+A
A-

الكعبي: ميثاق العمل الوطني يشكل رؤية ثاقبة لجلالة الملك المفدى في بناء البحرين الحديثة

رفع سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عمان أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه وإلى الشعب البحريني الوفي بمناسبة الذكرى السنوية العشرين للتصويت التاريخي على ميثاق العمل الوطني الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ مملكة البحرين والذي يصادف الرابع عشر من فبراير في كل عام.

وأكد سعادة سفير مملكة البحرين أن ذكرى ميثاق العمل الوطني تمثل صورة من صور التلاحم الراسخة بين قيادة وشعب مملكة البحرين، وهو يوم أغر في تاريخ البحرين الحديث، حيث كان بداية للمسيرة الخيرة والانطلاقة الكبرى للمشروع الإصلاحي والتحديث الوطني الشامل الذي قاده حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ووثيقة وطنية تضمنت مبادئ عامة وأفكار أساسية بهدف تحديد مسارات العمل الوطني حاضرا ومستقبلا بتلك المبادرة الذاتية التاريخية والرائدة.

وشدد سعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي على أن الرؤية الوطنية لمستقبل البحرين والتي فاقت كل الرؤى، وأشرقت بمعالم فجر جديد للبحرين ونقلها إلى عالم حديث متطور نحو آفاق عصرية ما لها نظير في كل المجالات، ورسمت أجمل لوحة للحمة الوطنية وللانتقال بمملكة البحرين إلى عهد الإصلاح والديمقراطية والتنمية عبر التصويت التاريخي من قبل المواطنين البحرينيين على الميثاق، والذي عبر بشكل واضح عن إرادة الشعب باختيار هذه الوثيقة لتكون أساسا للعمـــــــــل الوطني الجـــــــاد لبنـــــــــاء البحريـــن حاضرا ومستقبلا، والتي بلغت نسبة 98.4%، وكانت المشاركة الشعبية عاليــــة إذ بلغــــت نحـــــــو 90.3%، وأن ماتضمنه ميثاق العمل الوطني من ركائز أساسية شكلت رؤية واضحة في المشاركة والمسؤولية بين الجميع، واتضح ذلك جليا من خلال الإنجازات التي حققتها المملكة على كافة الأصعدة.

وأشار سعادة سفير مملكة البحرين إلى أن ميثاق العمل الوطني يشكل رؤية ثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في بناء البحرين الحديثة وهو بمثابة نقلة نوعية متميزة فتح من خلالها مرحلة جديدة ومتطورة من الحياة أمام جميع البحرينيين من خلال ما رسمه من ثوابت جامعة لأبناء البحرين، شكلت على مدار السنوات الماضية منطلقا حقيقي لتحقيق إنجازات مشرقة على مختلف الأصعدة وجعل من البحرين نموذجا فريدا من نوعه في الإصلاح والانتقال الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين التنمية بمختلف مجالاتها، الأمر الذي أكسب البحرين احتراما وتقديرا واسعا من قبل المجتمع الإقليمي والعالمي.

وأوضح سعادة السفير الكعبي أنه منذ الإجماع الشعبي بالتصويت على ميثاق العمل الوطني تحققت إنجازات عديدة في مختلف المجالات والأصعدة، وأنه أرســـــى لانطلاقــــــة جديـــــدة مـــــــن العمل الوطني بدأت في فتــــــح آفـــــاق واسعــــة  خاصة في مجال العمل التنموي والاقتصادي، وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، ومشيرا إلى أن مملكة البحرين تسير وفق خطط استراتيجية مدروسة تمتد لمستقبل بعيد الأمد من خلال "رؤية البحرين 2030" والتي تضع توجهات ورؤى البحرين التنموية للمستقبل، ومن أبرز المنجزات الاقتصادية الملموسة مطار البحرين الدولي الجديد ومشاريع البنى التحتية ومشاريع المرافق الخدمية، لافتا إلى أن البحرين تعد اليوم من أفضل الدول في العالم في مجال حرية التجارة والاقتصاد وتقديم أفضل التسهيلات الاستثمارية وأجواء العمل الحر، مما يجعل المملكة تتبوأ مقدمة اللائحة العالمية في العديد من المميزات الاقتصادية.

وأعرب سعادة السفير عن فخره واعتزازه بالإنجازات التي تحققت على أرض المملكة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والتنمية البشرية، وأن لمملكة البحرين إنجازات متعددة ورائدة في حفظ مصالح المملكة وشعبها في مجال حقوق الإنسان، و حققت المملكة إنجازات  متميزة، وذلك خلال انضمامها إلى معظم الاتفاقيات الحقوقيــــــــــــــــــة والدولية وإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان في العام 2010م، وفقا لمبـــادئ بـــــــاريس الدوليــــــــــــة، وبالتعاون مع المؤسسات الدولية والحقوقية وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وأن من أهم الإنجازات التي تحققت انتخاب مملكة البحرين عضوا في مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة للسنوات 2019-2021م للمرة الثالثة وعضوية لجنة المخدرات التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للفترة من 2020م وإلى 2022م  وعضوية لجنة القانون التجاري الدولي للفترة م2020 والى 2025م وكذلك عضوية لجنة المجلس التنفيذي لصندوق الامم المتحدة للطفولة للفترة 2020 الى 2022م.

ولفت سعادة السفير إلى استمرار تحقيق مملكة البحرين مركزها المتقدم للعام الثالث على التوالي ضمن الفئة الأولى بتقرير وزارة الخارجية الامريكية المعني بتصنيف الدول في مجال مكافحة الاتجار بالاشخاص وانفراد مملكة البحرين بالمرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا  موضحا أن ما حققته مملكة البحرين من صدارة عالميا وللعام الثالث على التوالي في مجال مكافحة الاتجار بالاشخاص يؤكد الالتزام التام للحكومة الموقرة وحرصها على ضمان حقوق الإنسان وما تشهده مملكة البحرين من خطى راسخة نحو تحقيق الإنجازات وما حققته من تميز واحترام في مختلف المحافل الؤقليمية والدولية.

وأشار سعادة السفير إلى ما تحقق كذلك من إنجازات ومكاسب لمملكة البحرين في مجال التسامح الديني ضمن التشريعات الوطنية الحقوقية ومواءمتها مع الاتفاقيات الأممية، والتي تعد دليلا على الواقع المعاش والملموس يوميا في مملكة البحرين التي كانت ومازالت تمثل النموذج الأمثل للتسامح الديني واحترام المذاهب المتعددة كافة، وذلك في ظل المبادرات الإنسانية والحضارية ووجود مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ببرامجه النوعية، لكي تصبح المملكة منارة إقليمية لقيادة المنطقة نحو حقبة جديدة من التسامح وتعزيز الحريات الدينية، وأن مبادئ الميثاق جاءت كخير حاضن للحريات وراع لحقوق الإنسان معززا بذلك النموذج البحريني الرائد في التعايش الانساني  مضيفا أن جلالة الملك المفدى يحرص على إرساء قيم التسامح الديني والتعايش السلمي في ‏نفوس الشباب، متمثلا في إنشاء ‏‏"مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي"، ‏وفتح باب التسجيل أمام ‏الشباب البحريني للمشاركة في برنامج "الإيمان في القيادة" التابع للمركز بالتنسيق مع جامعتي ‏‏"أكسفورد" و"كامبردج" ومؤسسة التدريب البريطانية بدءًا من سبتمبر 2020، وتأهيلهم كي يكونوا ‏خير سفراء للمملكة في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي إقليميًا وعالميًا، هذا بخلاف البرامج ‏التثقيفية لتوعية الشباب ونشر ثقافة الديمقراطية والتسامح والسلام التي ينظمها معهد البحرين ‏للتنمية السياسية والمؤسسات البرلمانية والإعلامية والتربوية والأكاديمية.‏

وقال سفير مملكة البحرين لدى السلطنة : إن المسيرة التنموية الشاملة بقيادة جلالة العاهل المفدى، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، كانت العامل الأساسي في تعزيز جهود تمكين المرأة وتنفيذ الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية، والعديد من المبادرات وأوجه الدعم على المستوى الوطني، وذلك إلى جانب المساندة اللامحدودة من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذي لطالما دعم جهود تقدم وتمكين المرأة البحرينية، ووضعها على رأس أولويات عمل الحكومة خلال المرحلة القادمة.

وتابع: إن من أبرز إنجازات المرأة البحرينية هو تخصيص يوم المرأة البحرينية وهو الأول من ديسمبر من كل عام، للاحتفاء به مؤكداً أن هذا اليوم يعد تقديراً لكل امرأة بحرينية، ويأتي تتويجاً لإسهامات المرأة في كافة المجالات، وتجسيداً لدورها وعطائها ومشاركتها الفاعلة في بناء ونهضة الوطن، مشيداً في هذا السياق باختيار "المرأة في مجال العمل الدبلوماسي"، للتكريم في دورة العام الجاري، تقديراً لما حققته المرأة البحرينية من منجزات، وما تبوأته من مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى مثلت من خلالها وطنها خير تمثيل في العديد من المحافل الدولية.

ويأتي حصول مملكة البحرين على المركز الثاني عالمياً على قائمة أفضل ١٠ دول لعمل النساء وفقاً للإحصائية التي أعدتها "مجلة فوربز الأمريكية المتخصصة" في عالم الأعمال ونشرت في شهر مايو عام 2020م، إنجاز يضاف في سجل البحرين الناصع بالعديد من الإنجازات في قطاع العمل والأعمال ، خاصة مع مصادقة المملكة على اتفاقية العمل الدولية رقم (111) بشأن منع التمييز في الاستخدام والمهنة التي تحظر التميز في العمل بسبب الجنس. 

وبين أن مملكة البحرين حظت بإشادة وتقدير إقليمي ودولي لما اتخذته من خطوات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030م، حيث عملت الحكومة منذ إقرار أهداف التنمية المستدامة 2030م، من الأمم المتحدة على إعداد استراتيجية وطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030م، والتي شكلت محوراً أساسياً لعمل الحكومة حيث تم دمج هذه الأهداف ضمن برنامج عمل الحكومة، حيث استطاعت الحكومة وبنجاح إدراج 78% من هذه الاهداف في برنامجها الحالي والمستقبلي وخطة عمل الحكومة، كما استطاعت الحكومة وبفضل التوجيهات السامية من ترجمة غايات واهداف التنمية المستدامة مما جعل مملكة البحرين من أوائل الدول التي أحرزت إنجازات رائدة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية قبل حلول موعدها في عام 2015م، والتي تمثلت في توفير التعليم المجاني وتمكين المرأه وتكافؤ الفرص بين الجنسين والارتقاء بالمستوى الصحي والاجتماعي. وحرصاً من الحكومة الموقرة لمتابعة تنفيذ هذه الأهداف، قامت بتشكيل لجنة وطنية من كافة الجهات الرسمية لتكون مهمتها متابعة وتقييم ووضع مؤشرات أداء لتنفيذ الأهداف. 

وفي سياق متصل، عملت الحكومة على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال التنمية المستدامة من خلال استضافة المؤتمرات والمنتديات المتعلقة بالتنمية المستدامة كما قامت المملكة بإطلاق جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وجائزة الأمير خليفة بن سلمان للتنمية المستدامة حيث شكلت هذه الجوائز عنصراً فاعلاً في تحفيز جهود التنمية المستدامة على مستوى العالم، حيث أسهمت هذه الجهود بإشادة إقليمية دولية.

وأكد السفير أن الشباب البحريني أثبت وعيه ‏وحسه الوطني والإنساني من خلال مشاركته الفاعلة في الصفوف الأمامية ضمن الكوادر الطبية ‏والتمريضية والأمنية والإعلامية والتطوعية العاملة في فريق البحرين الوطني بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19).

وتابع :  وقد نالت تجربة البحرين إشادة منظمة الصحة العالمية حيث أكدت المنظمة أهمية  توثيق تجربة مملكة البحرين المتميزة في التصدي لفيروس كورونا "كوفيد -"19، والتي من الممكن الاستفادة منها على المستويين الإقليمي والعالمي خاصة في ظل تطبيق البحرين لمجموعة من الخطط الوقائية والتوعوية والجهود المجتمعية المشتركة لضمان التصدي لهذا الفيروس، وأشاد خبراء المنظمة بمستوى الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والرقابية التي اتخذتها مملكة البحرين في سرعة التصدي لفيروس كورونا "كوفيد- 19"، بالإضافة إلى مستوى كفاءة الطواقم الصحية الوطنية المؤهلة والتي تعمل بكل جد وإخلاص تجاه تطبيق كافة الإرشادات والإجراءات طبقاً للمعايير الدولية المعتمدة من قبل المنظمة.  

وأكد السفير بأن العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين هي علاقات أخوية تاريخية متجذرة، يشهد لها التاريخ منذ مئات السنين. وأضاف بأن الاجتماعات المشتركة بين المسؤولين في كلا البلدين جاءت تنفيذاً للتوجيهات السامية لجلالة الملك المفدى وأخيه جلالة السلطان المعظم حفظهما الله ورعاهما لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتبادل التجارب والخبرات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. 

وأشار السفير بأن المملكة تسعى إلى تطوير الشراكة التجارية والاستثمارية مع السلطنة لتعزيز نمو التبادل التجاري وحجم الاستثمار بين البلدين الشقيقين. وأكد بأن المملكة تولي اهتمام بالغ بتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية العمانية المشتركة والتي اشتملت على عدة مجالات تنموية وتعليمية وقضائية وثقافية واقتصادية. وتواصل السفارة التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في كلا البلدين لتنفيذ التوصيات وتذليل اي تحديات تواجها هذه الجهات.
 
وثمن سعادة السفير ما تقدمه السلطنة من خدمات وتسهيلات للمواطنين البحرينيين المقيمين في السلطنة مما يؤكد عمق الترابط الأخوي بين الشعبين الشقيقين.

وأشاد سعادة السفير بمسيرة النهضة المتجددة في السلطنة التي تسهم في تحقيق رؤية عُمان 2040م، والتي رسمت خارطة الطريق نحو تنمية مستدامة واطلاق الخطة الخمسية العاشرة للأعوام 2021 – 2025 م ، لتكون أول خطة تنفيذية لرؤية عُمان 2040م، والتي ركزت على أهم القطاعات الصناعية والتعليمية والعمرانية.

كما أشاد السفير بمسيرة الإصلاح الاقتصادي والإداري التي رسمها جلالة السلطان المعظم والتي اشتملت على إعادة هيكلة النظام الاداري للدولة وتطوير النظم والتشريعات واطلاق خطة التوازن المالي متوسطة المدى ( 2020-2024) التي تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي في البلاد. 

وفي ختام تصريحه بارك سعادة السفير جمعة بن أحمد الكعبي لمملكة البحرين قيادةً وحكومة وشعباً في يومها الوطني الخالد، داعيا الله عز وجل أن يديم على وطننا العزيز الأمن والأمان والاستقرار، ودوام النهضة والتنمية والازدهار في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.