العدد 4499
الأحد 07 فبراير 2021
banner
التحفيز والاحتراز وما بينهما
الأحد 07 فبراير 2021

لا أحد يشك في أن أعداد الإصابات بكورونا قد تفاقمت لحدود غير متوقعة، يحدث ذلك رغم أن الدولة تقوم بأكثر مما هو عليها من واجبات، وبأشمل مما يمكن أن تمنحه حكومة لمواطنيها، اهتمام، توافر مختلف أنواع اللقاحات، الفحص الاستباقي في كل مكان لكل من تطأ قدماه على أرض المملكة، كل شيء بالمجان، وكل شيء بمتابعة حثيثة من اللجنة التنسيقية ومن الحكومة الموقرة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه.

مؤخرًا بدأ مجلس النواب في الحديث عن حزمة تحفيزية جديدة، ومؤخرًا بدأت القطاعات المتأثرة بتفشي مسارات الجائحة في الأنين والشكوى، وبدأت منظومة القطاع الخاص ممثلة في غرفة تجارة وصناعة البحرين بالتحرك سريعًا في اتجاه الأجهزة التنفيذية، وبدورها بدأت الحكومة في الاحتراز أكثر، وفي التشديد أكثر، وفي خطوات متسارعة نحو الغلق المبرمج أكثر.

من هنا كان لابد من طرح المطروح، أو إعادة النظر في الإجراءات التي كنا على هديها سائرون، وفي تلك المعايير التي كنا وفقًا لها نعيش معدلات إصابات معقولة رغم تفاقمها في دول أخرى.

رغم ذلك، وصلت الأعداد المصابة لدينا ولامست سقف الـ700 إصابة يوميًا أو أقل من هذا الرقم المرعب بقليل، هذا ينبئ بأن شيئًا “ما” قد بدأ في التفشي أكثر، وأن شيئًا “ما” قد بدأ في اختراق سد المناعة الاحترازية ربما لأسباب تحتاج لإعادة البحث والتنقيب، لكن الأكيد أن شيئًا “ما” بدأ في اقتحام المعادلة، وأن شيئًا “ما” قد تمادى لأكثر من توقعاتنا له خلال الأيام القليلة الماضية، هنا بدأت الدولة في التحرك، وبدأ الحديث عن انفتاح له ملامح الإغلاق يأخذ أبعاده نحو التطبيق السريع، وأن آثارًا سلبية بكل تأكيد سوف تطل بأعناقها الطويل على منظومة “التنسيق”، وعلى مفردات القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثرًا بالواقع الجديد.

اللقاحات تمضي مثلما هو مرسوم لها بكل عناية فائقة، وتوفر لكل كائن من كان على أرض الوطن، مواطن أو مقيم أو حتى عابر سبيل، والفحوصات بدأت تأخذ منحى جديدًا وأصبحت متوافرة حتى في الصيدليات والمراكز الصحية، والعيادات الطبية، إلى جانب “مركز المعارض”، هذا يعني أن أرقامنا في زمن الجائحة صحيحة 100 %، وأن تعاطينا الاستباقي مع آثارها سواء كانت اقتصادية أو صحية أو غيرها قد أفرز وعيًا جديدًا للمواطن والمقيم، وأن التباعد الاجتماعي على رخاوة أو صلابة مقصده إلا أنه أمر واقع لابد من التعاطي معه بروح إنسانية مفعمة بالإيمان بحقيقة الحياة، وبأفق توعوي أكثر نضجًا مقارنة بما كنا عليه قبل شهور من الآن.

ليست نصائح على ورق، ولا وصايا عشر نطرحها تيمنًا أو تشدقا بأمثلة تحتذى وحسب، لكنه الواقع المتطور، والتداعيات المخلقة الجديدة، والتحور الفيروسي اللعين، أسرع مما كان، وأكثر شراسة مما اعتدنا عليه منذ عام بالتمام والكمال، رغم ذلك نحن نستطيع، نحن قادرون على المواجهة، مؤمنون بأن بلادنا على “قدر أهل العزم تأتي العزائم”، وأن شعبنا خلف قيادتنا الحكيمة صفًا واحدًا لمقاومة “الغامض الجديد”، وأن المنظومة الصحية بأكملها تقف على أهبة الاستعداد مع الشعب البحريني العظيم لتقول للجائحة وبالفم الملآن: نحن نستحق الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية