العدد 4526
السبت 06 مارس 2021
banner
السعودية... الثقل الاستراتيجي للخليج والعالم العربي والإسلامي
السبت 06 مارس 2021

تمثل المواقف الثابتة لمملكة البحرين تجاه الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، نموذجًا راسخًا يقوم على عدة ركائز منها أن قيادتي البلدين وعلى مر السنين والمراحل، جسدتا مبدئيًا “الموقف الواحد المتطابق” وبناءً عليه تعززت مواقف الشعبين الشقيقين، ومنها أيضًا أن البحرين تقدر عاليًا الثقل الاستراتيجي للسعودية بالنسبة لمنظومة مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والإسلامي، ومنها أيضًا الدور الكبير الذي لعبته ولا تزال، المملكة العربية السعودية، في الوقف مع بلادنا في مختلف الظروف والمراحل.

يتجسد كل ذلك بشكل عميق في مقام الاعتبار لمكانة المملكة العربية لدى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، اعتزازًا وعرفانًا بالعلاقات التاريخية النوعية بين القيادتين والشعبين، والتوافق في وجهات النظر تجاه القضايا الكبرى، فجلالة العاهل وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء كما نرى في التصريحات والبيانات والمواقف يؤكدان على محورية الدور السعودي في تحقيق الازدهار للمنطقة وجهودها في رفد التضامن والتعاون الخليجي والعربي والإسلامي، والتعبير عن التقدير والثناء الدائمين على مسيرة مشرفة من الدعم لمملكة البحرين من جانب الشقيقة الكبرى، وهو أمر تسجله المواقف التاريخية على مر العهود.

وبدا واضحًا موقف مملكة البحرين الذي لا يحيد في تبيان تأييدها للسعودية، وعلى مختلف المستويات، من قيادة البلاد إلى المؤسسات والأفراد، بعد صدور بيان وزارة الخارجية بالمملكة العربية السعودية بشأن التقرير الخاص بمقتل المواطن السعودي الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله، فالمملكة دولة مؤسسات وقانون، ولم تتوان في إحقاق الحق من خلال العدالة والقضاء، وبالتالي، لا يمكن قبول أي موقف أو بيان يسيء إلى الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية، وهذا موقف كل مواطن بحريني، ذلك لأن الإساءة إلى الشقيقة الكبرى له مآرب وأهداف وغايات، ولهذا يتعزز الموقف الداعم، وهو ليس من باب الإعلام، بل من باب الموقف الراسخ والمبدئي الذي تعلمناه من قيادتنا.

وتعلمنا أيضًا من فقيد الوطن الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، الاعتزاز والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- والقيادة والشعب السعودي، ومواقف المملكة الصلبة مع البحرين وكأنه ينسج قصيدة في حب المملكة وشعبها، وأن ما يربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين أبلغ من أن تعبر عنه الكلمات، ومكانة أرض الحرمين في قلوبنا ووجداننا لا يمكن أن نختصرها في بضع كلمات، فهم الأخوة والسند والدرع الحصين للأمتين الإسلامية والعربية، ومواقف المملكة العربية السعودية تجاه البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وسائر الدول العربية والإسلامية في مختلف الظروف تبرهن على نهج راسخ في نصرة الحق ولم الشمل والحفاظ على كيان الأمة وسيادتها.

إن وقوف البحرين مع المملكة العربية السعودية في كل الظروف والمنعطفات، يكشف الإدراك التام بالشقيقة الكبرى كمحور للثقل والمكانة العالية في العالمين العربي والإسلامي لأنها حاضنة الجميع، وهي التي تعبر بالدول الشقيقة والصديقة والشعوب المحبة على طريق توجيه الجهود من أجل الاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي والدولي والعالمي، ولا يمكن إنكار هذه المكانة وهذا الدور الذي يتجدد وفق ما تتطلبه التحولات مهما كان مداها.

بعون الله، ستمضى الشقيقة الكبرى في القيام بدورها بكل ثبات وعزيمة، والحقيقة التي لا تغيب هي أن كيانًا كالمملكة العربية السعودية، هو في أركانه الكيان الذي يحمل مسؤوليته تجاه الأمة العربية والإسلامية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية