+A
A-

الحبس عامًا وغرامة ألفي دينار... عقوبة الطبيب “المتستّر”

أقرّت‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬نص‭ ‬تعديل‭ ‬المادة‭ ‬رقم‭ ‬231‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬حيث‭ ‬نص‭ ‬التعديل‭ ‬على‭ (‬يعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬وبالغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولته‭ ‬مهنة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬متوفي‭ ‬أو‭ ‬بإسعاف‭ ‬مصاب‭ ‬بإصابة‭ ‬جسيمة‭ ‬وجدت‭ ‬به‭ ‬علامات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وفاته‭ ‬أو‭ ‬إصابته‭ ‬من‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جنحة‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬ظروف‭ ‬أخرى‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬سببها‭ ‬ولم‭ ‬يبلغ‭ ‬السلطة‭ ‬العامة‭ ‬بذلك‭).‬

وبحسب‭ ‬اللجنة‭ ‬فإن‭ ‬المقترح‭ ‬بقانون‭ ‬يهدف‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مذكرته‭ ‬الإيضاحية‭ ‬المرفقة‭ ‬إلى‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬المقررة‭ ‬للجريمة‭ ‬الواردة‭ ‬بالمادة‭ ‬231‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتي‭ ‬تعاقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولته‭ ‬مهنة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬متوفى‭ ‬أو‭ ‬بإسعاف‭ ‬مصاب‭ ‬بإصابة‭ ‬جسيمة‭ ‬وجدت‭ ‬به‭ ‬علامات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وفاته‭ ‬أو‭ ‬إصابته‭ ‬من‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جنحه‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬ظروف‭ ‬أخرى‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬سببها‭ ‬ولم‭ ‬يبلغ‭ ‬السلطة‭ ‬العامة‭ ‬بذلك‭.‬

ونصت‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬التعديل‭ ‬في‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“يستبدل‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ ‬231‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬15‭ ‬لسنة‭ ‬1976‭ ‬النص‭ ‬الآتي‭: (‬يعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬وبالغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولته‭ ‬مهنة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬متوفي‭ ‬أو‭ ‬بإسعاف‭ ‬مصاب‭ ‬بإصابة‭ ‬جسيمة‭ ‬وجدت‭ ‬به‭ ‬علامات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وفاته‭ ‬أو‭ ‬إصابته‭ ‬من‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جنحة‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬ظروف‭ ‬أخرى‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬سببها‭ ‬ولم‭ ‬يبلغ‭ ‬السلطة‭ ‬العامة‭ ‬بذلك‭). ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬الأصلي‭ ‬للمادة‭ (‬يعاقب‭ ‬بالغرامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬عشرة‭ ‬دنانير‭)‬‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬التعديل‭ ‬وفقًا‭ ‬للجنة‭ ‬في‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬للجريمة‭ ‬المقررة‭ ‬بالنص‭ ‬محل‭ ‬التعديل‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬المقررة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الردع‭ ‬ضد‭ ‬الفعل‭ ‬المجرم‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬فصلته‭ ‬المذكرة‭ ‬الإيضاحية‭ ‬المرفقة‭ ‬بالاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬محل‭ ‬الرأي‭ ‬القانوني‭.‬

المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬أحمد‭ ‬البدري‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬عرضه‭ ‬لتعديل‭ ‬القانون‭ ‬أن‭ ‬الاقتراح‭ ‬يهدف‭ ‬بقانون‭ ‬محل‭ ‬الرأي‭ ‬إلى‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬الواردة‭ ‬بالمادة‭ ‬رقم‭ ‬231‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولته‭ ‬مهنة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬صحية‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬متوفى‭ ‬أو‭ ‬إسعاف‭ ‬مصاب‭ ‬بإصابات‭ ‬جسيمة‭ ‬وتبين‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬علامات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬الجسيمة‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬جناية‭ ‬أو‭ ‬جنحه‭ ‬أو‭ ‬اشتبه‭ ‬في‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬الجسيمة‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬السلطات‭ ‬العامة‭ ‬بأمر‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬الجسيمة‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاقتراح‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إبلاغ‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بالكشف‭ ‬الطبي‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬متوفي‭ ‬أو‭ ‬مصاب‭ ‬بإصابات‭ ‬جسيمة‭ ‬من‭ ‬جريمة‭ ‬الجناية‭ ‬أو‭ ‬الجنحة‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬السلطات‭ ‬العامة‭ ‬بالتحقيق‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬مرتكبيها‭ ‬وتقديمهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬معه‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬بتحقيق‭ ‬الردع‭ ‬بنوعيه‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬فالردع‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتخويف‭ ‬الجماعي‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬تحذيرًا‭ ‬قويًّا‭ ‬للكافة‭ ‬بالمصير‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬يرتكب‭ ‬الجريمة‭. ‬وأوصت‭ ‬اللجنة‭ ‬بتوافق‭ ‬جميع‭ ‬أعضائها‭ ‬الحاضرين‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬بتعديل‭ ‬المادة‭ ‬231‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬15‭ ‬لسنة‭ ‬1976‭ ‬نظرًا‭ ‬لوجاهة‭ ‬الأسس‭ ‬والمبادئ‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬يستند‭ ‬إليها‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لمدى‭ ‬تناسب‭ ‬العقوبة‭ ‬المقترحة‭ ‬مع‭ ‬الجرم‭ ‬المرتكب،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬حيث‭ ‬ينعقد‭ ‬الاختصاص‭ ‬ببحث‭ ‬تلك‭ ‬المسألة‭ ‬لوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬ومجلس‭ ‬القضاء‭ ‬الأعلى‭.‬

أما‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬فأكدت‭ ‬عدم‭ ‬اختصاصها‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬أما‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬فبيّنت‭ ‬عدم‭ ‬استباقها‭ ‬لرأي‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬لحين‭ ‬إحاطتها‭ ‬علمًا‭ ‬به‭ ‬ودراسته‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬وإبداء‭ ‬رأي‭ ‬نهائي‭ ‬فيه‭.‬