+A
A-

اشتريت بيت “قرقور” من “مزايا” بنفس سعر بيت جاري الواسع.. وهذا ظلم

“مزايا” ملحق يصدر كل أسبوعين بصحيفة “البلاد” ويتناول موضوعات السكن الاجتماعي

 

تسلم‭ ‬محرر‭ ‬صفحة‭ ‬“مزايا”‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬علي‭ ‬عبدالسلام،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬برنامج‭ ‬“مزايا”‭ ‬ولديه‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬والاقتراحات‭ ‬للجهات‭ ‬المعنية‭. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬رسالته‭:‬

في‭ ‬بداية‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬“مزايا”‭ ‬فكرته‭ ‬ممتازة،‭ ‬ولكنه‭ ‬دون‭ ‬رؤية،‭ ‬بلا‭ ‬اشتراطات‭ ‬تنظيمية‭ ‬للمطورين،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬بيع‭ ‬العقارات،‭ ‬وأحدثت‭ ‬طفرة‭ ‬في‭ ‬المبالغ‭.‬

قفزت‭ ‬أسعار‭ ‬بيوعات‭ ‬المطورين‭ ‬العقارين‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬للعقار‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬للعقار‭ ‬نفسه؛‭ ‬لأنه‭ ‬الحد‭ ‬الأعلى‭ ‬الذي‭ ‬قررته‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬وهذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭ ‬أثقل‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭.‬

بعد‭ ‬اعتماد‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬المطور‭ ‬العقاري،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬معايير‭ ‬لهذه‭ ‬الثقة،‭ ‬والحديث‭ ‬يشمل‭ ‬مؤسسة‭ ‬التنظيم‭ ‬العقاري‭ (‬ريرا‭). ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وضعت‭ ‬الوزارة‭ ‬معايير‭ ‬على‭ ‬الأسعار‭ ‬والمساحات،‭ ‬وتغافلت‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬البيت‭ ‬والإسمنت‭ ‬المستخدم‭ ‬وأساساته‭ ‬ومداخل‭ ‬البيت‭ ‬ومخارجه،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الوزارة‭ ‬لاعتماد‭ ‬المطور‭.‬

وعند‭ ‬لجوء‭ ‬المواطن‭ ‬إلى‭ ‬الوزارة‭ ‬بسبب‭ ‬مشكلات‭ ‬واجهها‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬بيت‭ ‬استفاد‭ ‬منه‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬“مزايا”،‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬ترد‭ ‬على‭ ‬المتضرر‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬مشكلته‭ ‬الشخصية،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬اختار‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬ويتحمل‭ ‬علاته‭.‬

ردي‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬روّجت‭ ‬للمشروع‭ ‬الإسكاني،‭ ‬وحضت‭ ‬للاستفادة‭ ‬منه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬طلبي‭ ‬وأستفيد‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬أترك‭ ‬وحيدا‭ ‬لمواجهة‭ ‬المشكلات‭ ‬الطارئة‭.‬

كان‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬تجتمع‭ ‬مع‭ ‬المطور‭ ‬العقاري‭ ‬بشأن‭ ‬الشكاوى‭ ‬المتكررة‭ ‬الواردة‭ ‬للوزارة‭ ‬عن‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬تسوقها‭ ‬لهذا‭ ‬المطور؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الالتزام‭ ‬بالجودة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المستفيدون‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬العمر‭.‬

ويجب‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬تلوح‭ ‬بسحب‭ ‬اعتمادية‭ ‬ثقتها‭ ‬بالمطور‭ ‬الذي‭ ‬تستقبل‭ ‬مشكلات‭ ‬كثيرة‭ ‬عنه،‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تفادي‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المستفيدون‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬“مزايا”‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬للمستفيد‭ ‬من‭ ‬“مزايا”،‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬تروِّج‭ ‬بأن‭ ‬المستفيد‭ ‬سيدفع‭ ‬قسطا‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬ربع‭ ‬الراتب،‭ ‬وهذا‭ ‬الكلام‭ ‬غير‭ ‬صحيح؛‭ ‬لأن‭ ‬الواقع‭ ‬يجري‭ ‬باحتساب‭ ‬العلاوة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وعلاوة‭ ‬الهاتف‭ ‬وبقية‭ ‬العلاوات‭ ‬ضمن‭ ‬الراتب‭ ‬الأساسي،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬المستفيدين‭ ‬يسددون‭ ‬نسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ % ‬من‭ ‬رواتبهم‭ ‬لأقساط‭ ‬“مزايا”‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭.‬

بالنسبة‭ ‬للمطورين‭ ‬وتلاعبهم‭ ‬بالأسعار،‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬منحت‭ ‬المطور‭ ‬أرضا‭ ‬مجانية‭ ‬لتشييد‭ ‬بيوت‭ ‬عليها،‭ ‬فكيف‭ ‬تكون‭ ‬مساحة‭ ‬بيت‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬آخر‭ ‬كأنه‭ ‬“قرقور”،‭ ‬ولكن‭ ‬مالكي‭ ‬البيتين‭ ‬يسددان‭ ‬المبلغ‭ ‬نفسه‭ (‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭) ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لاختلاف‭ ‬المساحات‭. ‬هذا‭ ‬ظلم‭ ‬لمن‭ ‬يدفع‭ ‬مبلغا‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬مساحة‭ ‬أقل‭.‬

ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المطورين‭ ‬الذين‭ ‬توجه‭ ‬لهم‭ ‬انتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬جودة‭ ‬بيوتهم‭ ‬المعتمدة‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬“مزايا”‭ ‬يتفادون‭ ‬مشكلات‭ ‬مشروعاتهم‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬منتجات‭ ‬إسكانية‭ ‬جديدة،‭ ‬ولكن‭ ‬بأسماء‭ ‬جديدة،‭ ‬ولكن‭ ‬اللافت‭ ‬أن‭ ‬99‭ % ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬البيت‭ ‬وطريقته‭ ‬تشبه‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬واجه‭ ‬انتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬بالمشروع‭ ‬السابق‭ ‬عدا‭ ‬تغييرات‭ ‬شكلية‭ ‬بسيطة‭ ‬بمرآب‭ ‬السيارة‭ (‬الكراج‭) ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬جرس‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬غيرهما‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬هامشية‭.‬

ولكن‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بأن‭ ‬سعر‭ ‬البيت‭ ‬أقل‭ ‬بمبلغ‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬مقارنة‭ ‬بالبيوت‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬تشبهها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيلها‭. ‬وأعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬ظلما‭ ‬لمن‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬السابق‭ ‬بمبلغ‭ ‬مرتفع‭ ‬ومساحة‭ ‬أقل‭. ‬

لقد‭ ‬اشتريت‭ ‬بيتا‭ ‬بمبلغ‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وسأسدد‭ ‬أقساطا‭ ‬عليه‭ ‬طوال‭ ‬عمري‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬165‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وفي‭ ‬رقبتي‭ ‬قرضان‭ ‬يلتهمان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬الراتب‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للوزارة‭ ‬سلطة‭ ‬على‭ ‬المطورين‭ ‬العقاريين‭ ‬المعتمدين،‭ ‬والذين‭ ‬وثقنا‭ ‬بهم‭ ‬لثقتنا‭ ‬بالوزارة،‭ ‬التي‭ ‬أوصت‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬منتجاتهم‭ ‬العقارية‭. ‬

توجد‭ ‬عقود‭ ‬مبرمة‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬والمطور‭ ‬ولم‭ ‬يحصل‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬“مزايا”‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬منها،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬مشاركتي‭ ‬هذه‭ ‬العقود،‭ ‬وهل‭ ‬هي‭ ‬عقود‭ ‬سرية؟

بالنسبة‭ ‬للضمانات،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ضمان‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬المباع،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬مشكلة‭ ‬سوء‭ ‬جودة‭ ‬البيت‭ ‬المباع،‭ ‬وكلما‭ ‬يتواصل‭ ‬المواطن‭ ‬مع‭ ‬المعنيين‭ ‬بوزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بشأن‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬مع‭ ‬البيوت‭ ‬الرديئة‭ ‬من‭ ‬المطورين‭ ‬العقاريين‭ ‬المعتمدين‭ ‬من‭ ‬الوزارة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬“الأذن‭ ‬الطرشاء”‭ ‬ولا‭ ‬إجابة‭ ‬محددة‭ ‬للمواطن‭.‬

لقد‭ ‬أعطونا‭ ‬أحلاما‭ ‬وردية‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬“مزايا”‭ ‬ومشروعات‭ ‬بعض‭ ‬المطورين‭ ‬المعتمدين،‭ ‬وسلكت‭ ‬دربا‭ ‬مظلما‭ ‬بلا‭ ‬أفق‭ ‬لحل‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬أواجهها‭ ‬مع‭ ‬المطور‭ ‬والبيت‭ ‬والقروض‭.‬