+A
A-

هجرها منذ 7 سنوات ولا يعيل أطفاله

‭ ‬لعل‭ ‬الحروف‭ ‬التي‭ ‬تتوالى‭ ‬وراء‭ ‬بعضها‭ ‬بعضا‭ ‬لتشكل‭ ‬المفردات‭ ‬والعبارات‭ ‬في‭ ‬رسالتي‭ ‬هذه،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصف‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬أعيشها‭ ‬كمواطنة‭ ‬مهجورة‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬وأتولى‭ ‬تربية‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطفال‭ ‬ولا‭ ‬أزال‭ ‬أعاني‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬المحاكم‭ ‬لاستعادة‭ ‬حقي،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬رفض‭ ‬دعوتي‭ ‬المرفوعة‭ ‬لطلب‭ ‬الطلاق،‭ ‬لأجد‭ ‬نفسي‭ ‬أمام‭ ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة،‭ ‬تعقبها‭ ‬حيرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬تليها‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ :‬”ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬وأنا‭ ‬مواطنة‭ ‬بسيطة‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لي‭ ‬ولا‭ ‬قوة؟”‭.‬

حتى‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬المحكمة‭ ‬وأمام‭ ‬القضاة،‭ ‬يتطاول‭ ‬علي‭ ‬ويقذفني‭ ‬في‭ ‬شرفي‭! ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬موقفًا‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬يردعه‭ ‬أو‭ ‬يتخذ‭ ‬ضده‭ ‬ما‭ ‬يوقفه‭ ‬عند‭ ‬حده؟‭ ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬أيسر‭ ‬مثال،‭ ‬لا‭ ‬يصرف‭ ‬على‭ ‬أبنائه،‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬يتولى‭ ‬تصريف‭ ‬شؤون‭ ‬المعيشة‭ ‬كافة،‭ ‬حتى‭ ‬الفواتير‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬يتحملها،‭ ‬حتى‭ ‬أثقلت‭ ‬الديون‭ ‬كاهلي‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬ألتجئ؟‭ ‬

مازال‭ ‬يحدوني‭ ‬الأمل‭ ‬لأن‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بابًا‭ ‬يستمع‭ ‬إليَّ‭ ‬وينظر‭ ‬في‭ ‬وضعي‭ ‬على‭ ‬حقيقته،‭ ‬وأنا‭ ‬حقي‭ ‬مشروع،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬إنصافي،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬سنين‭ ‬عمري‭ ‬ذهبت‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭ ‬في‭ ‬المحاكم،‭ ‬وأتعرض‭ ‬إلى‭ ‬الظلم‭ ‬والضيم‭ ‬مرات‭ ‬ومرات،‭ ‬والضرر‭ ‬الذي‭ ‬أتعرض‭ ‬له‭ ‬موثق‭ ‬في‭ ‬بلاغات‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬والشهود،‭ ‬وأنا‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬طريقي‭ ‬هذا‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وحقي‭ ‬ضائع‭ ‬وعذابي‭ ‬مستمر،‭ ‬حتى‭ ‬هويتي‭ ‬أنا‭ ‬وأبنائي‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬تجديدها‭ ‬والسبب‭ ‬“ورقة‭ ‬الطلاق”‭! ‬

وها‭ ‬أنا‭ ‬معلقة،‭ ‬فأي‭ ‬قانون‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يلزمني‭ ‬للرجوع‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية‭ ‬بعد‭ ‬هجران‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬تعرضت‭ ‬فيها‭ ‬للويل‭ ‬والعذاب‭ ‬حتى‭ ‬تضررت‭ ‬نفسيتي‭ ‬ونفسية‭ ‬أبنائي‭ ‬من‭ ‬المعاملة‭ ‬السيئة‭ ‬والتطاول‭ ‬والتجاوز‭.‬

‭ ‬وكلي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬صوتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين،‭ ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬القانون‭ ‬والعدل‭ ‬والسلام‭.‬

 

البيانات‭ ‬لدى‭ ‬المحرر