العدد 4518
الجمعة 26 فبراير 2021
banner
بيتك وسيتي... برافو
الجمعة 26 فبراير 2021

وسط هذا الكم من الأخبار المؤلمة والحزينة التي تنشر في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، يتقدمها ذلك الوباء سيئ الصيت كورونا إلى تبعاته السيئة من ناحية الأعداد الكبيرة من المرضى والموتى، إضافة إلى تأثر التجارة والخسائر التي تكبدها أصحاب الأعمال وخصوصا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تأتينا أخبار مفرحة من هنا وهناك وعلى طبق من ذهب لتبعث فينا الأمل والروح ونحمد الله سبحانه على نعمه الكثيرة.

فقد تناقلت الصحف المحلية خبرًا سعيدًا ورائعًا عن أن بيت التمويل الكويتي وفي إطار سياسته للمسؤولية الاجتماعية، أوصى مجلس إدارته بإطلاق مبادرة استراتيجية بالتعاون مع وزارتي العدل في كل من دولة الكويت الشقيقة ومملكة البحرين لسداد مديونيات الغارمين المتعثرين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية بالضبط والإحضار، حيث تجاوز مبلغ التبرع ٦٥ مليون دولار أميركي، وذلك حرصًا منه على توسيع نطاق مسؤوليته الاجتماعية نظرًا للظروف التي يمر بها البلدان منذ مطلع عام ٢٠٢٠، وأضاف البنك من خلال تصريح الرئيس التنفيذي للمجموعة أن تنفيذ هذه المبادرة الخيرة ساهم في تفريج كرب عدد من الغارمين الذين أثقلتهم الديون من الأسر الفقيرة وتعثروا بسبب ظروفهم الاقتصادية وعدم تمكنهم من تسديد مديونياتهم.

وبدوري أود أن أرفع القبعة لهذا البنك الرائد على هذه المبادرة الرائعة بل الشجاعة في وقت يعاني الجميع من تبعات جائحة كورونا، ولا شك بأن هذه المبادرة تخضع إلى شروط وأحكام مدروسة من الناحية الشرعية.

والحقيقة أن مثل هذه المواقف تستحق كل الشكر والتقدير من الجميع، متمنيًا أن تحذو المؤسسات المصرفية والشركات الصناعية والنفطية الكبرى حذو هذا البنك الذي أخذ على عاتقه هذه المهمة التي أعتبرها على حد قول إخواننا المصريين ان هذا الخبر "بمليون جنيه"، فشكرًا لهم من الأعماق وربي يجعله في ميزان حسناتهم. قال تعالى "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم  ۖ  وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ". الخبر المفرح الآخر كان لقرار مجموعة سيتي المصرفية في جميع فروعها في ٨٩ دولة بمنح الموظفات ١٢٠ يومًا كإجازة أمومة مدفوعة الأجر ومنح الآباء ٣٠ يومًا إجازة أبوية مدفوعة الأجر، إذ تعد هذه البادرة الأولى والأعلى على مستوى المملكة. وفي هذا الصدد، علقت رئيسة الموارد البشرية في سيتي البحرين بقولها أن الهدف هو دعمنا موظفينا لبناء أسرهم وإدارة العمل، إضافة إلى أن هذه الخطوة تعتبر مهمة لجهودنا في الدفاع عن المساواة بين الجنسين وتتماشى مع استراتيجيات المجلس الأعلى للمرأة. وبدون سرد تصريح البنك الذي يشرح التفاصيل، فإن الجميع يتفق بأن القرار يعتبر جريئا وصائبا وذكيا وراقيا ينم عن فكر متحضر وواع، ما يجعله مميزًا بمعنى الكلمة.

الكثير من الإدارات في المؤسسات وأصحاب العمل مع الأسف الشديد لا يملكون الحس المرهف والذكي في التعامل مع موظفيهم مع العلم بأنهم يملكون ثروة بشرية ولا أروع، فنجد هذه المؤسسات تلتزم بالحد الأدنى من القوانين الخاصة بشؤون الموظفين والمعتمدة من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولا تقوم بأي جهد ومبادرة تجاه موظفيها لتأكيد دعمها ووقوفها معهم في السراء والضراء، معتقدة أن توفيرها الميزانية هو الهدف الأسمى والأهم ولا تدرك أن انتماء وولاء وحب العاملين لمؤسستهم يأتي من خلال منح مكافآت وامتيازات قد تكون بعضها بسيطة جدًا.

من وجهة نظري ومن خلال خبرتي العملية ولنكون منصفين فإن هناك الكثير من المؤسسات والشركات والبنوك في المملكة تقوم بمبادرات رائعة وسخية لعامليها ولا أنكر ذلك، لكن في المقابل نجد جهات أخرى حدث ولا حرج! وكما يقولون شتان بين الثرى والثريا، والحديث في هذا الموضوع يطول، والأهم هنا تقديم الشكر لهذه المؤسسات على هذه المبادرات الذكية والخيرة. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية