المحامية جناحي تروي عبر “البلاد” أبرز تكتيكات المطلقين القانونية والقضائية
مطلقة تطلب من والد طفلها فحص كورونا قبل كل رؤية لابنه
الأعمال الانتقامية بعد حدوث الطلاق أكبر تحديات يواجهها الأطفال
قالت المحامية المتخصصة في الشرع فوزية جناحي إن الأعمال الانتقامية بين الأبوين بعد حدوث الطلاق هي أكبر التحديات التي تواجهها الأسرة والأطفال تحديدًا، لافتة إلى أنها تصل إلى منع الرؤية ودفع النفقات وتوفير السكن والتعليم الملائم.
ودعت جناحي خلال لقائها مع “البلاد” زملاءها المحامين لأهمية الاجتماع والتوافق فيما بينهم قبل انتقال القضايا لدهاليز المحاكم؛ توفيرا للوقت وللضغط على الأسرة، لافتة إلى أن الدور المطلوب من مكتب التوفيق الأسري هو أكثر مما هو قائم الآن.
المشاكل الرئيسة
- بداية، ما أهم المشاكل التي تواجه الأسرة البحرينية التي يحدث فيها الطلاق؟
المشاكل الرئيسة تبدأ بعد وقوع الطلاق وليس قبله؛ لأسباب ترتبط بالحضانة والنفقة ومحاولة تقليل أو زيادة المصروفات، وتتبع الواحد للآخر في كل صغيرة كبيرة، لتضييق الخناق عليه، دون التفكير بمصلحة الأولاد. هنالك إشكال يرتبط برؤية الأطفال، إذ تتمنع بعض الأمهات من ذلك عن قصد، ومنهن من يستغل الأوضاع الراهنة لكورونا لذات الأمر، وأذكر أنه مرت عليّ حالة تطالب فيها الأم من الأب بكل زيارة، بأن يجري فحصا طبيا لفيروس كورونا، كنوع من التعجيز لمنعه من رؤية الأطفال. هنالك أمهات يضعونني في وضع “البلوك” بالواتساب لأنني أرسل لهن رسالة لكي يتسلمن النفقات من المكتب، والسبب تفضيلهن دخول دهاليز المحاكم لجرجرة المطلقين و “بهدلتهم”، حتى لو كان على حساب تأخر تسلمهن النفقات.
أب في قضية أخرى، يفاوض الأم على الحضانة بمقابل التنازل عن حقها في بدل السكن، وآخر يمنع الأولاد من الاستمرار في المدارس الخاصة بالرغم من أنهم كانوا ملحقين بها قبل الطلاق، وقس على ذلك. فالأمور الانتقامية والمصلحية بين الأبوين بسبب غياب الوعي، هي أهم المشاكل التي تواجهها الأسرة بعد الطلاق، وبضرر فادح يكون على عاتق الأطفال وحدهم، لذا فإن الطلاق الحضاري أمر مطلوب ومهم، ولكن من ينصت؟
مهم جدًا
- كيف تنظرين لأداء مكتب التوفيق الأسري؟
جهودهم مشكورة ومقدرة، ومهمة لحلحلة الخلافات والحد منها، ولكن لقاء المسؤولين بالمكتب مع الأبوين مهم جدًا، وأن يكون هنالك تلخيص دقيق للقضية، مع توفير اختصاصي نفسي يتابع الأمر؛ لأن أحد الأبوين قد يعاني من مشاكل نفسية.
نقول ذلك لأن القضاة بالمحاكم أحيانا ينشغلون بكثير من القضايا، ومن الصعب جدًا أن يعرفوا تفاصيل أمور خلافية بين زوجين قد ترجع إلى 10 أو 20 سنة.
أضف إلى أن إقامة دورات توعوية للمقبلين على الزواج لا يقل أهمية عما ذكرته، ولأن أكثر نسبة الطلاق التي نراها الآن لزيجات لم تتخطَّ من العمر الخمس سنوات، وهي فترة لم تكفِ للزوجين أن يعرفا بعضهما بعضا جيدًا.
تحديات وصعوبات
- كيف تنظرين للمشاكل الزوجية بعد الجائحة؟
زادت بشكل كبير، والطلاق أيضا، لأن كثيرا من الأزواج قبل الجائحة لم يكونوا يعرفون بعضهم بعضا جيدًا، بسبب الانشغال بالعمل والصداقات والسفر، ولكن حين حدثت الجائحة وجلس الأزواج معا في البيت، اكتشف كل واحد أن الآخر غريب عليه، وأنه بدأ للتو بالتعرف عليه. وفي حالات أخرى ولكنها أقل، وجد الأبوان ظروف الجائحة كفرصة للتقارب ولبناء الأسرة ولتعليم الأولاد، خصوصًا مع واقع التعليم عن بعد، وما يشوبه من تحديات وصعوبات كثيرة تتطلب تعاون الأسرة.