العدد 4535
الإثنين 15 مارس 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
وتعلمت كيف يبنى الجدار!
الإثنين 15 مارس 2021

ما أرمي إليه من وراء عبارة “الجدار” هو ذاك الحاجز أو العائق غير المرئي الذي يخلقه البعض بقصد أو من دون قصد بين الوحدات التنظيمية في المؤسسة، فتصبح كل وحدة من تلك تعمل بذاتها وكأنها مؤسسة داخل مؤسسة بل هي كذلك.

هذه الممارسات غير المهنية يمكن أن تخطف أهم أركان الإدارة الفاعلة، وهو ضرورة وجود التجانس والانسجام بين الوحدات التنظيمية في المؤسسة.

ونقصد بذلك تلك العلاقة المهنية التنظيمية التي تربط بين هذه الوحدات بعضها ببعض وترسم الخطوط التكاملية المشتركة لمهامها ومسؤولياتها، وتغييب هذا الركن يعني إحداث تخلخل في الكيان التنظيمي للمؤسسة، وهذا بدوره يخلق الكثير من الإرباك وعدم الوضوح، ما يؤثر سلباً وبدرجة كبيرة على مستوى أداء المؤسسة وإنتاجيتها. واستذكر في هذا السياق الموقف التالي الذي أعرضه أمامك سيدي القارئ.

تعاظمت درجه الشكاوى والتذمر من قبل عملاء المؤسسة من مستوى الخدمات المقدمة، الذي نتج عنه فقدان نسبة ملحوظة من أعمالها في السوق، الأمر الذي دفع مجلس الإدارة للتدخل واللجوء إلى إحدى بيوت الخبرة لإجراء دراسة ميدانية والوقوف على أسباب التردي في مستوى الخدمات والمساعدة في وضع الحلول المناسبة.

تقدمت المنظمة الاستشارية بتوصيات للتعامل مع تلك المشكلة، وكان أهمها إعادة هيكلة الخريطة التنظيمية للمؤسسة، هادفة من وراء ذلك التركيز على العلاقات التنظيمية وترسيخ ثقافة الانسجام والتجانس بين مختلف الوحدات وذلك من خلال العمل المؤسسي، الذي يعني كما تقول بعض المصادر بأنه العمل الجماعي الذي يمارس وفق نسق منظم قائم على أساس ومبادئ وقيم تنظيمية محددة.

والآن سيدي القارئ، يمكننا أن نطرح التساؤل: هل هناك فعلا من يخلق مثل هذه الحواجز والعوائق بين الوحدات التنظيمية في المؤسسات ولماذا؟ ما رأيك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .