مع الإجراءات الجديدة والتدابير الوقائية المتخذة في مواجهة الفيروس المتحور، أجد الكثير من العبارات الداعمة لأصحاب المشاريع المحلية بل الكثير من المبادرات التي تدعو إلى دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، ولا خلاف في ذلك كونهم يشكلون طبقة لها من الأهمية ما لها إذا ما نجحت هذه المشاريع في الاستمرار والتوسع حتى تنتقل لفئة المشاريع المتوسطة وهكذا.

لكن حقيقة ما استوقفني مؤخرا المبالغة غير المفهومة من قبل أصحاب المشاريع المحلية في تقييم سعر منتجاتهم وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقفة، فنحن هنا في بلد كالبحرين وبمؤشرات مختلفة ورائعة ضربناها سابقا نستطيع أن نقدم كل الدعم والاهتمام لرواد الأعمال، لكن في المقابل يجب أن يقدم لنا رائد العمل منتجه بالسعر الذي يرضي كل طبقات المجتمع، وسأضرب مثالا مبسطا لطلب ساندويتش برجر وحيد دون مشروب أو البطاطا المرافقة له في ثيمة الوجبات السريعة من أحد المشاريع المحلية الوطنية الصغيرة دعما له، وأتفاجأ بأن الساندويتش يبلغ سعره 3 دنانير، وهو رقم مبالغ فيه مقارنة بالمطاعم العالمية التي تقدم الوجبة كاملة بتكلفة أقل قد تصل إلى نصف سعر ساندويتش البرجر المحلي المراد دعمه.

ثم يتساءل البعض عن عدم الاستمرارية وعدم الدعم وقلة الطلب، مجحفا حق أسرة مكونة من 4 أفراد على أقل تقدير تحتاج في أقل تقدير إلى 20 دينارا حتى تتناول وجبة واحدة من المطعم الوطني الذي يمتلكه رائد الأعمال الذي نود جميعا أن ندعمه إثر جائحة الكوفيد أو حتى دونها.

حدث العاقل بما يعقل، سأدعمك كوني إعلامية وسيساعدك رجل أعمال كبير إذا ما آمن بفكرتك ولن تنزع الحكومة يد العون والدفع عنك، لكن أرجوك انزل إلى أرض الواقع وادرس المجتمع جيدا والقدرة الشرائية للأفراد، حتى تصبح ملحمتنا واحدة، فلا يعقل أن نعمل جميعا على مساعدتك ووضع ثقتنا بك ثم تغرد في واد آخر طالبا ما لا يمكن تحقيقه، هي منظومة واحدة ومجتمع واحد يريد أن يعطيك مثلما قدمت له بل أفضل، فهل تتعظ يا رائد الأعمال حتى تستمر ونستمر في دعمك؟.