+A
A-

موظفة بـ “التربية” تطلب نقلها... والأبواب تسد في وجهها

تروي‭ ‬المواطنة‭ ‬“‭ ‬أ‭. ‬ي“‭ ‬تفاصيل‭ ‬مأساتها‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬ومازالت‭ ‬متواصلة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬حلها،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬الحل‭ ‬وجدت‭ ‬الألم‭ ‬النفسي‭ ‬والمرض‭ ‬يتسلل‭ ‬إليها؛‭ ‬بسبب‭ ‬الضيق‭ ‬والتعب‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬مئات‭ ‬المحاولات‭ ‬التي‭ ‬حاولتها‭ ‬علها‭ ‬تجد‭ ‬أحدا‭ ‬ينصفها‭ ‬ويضع‭ ‬الحل‭ ‬الصحيح،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أسرتها‭ ‬وعائلتها‭ ‬التي‭ ‬تجرعت‭ ‬الخيبة‭ ‬وفقدان‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محاولة‭ ‬تحاولها،‭ ‬علها‭ ‬ترى‭ ‬بصيصا‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬فيها‭ ‬يقودها‭ ‬للحل‭. ‬

وتقول‭ ‬المواطنة‭: ‬أناشد‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي،‭ ‬الذي‭ ‬تعودنا‭ ‬دوما‭ ‬بأن‭ ‬يتابع‭ ‬مشاكل‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوزارة،‭ ‬ولا‭ ‬يتواني‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭. ‬

وتروي‭ ‬المواطنة‭ ‬قائلة‭: ‬أكتب‭ ‬لكم‭ ‬وعبر‭ ‬جريدتكم‭ ‬“البلاد”‭ ‬قصتي‭ ‬المليئة‭ ‬بالمعاناة‭ ‬والظلم‭ ‬مع‭ ‬قسم‭ ‬بالتعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬بالوزارة،‭ ‬حيث‭ ‬إنني‭ ‬موظفة‭ ‬إدارية‭ ‬بإحدى‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات،‭ ‬وتقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬نقلي‭ ‬لمدرسة‭ ‬ابتدائية؛‭ ‬نظرا‭ ‬لظروفي‭ ‬الأسرية‭ ‬والعائلية‭  ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬تستوجب‭ ‬مني‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬الخروج‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬الدوام‭ ‬للتعليم‭ ‬الابتدائي،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوقي‭ ‬الوظيفية‭ ‬في‭ ‬بلدي،‭ ‬علما‭ ‬أنني‭ ‬أخبرت‭ ‬الوزارة‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أرغب‭ ‬بالنقل‭ ‬لمدرسة‭ ‬ثانوية‭ ‬أخرى؛‭ ‬كوني‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬ثانوية،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬لي‭ ‬تجربة‭ ‬سابقة‭ ‬مع‭ ‬النقل‭ ‬وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬مريرة‭ ‬جدا،‭ ‬فقد‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬نواب‭ ‬دائرتنا‭ ‬بأنني‭ ‬أحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬طلبي‭ ‬للوزارة؛‭ ‬كون‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬قناة‭ ‬مهمة‭ ‬للتواصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬ووزارات‭ ‬الدولة،‭ ‬فقام‭ ‬بمساعدتي‭ ‬مشكورا‭ ‬لإيصال‭ ‬رسالتي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭. ‬وتتابع‭ ‬بحسرة‭: ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬رسالة‭ ‬النائب‭ ‬ستكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬معاناتي،‭ ‬فقد‭ ‬تفاجأت‭ ‬باتصال‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬مسؤول‭ ‬بقسم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬تخبرني‭ ‬بأنها‭ ‬مستاءة‭ ‬وغير‭ ‬راضية‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬طلبي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬النائب،‭ ‬وأنا‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬هل‭ ‬دخول‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مشكلاتنا‭ ‬كمواطنين‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة،‭ ‬وكلنا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬النواب‭ ‬هم‭ ‬قناة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬رسائل‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬لحل‭ ‬مشكلاتنا‭.‬

وتردف‭: ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬بشهر‭ ‬تقريبا‭ ‬تفاجأت‭ ‬بنقلي‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬ثانوية،‭ ‬فتقدمت‭ ‬بتظلمات‭ ‬ورفعت‭ ‬رسائل‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬نقلي‭ ‬كانت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الافتراء‭ ‬والتشهير‭ ‬بسمعتي،‭ ‬وليست‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬النقل،‭ ‬وبعدها‭ ‬حاولت‭ ‬جاهدة‭ ‬أن‭ ‬أقابل‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬إلا‭ ‬انني‭  ‬كنت‭ ‬أمنع‭ ‬من‭ ‬مقابلته‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الاتصال‭ ‬به،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬موظفة‭ ‬السكرتارية‭ ‬أخذت‭ ‬رقمي‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬لكي‭ ‬يتصل‭ ‬بي‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاتصال‭.‬

وتتساءل‭: ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬المسؤولون‭ ‬معنا‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬بهم‭ ‬مواطنة‭ ‬مثلي‭ ‬لكي‭ ‬يتعاملوا‭ ‬معها‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭.‬

واستطردت‭: ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬اخبروني‭ ‬أنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬لي‭ ‬نقلا‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي،‭ ‬وهذا‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬رسالتي‭ ‬هذه،‭ ‬ثم‭ ‬غيروا‭ ‬رأيهم‭ ‬وأبلغوني‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬الشهر‭ ‬أن‭ ‬نقلي‭ ‬رفض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬ذهبت‭ ‬للموارد‭ ‬البشرية‭ ‬أسأل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬الرفض،‭ ‬فقالوا‭ ‬لم‭ ‬يصلنا‭ ‬أية‭ ‬خطاب‭ ‬باسمك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ونحن‭ ‬جهة‭ ‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النقل‭ ‬إذا‭ ‬وافقت‭ ‬عليه‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬نحن‭ ‬جهة‭ ‬منفذة‭ ‬فقط‭ .‬

وواصلت‭: ‬أعدت‭ ‬الكرة‭ ‬ورجعت‭ ‬لمكتب‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬لطلب‭ ‬خطاب‭ ‬الرفض،‭ ‬وهنا‭ ‬بدأت‭ ‬معاناة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهي‭ ‬التهرب‭ ‬من‭ ‬مكالمتي‭ ‬أو‭ ‬مقابلتي‭ ‬نهائيا‭ ‬او‭ ‬الرد‭ ‬علي‭ ‬بأية‭ ‬وسيلة،‭ ‬لقد‭ ‬أقفلوا‭  ‬جميع‭ ‬الأبواب‭ ‬في‭ ‬وجهي،‭ ‬وهنا‭ ‬أتساءل‭ ‬هل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬الموظفة‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬ملفي‭ ‬تملك‭ ‬صلاحية‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬والخدمات‭ ‬بأنهم‭ ‬رفضوا‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬جهة‭ ‬غير‭ ‬جهة‭ ‬الموارد،‭ ‬أم‭ ‬إنها‭ ‬“تقول‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬فقط”‭.‬

ومضت‭ ‬قائلة‭: ‬أطالب‭ ‬عبر‭ ‬جريدتكم‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق؛‭ ‬نظرا‭ ‬للظروف‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬عانيتها‭ ‬والضرر‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بي‭ ‬علما‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬التحقيق‭ ‬سأخبرهم‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬نقلي‭ ‬من‭ ‬مدرستي‭ ‬الثانوية،‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭  ‬نقلي‭.‬

وختمت‭ ‬حديثها‭ ‬بالقول‭: ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬وأنا‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬التقي‭ ‬مسؤولا‭ ‬أشرح‭ ‬له‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬أصابني‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية،‭ ‬لكن‭ ‬أبواب‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالوزارة‭ ‬سدت‭ ‬في‭ ‬وجهي،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لا‭ ‬يرضى‭ ‬بالظلم‭ ‬أبدا‭.‬

البيانات‭ ‬لدى‭ ‬المحرر