدلُ على الدعم التي تحظى به المرأة في مملكة البحرين من قبل القيادة السياسية، وتعزيز وجودها في مختلف المجالات، سواء في داخل المملكة أو خارجها، لذلك فإن وجود المرأة في العمل الدبلوماسي قويًا وفاعلاً، ولدينا المرأة اليوم في مواقع قيادية كثيرة، منها سفيرات، وكذلك يمثلن البحرين في منظمات دولية، لكن أيضًا هناك فتيات شابات يعملن في مختلف بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج، وفي الأقسام كافة، ويخدمن وطنهن من مواقعهن الوظيفية في مختلف أرجاء العالم".

تحديات كبيرة

وختمت قائلة "بلا شك إن التحديات كبيرة، لكن في نفس الوقت الطموحات أكبر والتحديات هي من تقود المرأة إلى النجاح؛ لأنه يولد حالة من الإصرار والقدرة على إثبات الذات، ما يعزز دوما من مكانة المرأة ويتم التعامل معها كشريك أصيل في التنمية. إن المرأة البحرينية تحظى بمكانة بارزة على الاجندة الوطنية بفضل تضافر الجهود وسعي الجميع لبناء نهضة وتقدم مملكة البحرين، بمواصلة العمل بكل إخلاص لتحقيق رؤى وتطلعات عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة".