+A
A-

"خلطة سحرية" وراء تعافي كبار السن بمستشفيات عزل مصر

قبل دخول الحاجة سكينة (106 أعوام) إلى مستشفى العزل من جراء إصابتها بفيروس كورونا المستجد، كانت فرص النجاة ضعيفة، في ظل معاناتها من أمراض مزمنة، وقلة الأكسجين في الدم بنسبة بلغت 40 بالمئة.

لكن حالة السيدة المسنة الصحية تبدلت بعد أيام من دخول مستشفى عزل نجع حمادي بمحافظة قنا، فيما وصف بـ"معجزة تعافي" جديدة، بفعل "خلطة سحرية" تطبقها المستشفى جمعت بين الرعاية الصحية والنفسية والالتزام الشديد ببروتوكول العلاج الذي اعتمدته وزارة الصحة المصرية في مستشفيات العزل.

معجزة تعاف طبية

وأعلنت مديرية الصحة بمحافظة قنا منذ يومين تعافي "أكبر معمرة أصيبت بفيروس كورونا في مصر" تبلغ من العمر 106 أعوام.

"معجزة تعافي طبية جديدة"، هكذا وصف الدكتور عبادي عبد الرحمن، مدير مستشفى حميات نجع حمادي بمحافظة قنا، تعافي الحاجة سكينة من الفيروس.

وقال في حديث خاص لموقع سكاي نيوز عربية: واجهنا عدة تحديات كانت تقلل من فرص نجاة المريضة منها عامل السن، وتسجيل نقص واضح في نسبة الأكسجين في الدم، بلغ 40 بالمئة فقط، فور دخولها المستشفى، ومما ضاعف من خطورة الحالة الصحية معاناتها من أمراض مزمنة كالضغط.

ولفت إلى أن المعمرة المصرية، والمقيمة بمركز دار السلام في محافظة سوهاج، دخلت مستشفى حميات نجع حمادي للعزل، في 24 فبراير الماضي، وأظهرت عينة المسحة في اليوم التالي إصابتها بكورونا.

وبين عبد الرحمن أنه عقب إجراء التحاليل والأشعة اللازمة، خضعت المريضة على الفور لبروتوكول العلاج المعتمد من وزارة الصحة المصرية، وظلت السيدة سكينة تحت رعاية ومتابعة صحية ونفسية على مدار الساعة من الفريق الطبي، حتى تعافت وتقرر خروجها من العزل بصحة جيدة يوم 12 مارس الماضي.

كيف قهرت الحاجة سكينة كورونا؟

وبسؤاله عن كيفية قهر معمرة سوهاج فيروس كورونا؟، أجاب: الحاجة سكينة كانت تتمتع بإرادة قوية وصلبة، وخفة ظل وروح معنوية عالية وهو ما سهل من مهمة الطاقم الطبي الذي عالجها.

وإضافة إلى اهتمام المستشفى بالحالة الصحية للمرضى، والالتزام الكامل ببروتوكول العلاج،بحسب عبد الرحمن الذي أوضح:"تم الاستعانة بأخصائي اجتماعي ونفسي ساهم في رفع الروح المعنوية للمريضة، علاوة على تخصيص طبيب علاج طبيعي، لعمل تمارين إطالة الأكسجين".

كما أشار إلى تطبيق المستشفى نظام العزل بطريقة سليمة بناء على تعليمات وزيرة الصحة، مع عمل فواصل بين المرضى وبعضهم البعض، بجانب دور التمريض في الاهتمام والرعاية في المستشفى، وتوفر الأكسجين في المستشفى بنسب عالية وأدوية البروتوكول.

وفي هذا الصدد، لمح إلى تعافي نسبة كبيرة من كبار السن تراوحت أعمارهم بين 85 - 89 عاما، وخروجهم من مستشفى حميات نجع حمادي خلال الأيام القليلة الماضية.

وأشار إلى أن نسب التعافي من كورونا في المستشفى بشكل عام تتخطي 85 بالمئة، مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى 50 سريرا.

مسنة 97 عاما تقهر كورونا

راجي تواضروس، وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا (جنوب مصر)، قال في حديث خاص لموقع سكاي نيوز عربية، إن "السيدة سكينة ظلت تحت رعاية ومتابعة صحية ونفسية من الفريق الطبي، حتى تعافت وتقرر خروجها من العزل".

وبجانب تعافي حالة الحاجة سكينة، أشار تواضروس إلى مسنة أخرى تجاوزت 97 عاما مكثت أياما قليلة بمستشفى قنا العام، وتعافت تماما أيضا من كورونا.

ونوه تواضروس إلى أن "الوضع الوبائي الحالي يستدعي اتباع التدابير والإجراءات الاحترازية، وألا يتم إقامة أفراح أو سرادقات عزاء أو تجمعات".

وناشد وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا، المواطنين بضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والمداومة على تطهير الأيدي، وعند الشعور بأي أعراض يلتزم المواطن بالتوجه إلى أقرب مستشفى أو بالعزل المنزلي، داعيا أي شخص تظهر عليه الأعراض، فوق 50 عاما، التوجه فورا لأقرب مستشفى لتلقي العلاج.

للعامل النفسي.. مفعول السحر

مشهد نجع حمادي لم يكن الأول من نوعه، بل تكرر في أكثر من مستشفى عزل على مستوى الجمهورية حيث سجلت حالات تعافي عديدة لكبار السن.

ففي مستشفى عزل إسنا بمحافظة الأقصر، تحدث الدكتور حسام فتحي المتحدث السابق باسم مستشفى عزل إسنا في الأقصر، وأخصائي العظام في مستشفى الهلال الأحمر (وسط القاهرة) لموقع "سكاي نيوز عربية" عن التجربة الملهمة والرائدة لعلاج كبار السن بمستشفى اسنا منذ الاجتياح الأول لكورونا العام الماضي.

وربط فتحي بين تعافي كبار السن وتوافر عدد من العوامل، قائلا: "هناك عوامل جينية ووراثية علاوة على قوة المناعة وأسلوب حياة المريض طيلة عمره، والكفاءة الحيوية لوظائف الجسم، إضافة إلى التغذية السليمة واستقرار العامل النفسي، وعدم وجود تاريخ مرضى لأمراض مزمنة على فترات طويلة".

وأشار إلى أن تلك العوامل تسهم في رفع نسب تعافي كبار السن، وحين يتم إصابتهم بفيروس كورونا فالإصابة بسيطة وأعراضها كأعراض البرد العادية.

ولمح فتحي إلى أن العامل النفسي كان قوي جدا، وتأثيره ومفعوله كالسحر في تعافي مرضى كوفيد-19.

وبحكم عمله، قال: "المرضى من كبار السن الذين لم يشتكوا من التوتر والخوف والقلق كانوا يتعافون بشكل كبير جدا، علاوة على توافر مساعدة أطباء نفسيين".

وأشار إلى أن نسبة تعافي كبار السن في مستشفى عزل إسنا والرعاية الاستثنائية لهم دفعت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، ودبلوماسيين إيطاليين العام الماضي إلى توجيه رسائل شكر وعرفان بمجهود الطاقم الطبي الذي وصفوه بالمحترف.

وذكرنا بتعافي مريضة ألمانية حينها أصيبت بفيروس كورونا، بمستشفى إسنا بلغت من العمر 91 عاما، وتعافي مريض إيطالي آخر في عمر 92 عاما.

أسباب زيادة فرص النجاة

وفي الإسكندرية، تحدثت أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى الحميات الطبيبة أسماء الأحمر، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية" عن نسبة تعافي معقولة نسبيا لكبار السن بالمستشفى.

ونبهت الأحم" إلى أن تأخر وصول المصاب بكورونا، لا سيما من كبار السن، في تلقي العلاج اللازم داخل المستشفى يسهم في تدهور الحالة الصحية بشكل سريع، خاصة مع معاناته من أمراض مزمنة.

وتشير أخصائية الأمراض المعدية شفاء مسنة عمرها (73 عاما) من كوفيد-19، خلال الأيام الماضية بعد دخولها مبكرا المستشفى وخضوعها لبروتوكول العلاج المعتمد من وزارة الصحة.

واعتبرت الطبيبة المصرية أن تعافي تلك السيدة كان أشبه بالمعجزة الطبية، حيث كانت تعاني من مرض الضغط، وتركيب دعامات في القلب مؤخرا، وحالة الرئة لم تكن جيدة، ولديها تاريخ مرضي مع مرض سرطان الثدي، لكن تلقيها العلاج مبكرا في المستشفى مع الرعاية الصحية اللازمة لها ساهم في شفائها سريعا.

كما لفتت إلى شفاء مسنة أخرى 66 عاما كانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم ودخلت المستشفى في بداية ظهور الأعراض مما ساهم في سرعة الشفاء.

وتشير الطبيبة المصرية إلى وصول زوج وزوجته من كبار السن للمستشفى بعد إصابتهم بكورونا، الأسبوع الماضي، فيما تعافت الزوجة لكنه زوجها توفى حيث وصل المستشفى عقب تأخر حالته.

وفي وقت سابق، رصدت وسائل إعلام محلية حالات أخرى لمتعافين معمرين وكبار السن داخل مستشفيات العزل الصحي، نجحوا في قهر الوباء.

ففي البحيرة شهدت مستشفى كفر الدوار العام والتي خصصت للحجر الصحي لمصابي فيروس كورونا، تعافى عبد المنعم عبد الوكيل صالح المقيم بقرية النجيلي بمركز أبو المطامير، ويبلغ من العمر أكثر من 93 سنة، بعد احتجازه داخل المستشفى في رحلة علاج قصيرة لم تتعد 9 أيام فقط.

وفى الشرقية، شهدت مستشفى الحجر الصحي، خروج فتحية عبد الله، التي تبلغ من العمر 96 عاما بعد تعافيها من فيروس كورونا، أكبر مصابة على مستوى مستشفيات العزل بالمحافظة.

ونظمت المستشفى احتفالا كبيرا لتعافى أكبر المعمرات بالشرقية وسط أجواء من الفرحة والسرور.

وبدأت وزارة الصحة والسكان المصرية، الخميس، تطعيم المواطنين من أصحاب الأمراض المزمنة، ومرضى الأورام والفشل الكلوي، بلقاح كورونا.

وتتواصل الوزارة بمن قام بالتسجيل على الموقع الإلكتروني المخصص وإبلاغهم بمواعيد تطعيمهم باللقاح وتحديد المكان.

وتأتي هذه الخطوة بعد الانتهاء من تطعيم حوالي 10 آلاف شخص من الأطقم الطبية في جميع مستشفيات مصر.