+A
A-

51% من المستهلكين في البحرين يرغبون في اتباع نمط حياة مستدام

أشار تقرير حديث صادر عن شركة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG) إلى زيادة مستوى الوعي العام في البحرين بشأن التحديات المتزايدة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ويرجع ذلك إلى الأدوار التي تقوم بها الحكومة والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في دعم مبادرات الاستدامة البيئية. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها جميع الأطراف المعنية، فما يزال المستهلكون يواجهون عقبات عديدة تحول دون تحقيق رغبتهم في تبني ممارسات صديقة للبيئة.

وذكر التقرير الذي حمل عنوان «هل المستهلكون في منطقة الخليج جاهزون لتبني نمط حياة صديق للبيئة؟»، أن 51% من المستهلكين في البحرين أكدوا استعدادهم للتوجه نحو أنماط عيش مستدامة في حياتهم اليومية. وسعياً لتسريع وتيرة هذا التغيير يلزم توفير بنية تحتية صديقة للبيئة وتقديم حوافز مالية وزيادة خيارات السلع والخدمات الصديقة للبيئة بأسعار معقولة.

وتوصل التقرير إلى أن 77% من المستهلكين في البحرين على وعي بظاهرة التغير المناخي وتأثيرها السلبي على البيئة. وأن 61% المستهلكين ممن يدركون التبعات المترتبة على ذلك، يعتقدون أن لها تأثيراً سلبياً على البيئة العالمية، فيما يعتقد 51% منهم أن لظاهرة التغير المناخي تأثيراً كبيراً على حياتهم الشخصية، بينما يتوقع نحو الثلثين منهم أن يطال تأثيرها الأجيال القادمة.

وقال سايمون بيركبيك، الشريك في بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: "يوجد اهتمام متزايد بظاهرة التغير المناخي في البحرين، بفضل ارتفاع إمكانية الوصول إلى المعلومات ذات الصلة بالتغير المناخي وإطلاق العديد من المبادرات الناجحة في هذا الجانب بدعم من الحكومة والشركات، مثل رؤية البحرين الاقتصادية 2030. وإذا ما كثّف القطاعان العام والخاص من جهودهما لتعزيز مبادرات التوعية والاستثمار في البنية التحتية الصديقة للبيئة وتوسيع خيارات السلع والخدمات الصديقة للبيئة بأسعار معقولة، فسيزداد بالتأكيد عدد الناس الذين يختارون تبني أنماط حياة مستدامة، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع رغبة حكومة البحرين في تعزيز بيئة عمل تستند إلى أسس الاستدامة البيئية".

وعلى الرغم من الرغبة الكبيرة لعدد متزايد من المستهلكين في البحرين في اتباع أنماط حياة مستدامة، فإن التحدي يكمن في تحويل هذه الاهتمامات إلى أفعال ملموسة. فعلى سبيل المثال، تقوم مملكة البحرين - على غرار العديد من الدول الخليجية - بإعادة تدوير واستخدام واستعادة نحو 8% فقط من النفايات البلاستيكية والمعدنية. ولذلك، يتعين التوصّل إلى فهم واضح للعقبات التي تمنع المستهلكين من المساهمة في تعزيز مساعي المحافظة على البيئة.

من جانبه، صرح كريستيانو ريزي، الشريك والمدير المفوض في شركة بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: "إن الاهتمام العام بالمناخ وبالاستدامة يُعدّ فاتحة خير للمستقبل، حيث يعتقد كثير من الناس أن أنماط الحياة المستدامة بيئياً سيكون لها دوراً فعالاً في المستقبل في ظلّ الاهتمام المتزايد باتباع سلوكيات واقتناء سلع صديقة للبيئة. وهناك تحديات عديدة ما تزال ماثلة أمامنا، حيث تتصاعد حالياً الدعوات إلى توفير مزيد من المعلومات بشأن إعادة التدوير والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى نشر إرشادات بشأن طرق الحياة المستدامة وسُبُل خفض استهلاك الطاقة. وفي الوقت ذاته، يرغب الناس في زيادة الاستثمارات في البنية التحتية المستدامة، ولا سيما في مجالات إعادة التدوير والطاقة المتجددة والنقل العام والسياحة البيئية، وهو أمر تتمتع البحرين بكلّ المقومات اللازمة لتحقيقه".

وأضاف ريزي: "ونظراً للطلب المتزايد على السلع والخدمات المستدامة، فمن المحتمل أن تتاح للشركات فرص جديدة للنمو إذا كيّفت الاستراتيجيات التي تعتمدها لدخول الأسواق لتحقيق الكفاءة في تلبية الاحتياجات المتغيرة للعملاء، ولا سيما من خلال تقديم خيارات وأسعار أفضل وتحسين أسلوب الترويج بما يبرز فوائد الاستدامة".

وللوصول إلى نمط حياة أكثر استدامة، يعتقد المستهلكون أن ارتفاع الأسعار لا يعبّر دائماً عن زيادة الجودة أو تحقيق تجربة أفضل.

وتشمل العقبات الأخرى التي تحول دون اتباع أنماط حياة مستدامة: نقص المعلومات، والفرص المحدودة، وقلة الخيارات المتاحة، والضغوط الاجتماعية للمحافظة على أنماط الحياة الحالية، وكذلك المخاوف المتعلقة بالمنتجات الصديقة للبيئة التي قد تفتقر إلى الجودة وتؤثر على نمطهم المعيشي.

وعلى الرغم من الجهود الملحوظة التي تبذلها حكومة البحرين للتشجيع على إعادة التدوير، فإن 36% من المستهلكين يرون صعوبة في تحقيق ذلك. ومن هنا، فإن تسريع وتيرة التغيير يتطلب زيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وإصدار القوانين المناسبة، ونشر المزيد من المعلومات بشأن الطرق الصحيحة لإعادة التدوير.

كما أن عزوف الناس عن استخدام السيارات الكهربائية ناجم عن ارتفاع أسعارها وتكاليف تشغيلها والافتقار إلى البنية التحتية اللازمة لتزويدها بالطاقة، حيث ذكر 42% من المستهلكين أن السيارات الكهربائية باهظة الثمن، وأعرب 38% عن اعتقادهم بأن تكاليف تشغيلها مرتفعة جداً.

أما بخصوص الوجهات السياحية الصديقة للبيئة، فيكمن مصدر قلق السيّاح في تصوراتهم عن ارتفاع التكاليف وبُعد المسافات وقلة وسائل الراحة والترفيه وخدمات التسوق، حيث أشار 47% إلى انزعاجهم من نقص وسائل الراحة.