+A
A-

مواطن : 19 سنة على طلبي و“الإسكان” توصد الأبواب بوجهي

“لا‭ ‬أعلم‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬المعايير‭ ‬تستند‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬في‭ ‬توزيعها‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬للفئات‭ ‬المستحقة‭ ‬بالانتفاع،‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬متى‭ ‬سأنتفع‭ ‬بوحدة‭ ‬إسكانية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬19‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬طلبي‭ ‬للانتفاع‭ ‬بوحدة‭ ‬سكنية‭ ‬من‭ ‬الوزارة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬عائلتي‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أفراد‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرّين‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والمعيشية‭ ‬التي‭ ‬نعيشها”‭.‬

بهذه‭ ‬العبارات‭ ‬التساؤلية‭ ‬والمعاتبة‭ ‬بدأ‭ ‬محدثي‭ ‬المواطن‭ ‬عبدالحميد‭ ‬عبدالحسن‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭ ‬قائلا‭: ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬لا‭ ‬تعيرني‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ - ‬قانونيًا‭ - ‬مستحق‭ ‬طلبا‭ ‬إسكانيا‭ ‬مضى‭ ‬عليه‭ ‬19‭ ‬سنة‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬أعيشها‭.‬

وفي‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬معاناته‭ ‬قال‭ ‬“لدي‭ ‬3‭ ‬أبناء،‭ ‬أكبرهم‭ ‬سلمان‭ (‬19‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬ويعاني‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬وضعفا‭ ‬في‭ ‬الإدراك‭ ‬والذاكرة‭ ‬وتخلفا‭ ‬شديدا‭ ‬ولديه‭ ‬اعتلال‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬قدراته‭ ‬اللغوية‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬استعمال‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة،‭ ‬ويتعالج‭ ‬عن‭ ‬مرض‭ ‬الصرع،‭ ‬مع‭ ‬إعاقة‭ ‬ذهنية‭ ‬دائمة،‭ ‬ويستخدم‭ ‬حفاضات‭ ‬لعدم‭ ‬تحكمه‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬التبول‭ ‬والخروج،‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة”‭.‬

وأضاف‭ ‬“أما‭ ‬حسن‭ (‬13‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬أبرار‭ (‬9‭ ‬أعوام‭) ‬فيعانيان‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬تنفسية؛‭ ‬اشتدت‭ ‬حدتها‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يعيشانها‭ ‬في‭ ‬شقتهم‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬المعامير‭ ‬بمنزل‭ ‬جدهم،‭ ‬والتي‭ ‬تصنف‭ ‬بأنها‭ ‬سكن‭ ‬غير‭ ‬ملائم‭ ‬وغير‭ ‬صحي”‭.‬

عبدالحميد‭ ‬وهو‭ ‬يميط‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬يبدأ‭ ‬بسرد‭ ‬قصته،‭ ‬قائلا‭ ‬“تقدمت‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بطلب‭ ‬الانتفاع‭ ‬بوحدة‭ ‬سكنية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬7‭ ‬أبريل‭ ‬2002،‭ ‬ومضى‭ ‬على‭ ‬طلبي‭ ‬الإسكاني‭ ‬لحد‭ ‬اليوم‭ ‬نحو‭ ‬19‭ ‬سنة،‭ ‬وأنا‭ ‬اليوم‭ ‬أناشد‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ضرورة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قضيتنا‭ ‬وتخصيص‭ ‬الانتفاع‭ ‬بوحدة‭ ‬سكنية‭ ‬للعائلة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬معاناة‭ ‬شديدة؛‭ ‬نظرًا‭ ‬للحالة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬نعيشها”‭.‬

وتابع‭ ‬“بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬وحالة‭ ‬ابني‭ ‬الكبير‭ ‬سلمان‭ ‬التي‭ ‬تستنزف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تعليمه‭ ‬أبسط‭ ‬أبجديات‭ ‬الحياة،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬والدي،‭ ‬وهي‭ ‬شقة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مطبخ‭ ‬وصالة‭ ‬صغيرة‭ ‬وحمام‭ ‬وغرفة‭ ‬ومخزن،‭ ‬تعيش‭ ‬جميع‭ ‬الأسرة‭ (‬5‭ ‬أفراد‭) ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭ ‬وننام‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭.‬

وأضاف‭ ‬“وضعنا‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬المعيشة‭ ‬الصغيرة‭ ‬نظام‭ ‬السرير‭ ‬فوق‭ ‬السرير‭ ‬لتستطيع‭ ‬المساحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬استيعابنا‭ ‬جميعا،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬منذ‭ ‬2006‭ ‬حتى‭ ‬اليوم”‭.‬

وبيَّن‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬تعيش‭ ‬ظروفا‭ ‬صعبة‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬الابن‭ ‬سلمان،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬الإدراك‭ ‬أو‭ ‬الاستيعاب‭ ‬لذلك‭ ‬يقوم‭ ‬بتمزيق‭ ‬وتكسير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يواجهه،‭ ‬الكراسي‭ ‬والأثاث،‭ ‬التلفزيون‭ ‬ولاقط‭ ‬البث‭ (‬الرسيفر‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬يحتاج‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الأكل‭ ‬ولا‭ ‬دخول‭ ‬الحمام،‭ ‬ولا‭ ‬التبديل،‭ ‬مضيفا‭ ‬“نصحنا‭ ‬الأطباء‭ ‬والاختصاصيون‭ ‬الذين‭ ‬قابلناهم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬بأن‭ ‬نفتح‭ ‬له‭ ‬مساحة‭ ‬ليفرغ‭ ‬طاقته‭ ‬فيها‭ ‬باللعب‭ ‬واللهو؛‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬طاقته‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬تكسير‭ ‬الأشياء‭ ‬وتقشير‭ ‬الجدران‭ ‬وتقطيع‭ ‬وتمزيق‭ ‬وتكسير‭ ‬الأثاث”‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ولديه‭ ‬الآخرين‭ (‬أبرار‭ ‬وحسن‭) ‬سَليمان،‭ ‬ولكنهما‭ ‬يعانيان‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التنفس؛‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬في‭ ‬الشقة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬تهوية‭ ‬وضيقة‭ ‬ويعانيان‭ ‬مع‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬شقيقهم‭ ‬الأكبر‭ ‬سلمان،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬علاج‭ ‬الابنين‭ ‬كذلك‭ ‬يستنزف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭.‬

وأوضح‭: ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬قامت‭ ‬بتوزيع‭ ‬الوحدات‭ ‬الإسكانية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬شرق‭ ‬سترة،‭ ‬وقامت‭ ‬بتخصيص‭ ‬وحدات‭ ‬إسكانية‭ ‬لطلبات‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬تقديم‭ ‬طلبي‭ ‬الإسكاني،‭ ‬وأنا‭ ‬هنا‭ ‬لست‭ ‬بوارد‭ ‬مناقشة‭ ‬سياسات‭ ‬التوزيع‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة،‭ ‬ولكني‭ ‬أطالبهم‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬أمري‭.‬

وختم‭ ‬مسترسلا‭ ‬“ظروفي‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لي‭ ‬بالصبر‭ ‬أكثر‭ ‬وأنا‭ ‬لم‭ ‬أتحدث‭ ‬قبل‭ ‬عن‭ ‬استحقاقي‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أعيشها،‭ ‬لكني‭ ‬اليوم‭ ‬أرفع‭ ‬صوتي‭ ‬عاليًا‭ ‬بأن‭ ‬ينصفني‭ ‬المعنيون‭ ‬وينظرون‭ ‬في‭ ‬أمري،‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬مستحق‭ ‬ووضع‭ ‬عائلتي‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشقة‭ ‬أكثر”‭.‬