العدد 4500
الإثنين 08 فبراير 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
هل هذا هو الحل الأنسب؟
الإثنين 08 فبراير 2021

أنا أعمل في إحدى المؤسسات المعروفة وعلى وظيفة جيدة، وهي في مجال تخصصي وأمارس مهامها باهتمام شديد لدرجة الإبداع، فكما يقول الاختصاصيون إن العنصر الأساس للإبداع في العمل هو أن تحب هذا العمل. كنا نعيش ونعمل في بيئة عمل صحية ومحفزة تحت قيادة مدير مقتدر استطاع أن يرسخ ثقافة العمل المؤسسي بأسلوب مهني راق مبني على الاحترام المتبادل، وقد أكسبه هذا محبة واحترام العاملين معه وأصبحنا نضاعف جهودنا لكي يكون عطاؤنا أفضل ونكون محل ثقة هذا القائد الإداري المميز.

هذا المناخ الجميل في العمل لم يدم طويلا، فقد تم ترقية مديرنا هذا وجاءنا آخر يمكنني أن أصفه بأنه عكس مسؤولنا السابق بدرجة كبيرة. ربما يشترك الاثنان في امتلاكهما المقدرة المهنية إلا أن الأخير يفتقر إلى الأسلوب الإنساني المتزن في التواصل المبني على الاحترام المتبادل وتقدير الذات الأخرى إلى جانب الأنانية، فهو بارع في نسب الإنجاز المميز من قبلنا إلى نفسه. هذه السلوكيات غير المهنية بدأت تسبب لي ضغوطا نفسية كبيرة أصبحت نتائجها أو أعراضها تظهر عليَّ حتى في خارج العمل وأخاف أن تؤثر على صحتي.

ما الحل؟ هل أترك هذه المؤسسة التي عملت فيها أكثر من 10 سنوات تعلمت فيها الكثير وأحببت خلالها عملي، والسبب هو هذا المدير الذي يتخذ من الاستهزاء والنظرة الدونية لنا أسلوبا في التعامل معنا؟

كان ذلك سيدي القارئ محتوى الرسالة الصوتية التي حاول أحد المشاهدين إيصالها إلى مقدم البرنامج، الذي قام بدوره بنقلها إلى ضيفه المتخصص في علوم الإدارة كما قال عنه. كان رد الضيف واضحا، إذ قال للمشاهد: يجب أن تترك هذه المؤسسة حالا حفاظا على صحتك وعلاقتك العائلية، ويمكنك البحث عن الوظيفة المناسبة، فأنت تمتلك الخبرة العملية والمؤهل كما عرفنا منك. سيدي القارئ ما رأيك في هذا الحل؟ أنا قد اختلف مع هذا الرأي واتفق مع جاك ويلش الذي يقول في هذا السياق “واجه الواقع كما هو وليس كما كان أو كما تريد أن يكون”. ما رأيك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .