+A
A-

إيران: انتقادات لبذخ إمبراطورية خامنئي المالية

انتقدت‭ ‬صحيفة‭ ‬“جمهوري‭ ‬إسلامي”‭ ‬الإيرانية‭ ‬الممولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مكتب‭ ‬خامنئي،‭ ‬والتي‭ ‬يرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬الشهير‭ ‬مسيح‭ ‬مهاجري،‭ ‬المعروف‭ ‬بأنه‭ ‬أحد‭ ‬الثوريين‭ ‬القدامى،‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‭ ‬“البذخ”‭ ‬الحاصل‭ ‬ضمن‭ ‬بعض‭ ‬مؤسسات‭ ‬امبراطوريته‭ ‬المالية‭.‬

وأوضحت‭ ‬في‭ ‬مقال،‭ ‬أمس،‭ ‬أن‭ ‬مؤسسات‭ ‬مثل‭ ‬لجنة‭ ‬“الخميني‭ ‬للإغاثة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬“المستضعفين”‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المماثلة‭ - ‬وكلها‭ ‬تخضع‭ ‬لإشراف‭ ‬مكتب‭ ‬المرشد‭ ‬مباشرة‭ - ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬“زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحرومين‭ ‬بدل‭ ‬إنقاذهم‭.‬

كما‭ ‬تساءلت‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مخصصات‭ ‬وميزانيات‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬أبدية‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬ستنتهي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام؟

رواتب‭ ‬فلكيةوأضافت‭ ‬أن‭ ‬مسؤولي‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬يظنون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنهم‭ ‬سيبقون‭ ‬حتى‭ ‬“يوم‭ ‬القيامة‭ ‬برواتب‭ ‬فلكية”،‭ ‬في‭ ‬الأبنية‭ ‬الشاهقة،‭ ‬بينما‭ ‬يستمر‭ ‬الحرمان‭ ‬والفقر‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬رأت‭ ‬أنه‭ ‬“بعد‭ ‬4‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬مؤسسات‭ ‬مثل‭ ‬المستضعفين‭ ‬ولجنة‭ ‬الإغاثة،‭ ‬فإن‭ ‬توزيع‭ ‬ملايين‭ ‬السلال‭ ‬المعيشية‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر”‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬مؤسسات‭ ‬المرشد‭ ‬المالية‭ ‬العديدة‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬عناوين‭ ‬مثل‭ ‬الإغاثة‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفقر‭ ‬والحرمان‭ ‬والتنمية‭ ‬وما‭ ‬شابه،‭ ‬وكلها‭ ‬معفاة‭ ‬من‭ ‬الضرائب،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬موارد‭ ‬دخل‭ ‬للمرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭.‬

وكان‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬“المستضعفين”‭ ‬الإيرانية‭ ‬برويز‭ ‬فتاح،‭ ‬أعلن‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬أن‭ ‬إيرادات‭ ‬المؤسسة‭ ‬زادت‭ ‬بنسبة‭ ‬34‭ % ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬360‭ ‬تريليون‭ ‬ريال‭ (‬حوالي‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭) ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المنتهية‭ ‬بـ‭ ‬20‭ ‬مارس‭ ‬2020،‭ ‬حيث‭ ‬حققت‭ ‬7‭ ‬تريليونات‭ ‬ريال‭ ‬كإجمالي‭ ‬الأرباح‭ ‬خلال‭ ‬عام‭. ‬كما‭ ‬تمتلك‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬كيان‭ ‬اقتصادي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بعد‭ ‬شركة‭ ‬النفط‭ ‬الوطنية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬قرابة‭ ‬200‭ ‬مصنع‭ ‬وعشرات‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المالية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بنك،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العقارات‭ ‬في‭ ‬أجزاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬البلاد‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬ثلاث‭ ‬مؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬عملاقة‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬خامنئي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬“آستان”‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬مرقد‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬موسى‭ ‬بن‭ ‬الرضا‭ ‬في‭ ‬مشهد،‭ ‬و‭ ‬”ستاد”‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬العقارات‭ ‬والإسكان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكيانات‭ ‬الأخرى‭.‬

سياسيا،‭ ‬تخوض‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬حول‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬سباقًا‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬محاولة‭ ‬إنقاذ‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬المهدد‭ ‬بالانهيار،‭ ‬بعد‭ ‬إحراز‭ ‬إيران‭ ‬تقدمًا‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬حيازة‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية‭.‬

فعبارة‭ ‬“الوقت‭ ‬داهم”‭ ‬باتت‭ ‬عنوان‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬اتخذت‭ ‬طهران‭ ‬مطلع‭ ‬يناير‭ ‬قرار‭ ‬القيام‭ ‬بخطوة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬منتهكة‭ ‬تعهداتها،‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬استحقاق‭ ‬مهم‭ ‬جديد‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمصير‭ ‬الاتفاق،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬أُبرم‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والدول‭ ‬الدائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬وهي‭ ‬بريطانيا‭ ‬والصين‭ ‬وفرنسا‭ ‬وروسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬أضحى‭ ‬على‭ ‬شفير‭ ‬الهاوية‭.‬

وتتجه‭ ‬الأنظار‭ ‬حاليًا‭ ‬نحو‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تستعدّ‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشرط‭ ‬وقف‭ ‬طهران‭ ‬مسبقًا‭ ‬جميع‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬للمعاهدة‭.‬

شيك‭ ‬على‭ ‬بياض

في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬يواصل‭ ‬الإيرانيون‭ ‬مطالبين‭ ‬بالسيناريو‭ ‬المعاكس،‭ ‬أي‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬أولًا،‭ ‬ثم‭ ‬وقف‭ ‬انتهاكاتهم،‭ ‬ما‭ ‬يعقد‭ ‬مهمة‭ ‬بايدن،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬الانطباع‭ ‬بأنه‭ ‬يوقع‭ ‬شيكًا‭ ‬على‭ ‬بياض‭ ‬للإيرانيين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬الكونغرس‭ ‬منقسمًا‭ ‬حول‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭.‬

ويفضل‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الكونغرس‭ ‬مواصلة‭ ‬نهج‭ ‬دونالد‭ ‬ترمب‭ ‬والتفاوض‭ ‬بشأن‭ ‬اتفاق‭ ‬أوسع،‭ ‬يشمل‭ ‬تأطيرًا‭ ‬لبرنامجها‭ ‬البالستي‭ ‬وأنشطتها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬ترفض‭ ‬ذلك،‭ ‬وتطالب‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بضمانات‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭.‬

في‭ ‬خضمّ‭ ‬هذه‭ ‬الدوامة‭ ‬المستمرة،‭ ‬يقوم‭ ‬الأوروبيون‭ ‬من‭ ‬جهتهم‭ ‬بدور‭ ‬المسهلين،‭ ‬وقد‭ ‬تعهّد‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانيول‭ ‬ماكرون‭ ‬الخميس‭ ‬بـ‭ ‬”بذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعه‭ ‬لدعم‭ ‬أي‭ ‬مبادرة‭ ‬أميركية”‭ ‬لإرساء‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬حول‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬زادت‭ ‬مستوى‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬إلى‭ ‬20‭ % ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تقربها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬90‭ % ‬المطلوب‭ ‬للاستخدام‭ ‬العسكر،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬تقلّيص‭ ‬المهلة‭ ‬المحددة‭ ‬لحيازة‭ ‬المواد‭ ‬الانشطارية‭ ‬اللازمة‭ ‬لصناعة‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خطير‭.‬

فهذه‭ ‬المهلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭.‬