العدد 4508
الثلاثاء 16 فبراير 2021
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
القلب والمطرقة
الثلاثاء 16 فبراير 2021

قد تتعدد الصور ويخالها البعض كما يفكر الآن، وينثر فيها عدة ألوان تتناسب مع حالته الشعورية، وهذا ما يصنع جمالية الموقف ورمزيته، فقد تكون الحالة المزاجية مع اللون الأحمر تزامنًا مع زخم احتفال البعض بالفلانتاين، بالرغم مما يمر به العالم من تحديات حيال تأرجح موجات فيروس كورونا، إلا أن التجار لم ييأسوا من بث رسائل ترويجية لعروض الهدايا الخاصة بتلك المناسبة، وكما فعل أصحاب محلات الورد والحلويات لتقديم كل ما يحفز تلك الطاقة اللونية بما تبثه من قوة وتأثير نحو جذب الانتباه ومحاصرة المحبين أو من يشتاقون عشقًا لتتجدد طاقة الحب لديهم.

ولكن لا أعلم حتى الآن رمزية مزج اللون الأبيض هذا العام باللون الأحمر، حتى اكتست بعض المحلات باللون الوردي في كل منتجاتها، هل هي محاولة خجولة للدعوة للاحتفال أم ماذا؟ لن ندخل في النوايا هنا ولا في المبررات، فهي حركة لطيفة لتهدئة النفوس بطريقة إيجابية وبث روح التفاؤل والأمل.

إننا هنا بصدد الحديث عن ثقافة اللون الأحمر بشكل عام وقوة توهجه في تحفيز المشاعر نحو طريقين مسارهما الراحة والدفء، أو الانفعال والغضب وفي كليهما تأثيرات وعواقب، لذلك نرى من يدعو لتوهجات الفرح، يقصد المجاراة ولو لم تكن عنده، فعندما تسير في طريقها تعطي تجربة خيرة لتداعيات رمزية الحدث، لكن الطرْق والمِطرقة هنا غير مجديين، والسبب في أن المشاعر باعتبارها حالة تقاس بمدى سماح الشخص بالانسجام مع تأثيرات الألوان لأنها ثقافة تتطلب التركيز والاستمرار، لكن والرأي شخصي هنا، بالحذر من مزاجية استخدام الألوان ومزجها كي تلون ما تشاء من الظروف ومتغيراتها، لأن ارتداداتها المعاكسة أشد وأقسى قهرًا وقد تخلف مزجًا لا يتوقف من عدة ألوان تعيق البصر والبصيرة عن الحياة المثالية التي تجعلنا نرى اللون الأحمر بجماليته الحقيقية لتعميق علاقتنا الذاتية بأواصر الألوان الحقيقية لكل حالة شعورية قوة وتعبيرًا. نعود هنا لقوة الطرق التي نستخدمها لفرض قوتنا في تحدي الظرف والموقف بما تحمل من دلالات ومعنى، لتعميق الرؤية الواضحة، ونقول رفقًا بالقلوب عندما تكون بين المطرقة والسندان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .