+A
A-

رئيسا مجلسي الشورى والنواب: الميثاق انطلق برؤية ملكية من جلالة الملك والتقت مع تطلعات شعب البحرين الوفي

رفع رئيسا مجلسي الشورى والنواب أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وإلى شعب البحرين الكريم، وذلك بمناسبةِ مرورِ عشرين عاماً للتصويت على ميثاق العمل الوطني، الذي كان إحدى المبادرات الملكية من باني نهضة مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله.

وأكد رئيسا مجلسي الشورى والنواب، أنَّ ميثاق العمل الوطني انطلق برؤية ملكية راسخة من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، نحو مرحلة جديدة من حضارة وتاريخ مملكة البحرين الإنساني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهي الرؤية التي التقت مع تطلعات وطموحات الشعب.

جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامه مجلسا الشورى والنواب، صباح اليوم (الأربعاء) باستخدام أنظمة الاتصال المرئي، وذلك احتفاءً بالذكرى العشرين للتصويت على ميثاق العمل الوطني، حيث شارك في الحفل الأمينان العامان لمجلسي الشورى والنواب، إلى جانب منتسبي الأمانتين العامتين للمجلسين.

وقالت معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب: "إن مملكة البحرين تشهد هذا العامَ ذكرى مرورِ عشرينَ عاماً على ميثاقِ العملِ الوطنيِّ، مستذكرة معاليها "ما تحققَ من إنجازاتٍ عظيمةٍ، أسهمتْ في بلوغِ مُبتَغياتِ المسيرةِ المباركةِ التي بدأناها سوياً منذ عام (2001)، فأثمرتْ ما نراهُ اليومَ مِن نهضةٍ تنمويةٍ شاملةٍ، وما تحققَ من سجلٍ حافلٍ بالنجاحاتِ والتقدمِ، لدولةِ المؤسساتِ والقانونِ، التي انبثقتْ ثوابتُها الحديثةُ من ميثاقِ العملِ الوطنيِّ، وارتكزتْ أركانُها على تطلعاتِ المشروعِ الإصلاحيِّ لجلالةِ الملكِ المفدى حفظه الله ورعاه، فهي مبادرةٌ تستحقُ أن نُزجيَ من أجلِها عظيمَ الشكرِ والامتنانِ لجلالتِهِ رعاه الله، فقد مثلتْ خارطةَ طريقٍ نحوَ التقدمِ والتطورِ والنموِّ، وجسدتْ رؤيةً ثاقبةً لقائدٍ حكيمٍ، آمنَ بمستقبلٍ زاهرٍ لشعبِهِ ووطنِهِ، وَفْقَ تطلعاتٍ رفيعةٍ، وإرادةٍ وطنيةٍ شجاعةٍ، في بناءِ نَهجٍ ديمقراطيٍّ رائدٍ.

وقالت معاليها: "نقفُ بكلِّ إجلالٍ وإكبارٍ ووفاءٍ لجميلِ فقيدِ الوطنِ، الراحلِ الكبيرِ سموِّ الأميرِ خليفةَ بنِ سلمانَ آلِ خليفةَ رحمهُ اللهُ، والذي أفنى حياتَهُ في خدمةِ القائدِ والوطنِ والمواطنينَ، ونستذكرُ بكلِّ معاني العِرفانِ والامتنانِ، لسموِّهِ على مساهمتِهِ في صياغةِ ميثاقِ العملِ الوطنيِّ، وبذلِ الجهودِ الحثيثةِ من أجلِ تنفيذِ غاياتِ الميثاقِ، وتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ الشاملةِ لمملكةِ البحرينِ".

وأشادت معاليها بجهودِ وإنجازاتِ المجلسِ الأعلى للمرأةِ بقيادةِ صاحبةِ السموِّ الملكيِّ الأميرةِ سبيكةَ بنتِ إبراهيمَ آلِ خليفةَ قرينةِ العاهلِ المفدى رئيسةِ المجلسِ الأعلى للمرأةِ حفظها الله، حيث قادت سموُّها المرأةَ البحرينيةَ لتحقيقِ تقدمٍ ورقيٍّ مطردينِ، على جميعِ الصُعُدِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ، وأبرزتْ دورَ المرأةِ وإسهاماتِها الفاعلةِ في بناءِ الوطنِ ونهضتِهِ، حتى نالتِ المرأةُ البحرينيةُ قصبَ السبقِ في كافةِ المجالاتِ، وأصبحتْ أُنموذجاً معطاءً للريادةِ والتفردِ، وتبوأت - ولا تزالُ - أرفعَ المناصبِ المحليةِ والدوليةِ، بما حَظِيتْ به من اعترافٍ وإشادةٍ في جميعِ المحافلِ، إقليمياً ودوليًا".

وأشارت معالي رئيسة مجلس النواب إلى أن "هذه المناسبةُ تأتي ومملكة البحرين تمر بظروفٍ استثنائيةٍ ترتبطُ بـتداعياتِ جائحةِ كورونا (كوفيد – 19)، والتي واجهتْها مملكةُ البحرينِ بكلِّ مهنيةٍ وحنكةٍ واقتدارٍ، بفضلِ قيادةِ سموِّ وليِّ العهدِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ حفظه الله، لـفريقِ البحرينِ الذي ضربَ أروعَ أمثلةِ التميزِ والكفاءةِ، والتضحيةِ والإخلاصِ، من أجلِ البحرينِ ومجتمعِها، وسعياً لـتجاوزِ كافةِ التحدياتِ التي واجهتْنا، والتمكنِ من تحويلِها لفرصٍ ومكتسباتٍ".

وأكدت معاليها حِرص مجلس النواب على ألا يتأثرَ المواطنونَ في ظِلِّ هذه الظروفِ، وأن تستمرَّ المسيرةُ المباركةُ بالمحافظةِ على المكتسباتِ، وتقديمِ الدعمِ اللازمِ، من أجلِ مصلحةِ الوطنِ والمواطنِ، مشددة على استكمالِ العملِ والإنجازِ، بالتعاونِ الفاعلِ مع الحكومةِ الموقرةِ ومجلسِ الشورى الموقرِ، في كل ما يحققُ التطلعاتِ الوطنيةِ، ويرتقِي بالمكتسباتِ، وَفْقَ ممارسةٍ دستوريةٍ قانونيةٍ وحضاريةٍ، تحققُ الخيرَ للوطنِ والمواطنينَ."

وأكدت معالي رئيسة مجلس النواب بأن ميثاقُ العملِ الوطنيِّ لا يزال يُحمّلُنا مسؤوليةً تاريخيةً، وأمانةً وطنيةً، للحفاظِ على موادِّ ومبادِئ الـميثاقِ، ومواصلةِ العملِ لتحقيقِ إستشرافاتِهِ المستقبليةِ، تنفيذاً للرؤيةِ الملكيةِ الثاقبةِ، وتحقيقاً لتطلعاتِ وآمالِ الشعبِ البحرينيِّ.

من جانبه أكد  معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى في كلمة ألقاها خلال الاحتفالية بأن ميثاق العمل الوطني جاء وفق رؤية شاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وبداية جديدة لأعوام الخير والنماء والازدهار الذي تشهده البحرين، فهو المرجع والعلامة الفارقة في المسيرة التنموية التي تحققها مملكة البحرين في ظل قيادة جلالة العاهل المفدى رعاه الله.

وأشار معالي الرئيس إلى أن مملكة البحرين وهي تحتفي بمرور عقدين مضيئين على التصويت على ميثاق العمل الوطني، لتفخر بالصور العديدة للتلاحم والتعاضد والوقوف خلف القيادة الحكيمة، والترابط المجتمعي، والتآخي الإنساني، الذي نراه يتجسّد ويكبر عامًا بعد عام، وفي الكثير من المحطات والمواقف، والعمل الدؤوب لتجاوز التحديات، وفتح مساحات لحصد الإنجازات،  لافتًا معاليه إلى أن مملكة البحرين تعيش منذ عام صورة رائعة من صور التعاون والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد 19)، التي أثَّرت على جميع دول العالم، مؤكدًا بأن مملكة البحرين وبفضل توجيهات ودعم واهتمام جلالة الملك المفدى أيده الله، وجهود صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومتابعته المباشرة، قدمت  للعالم أجمع نموذجًا من العطاء والوحدة والتكاتف بين أفراد المجتمع والفريق الوطني للتصدي لجائحة كورونا، وبإذن الله سنصل قريبًا إلى مرحلة تتويج كل الجهود.

وقال معالي الرئيس في كلمته " إنَّ ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني يعد يومًا من الأيام الوطنية المجيدة، وسيبقى خالدًا، وشعلة تضاء بها كل دروب الخير والنماء والتقدم، التي يشهدها الوطن يومًا بيوم منذ أن تولى جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، ووضع أسسًا وطنية ثابتة وراسخة، ومنهجًا حكيمًا وقويمًا لمملكة ديمقراطية وعصرية يقوم كل إنجاز ونجاح فيها على قيم ومبادئ العدل، والمساواة، وسيادة القانون، والحرية والأمن، والتسامح والتعايش والتآخي والسلام بين الجميع".

وأشار معاليه بأن مجلس الشورى يستشعر بعظيم الفخر والاعتزاز، بالإنجازات التشريعية التي تحققت منذ العام 2002م وحتى الآن، والمساعي الحثيثة والمباركة التي تبذلها السلطة التشريعية من أجل تحديث وسن التشريعات التي تعزز نماء مملكة البحرين وتقدمها، مشيرًا معاليه بأنه منذ تولى جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، وضع الميثاق في يدٍ والمشروع الإصلاحي في يدٍ أخرى، فأصبحا ركيزتان أساسيتان، تُرسم منهما كل الخطط التنموية والبرامج الطموحة في استدامة البناء على المنجزات السابقة، واستشراف المستقبل، وترسيخ دعائم الديمقراطية، والتأكيد على حقوق المواطنين وواجباتهم تجاه مملكة البحرين وقيادتها الحكيمة.