العدد 4539
الجمعة 19 مارس 2021
banner
لك يا أبي تنزف مشاعري
الجمعة 19 مارس 2021

قد تستغرب عزيزي القارئ من عنوان مقالي هذا، لكن لا جدوى لي غير العبارات والكلمات، نعم هل سمعتم عن نزيف المشاعر وتدفقها، مشاعر تختلط مع بعضها لينتج عنها الألم والحزن في مواضع كثيرة، ومواقف عصيبة ومشاعر في أوقات فرح وسعادة فتعلن عن مسارها، حقيقة عندما يجتمع الترقب والأمل والألم والحزن مشاعر تجعل العين تنزف وكلها حسرة وتعب، نعم سأكتب ما يخالجني ويخالج قلبي.. نعم إنه بوح قلم في لحظة ألم.

قلبي وقلمي هنا ينزف على أبي ليال عصيبة تعصف بقلوب قلقة على ما يعتريها، كانت الأفكار تُحلق بعيدا تارة للخير وتارة للألم والحزن، كانت عيونها غارقة بالدموع حيث الألم يعتصرها، وعذرها يسبق نبضها، وقسمات وجهها تسبق لهفتها وهمسات حزينة تنساب من شفتيها من أجل الأمن والأمان، من أجل من هو الحياة بنظرها، ألتفت أبحث عن حل عن من يطمئن قلبي، من يمد يده الحانية ليوقف كل هذا النزف، هذا هو حالي برؤية من أحب وهو يئن من التعب وليس بيدي سوى الأنين والبكاء.. رباه قد طال البعد واشتد الشوق بداخلي والحزن يكاد يقتلني، تركت كل شيء لأفكر بك وحدك، ورؤيتك كما كنت تتحدثُ لي، توجهني تُخفف عني ألم الحياة، شعور يتنامى داخلي فَشِلْت في التعامل معه، يخنق روحي، يحبس أنفاسي، وتتحجر الدموع في مقلتي، رباه ليس لي إلا أنت.

لقد توقف كل شيء في حياتي وَشُلَّ تفكيري وتبعثرت أوراقي، ألْتَفت يمنة ويسرة أين أنت، لقد طال البعد عن حبيب هو كل الحياة بالنسبة لي، يا رب وحدك تعلم حجم حبي لأبي، فيا رب عجل بشفائه وسُر خاطري وخاطر أهلي بعودته، اللهم أفرح قلبي بشفاء والدي الذي أعطاني ما أريد ولم يحرمن شيئا، فهو الأب والأخ والصديق والرفيق، أحتاجه وأحتاج قربه، أحتاج دعمه، أحتاج وقوفه معي..  كلماتي تغادر موطن القلم عند الحديث عن أبي، ها هي تنزف نزف الحزين الباكي فيا رب شفاء عاجل لمن هو الدنيا بأكملها.

إلى أحب قلب وأجمل ملامح عشقتها، إلى أحن قلب حنانه وعطفه لا يُنسى، أفتقدك وأشتاق لحديثك وكلامك، ربي قد طال مرض والدي وطال معه حزني وألمي، إلهي صُب على جسده الراحة ولا تُرن فيه مكروها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية