العدد 4517
الخميس 25 فبراير 2021
banner
في حضرة سمو ولي العهد رئيس الوزراء
الخميس 25 فبراير 2021

عندما جلسنا في حضرة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أمس الأربعاء في الهواء الطلق، ومع الغيوم المحملة بالمطر وفي جو بديع، كانت هناك الكثير من الأفكار والكلمات والمشاعر التي تتزاحم لدي، وكنت أرغب أن أنقلها لسموه، ومن أبرزها وأهمها أن أعبر لسموه عن عميق الامتنان لما قامت به مملكة البحرين من جهود جبارة وخطوات استباقية وقرارات ومبادرات إنسانية رائعة في تعاملها مع جائحة كورونا، بما وضعنا بكل جدارة في الصفوف الأولى على مستوى العالم بفضل من الله، ثم بفضل توجيهات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والقيادة الواعية والمتابعة الدقيقة والاهتمام المتواصل والشديد من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

بدأ سموه الحديث بابتسامة ملؤها الثقة والاعتزاز بالشباب البحريني، ورغم كل التحديات التي يواجهها والمهام الجسام التي يقوم بها والأفكار والبرامج الكثيرة التي يعتزم تنفيذها وإنجازها، وقبل الولوج في أي موضوع، كانت اللفتة الكريمة بأن استذكر سموه دور الأمير الراحل صاحب السمو الملكي خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، الذي وصفه سموه بالمعلم الأول والداعم لسموه في مسيرته بالحكومة، وباني البحرين وعملاق السياسة، وأن حضوره سيظل موجودًا بأعماله، وأن سموه يبني على ما قام به سموه من أعمال.

تكلم سموه بافتخار واعتزاز عن الطواقم الطبية وجهود وزارة الداخلية والدفاع وتقديره الكبير للمتطوعين، الذين قال سموه إنهم معجزة من معجزات مملكة البحرين.

كان واضحا خلال اللقاء وبقوة أن فلسفة سموه هي إيمانه بالبحرين وبالشباب البحريني، حيث أكد سموه أن الشاب الذي لديه الوفاء والولاء سيأخذ فرصته، معبرًا سموه عن اعتزازه بما نراه اليوم من دور فاعل للشباب على أرض الواقع وصناعة المستحيل، وقال سموه عبارة بليغة تختصر ذلك كله وتعبر بعمق عن تلك الفلسفة، وهي” الشباب البحريني في عيوني”.

فقد ركز سمو ولي العهد رئيس الوزراء على نقطة مهمة وتكاد تكون هدفًا كبيرًا ومشروعًا طموحًا لنا جميعا، وهي حرصه على إعطاء فرص أكبر للشباب في الحكومة على كل الأصعدة، وقد رأينا مؤشرات كبرى وبوادر مؤثرة في هذا السياق خلال الأيام الماضية.

فسمو الأمير سلمان بن حمد دائما وأبدا يضع البحرين والمواطن البحريني في قمة أولوياته وصدارة اهتماماته، وقد أسهب سموه كثيرًا خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المحلية في أحلامه وطموحاته وخططه المستقبلية، مؤكدًا ثقته الشديدة بأن مملكة البحرين بفضل قيادة جلالة الملك المفدى ستخرج من الجائحة أقوى، ومن ثم ستواصل تعافيها فيما بعد الجائحة.

أما فلسفة سمو الأمير سلمان بن حمد في السياسة الخارجية، فقد كانت جلية في هذا اللقاء، وأنها تقوم على الحفاظ على تماسك وقوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث أشار سمو ولي العهد رئيس الوزراء إلى اعتزاز والتزام البحرين ببيان “العلا” الصادر عن القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في المملكة العربية السعودية الشقيقة، موضحًا سموه أن البحرين تحركت بالفعل في هذا الاتجاه بدعوة دولة قطر للجلوس لطاولة التفاوض لحل القضايا الثنائية بين البلدين ولتحقيق مصالح الجميع، وأنها ما تزال تنتظر الرد القطري على تلك الدعوة، معبرا سموه عن الثقة في التوصل لحلول لجميع القضايا العالقة، وأن الكل سيكسب من هذه المشاورات، وليس من مصلحة أحد أن يكون هناك فائز أو خاسر، بل يجب أن يكون المكسب للجميع في هذه اللقاءات الثنائية.

وعرج سموه على الإدارة الأميركية الجديدة وعلى الملف النووي الإيراني، مؤكدا أنه لن يكون هناك اتفاق كامل بشأن البرنامج النووي الإيراني إلا بوجود دول مجلس التعاون فيه، وبخلاف ذلك، سيكون اتفاقا هشًا وغير دائم، ونحن في مملكة البحرين منفتحون على العالم ونعزز دائمًا تعاوننا مع دول الشرق والغرب مثل روسيا والصين ودول أوروبا، وهذا هو ديدن السياسة البحرينية منذ زمن.

إن سمو ولي العهد رئيس الوزراء اليوم عندما يجلس مع الصحافة بهذا القلب المنفتح وفي ظل هذا الاعتزاز الواضح بالصحافة الوطنية ودعمه الدائم لحرية الرأي والتعبير، فهو تجديد لنهج متأصل لسموه في الانفتاح على الصحافة، وقد كنا في حضرة سموه وطرحنا كل ما يجول بخاطرنا من تساؤلات، وحصلنا على الكثير من التوضيحات والإجابات وعرفنا الكثير من الخطط المستقبلية التي يمتلكها سموه والتي أفردنا لها تغطية خاصة في عدد اليوم.

إنه لقاء القلب المفتوح ومع المسؤول المؤمن بقيمة وأهمية الصحافة في بناء الأوطان والقائد الشغوف بالآراء الطموحة والأفكار الإبداعية والمبادرات النوعية، والحريص على الاستماع لآراء وأفكار الجميع لنكون دائمًا فريق البحرين الذي يبني ويعزز مسيرة الوطن في كل الأصعدة وفي شتى المجالات ولتظل مملكة البحرين نموذجًا في مواصلة خطى التنمية والتقدم الشامل بكل ثقة واقتدار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية