+A
A-

محاضرة "ترجمة البساطة في تجربة الرحابنة“ لعصام الجودر

ضمن فعاليات منتدى باحثون موسيقيون عرب قدَّم الباحث الدكتور عصام الجودر (إفتراضياً) محاضرة موسيقية بعنوان "ترجمة البساطة في تجربة الرحابنة"، وذلك مساء  الثلاثاء الموافق السادس والعشرون  من شهر يناير 2021.

تناولت الورقة تحليلاً  موسيقياً لمجموعة من العناصر التي صبغت أغاني الأخوين الرحبانيين بالبساطة. ومن هذه العناصر القصر الزمني للأغاني كأغنية "تتينا عاللومة" و"بعد الليالي" و"أنت معي"، مؤكداً أن الطول الزمني ليس بالضرورة أن يُثري العمل الغنائي، وكذلك الحال بالنسبة للقصر الزمني، فمؤلف حداثي مثل النمساوي أنطون فيبرن عُرفَ عنه قصر أعماله الموسيقية وعُمقِها الفني ، وهناك شعر الهايكو الياباني، أو ما يُسمى بشعر الومضة.

أما بالنسبة لعنصر التكرار المكثف للعبارات والجمل اللحنية فقد تمَثَّلَ ذلك في العديد من الأغاني منها "يا جسراً خشبياً" و "مرجوحة"، حيثُ أنَّه عادةً ما تنشط الذاكرة في الدقائق الأولى من الاستماع وتخمل في الدقائق المتبقية، لذا فإن كثرة التكرار عبارة عن تذكير للمتلقي وتحريك للذاكرة وجذبها من جديد لموضوع الأغنية. وفيما يتعلق بالإستخدام الوافر للتتابع اللحني فقد اُستشهد الجودر بعدد من الأغاني مثل "لا انت حبيبي" و"بعدك على بالي". كما أشار الباحث إلى أداء الفنانة فيروز الرائع والراقي الذي ساعد على توصيل الأغاني بيسر وسلاسة ما سهَّلَ خروج التجربة الرحبانية بالشكل الذي عادَةً ما تُوسَم فيه بالبساطة، متناولاً أغنيتين لفيروز أبدعت كعادتها في أدائها "لا تنسني" و"بيتي أنا بيتك".

الجدير ذكره أن البحث نشر ضمن سلسلة أطياف العدد العاشر من إنتاج هيئة البحرين للثقافة والآثار، والذي خُصِّصَ لبحث ودراسة أعمال الرحابنة بوصفها بصمة إبداعية مميزة في تاريخ الغناء العربي في القرن العشرين شارك فيه عددٍ من الباحثين العرب.