الإعلامي عماد الدين أديب بمنتدى “البلاد”: البحرين “نقطة ضعفي”
الإرهاب التكفيري يستخدم “التواصل الاجتماعي” للتعبئة والتجنيد ونشر الأفكار المسمومة
الجماعات تجند “التواصل” للأفكار المسمومة والطائفية والتشكيك بالأنظمة
الإعلام صناعة ثقيلة ومكلفة.. و ”تيك توك” و ”إنستغرام” يتربعان القمة
فكرة السفر لن تكون موجودة لسنوات والتجارة الإلكترونية ستلعب دورًا
وسائل التواصل كان لها دور حاسم في “بريكست” واقتحام الكونغرس
الصحافة الورقية باقية والدليل توزيع “وول ستريت جورنال” 25 مليون نسخة
الإخوان وداعش والحشد والنصرة وحزب الله عناصر تكفيرية ووراء أحداث 2011
شنّ الإعلامي المصري القدير عماد الدين أديب هجوما كبيرا على من صنفهم بالإرهابيين التكفييرين المتمثلين بجماعة الإخوان وداعش والحشد الشعبي وجبهة النصرة وحزب الله، وحملهم مسؤولية ما حصل من أحداث في مصر وتونس وسوريا ولبنان والعراق في 2011.
ودعا خلال مشاركته متحدثا رئيسا في منتدى صحيفة “البلاد” إلى “تحصين شبابنا وأفكارنا بالمعلومات الدقيقة والخبر اللحظي وبالانفتاح والاستنارة وبالتعامل مع الشباب العربي، وعدم وضع سقوف رقابية عالية، خصوصا بالنسبة لوزارات الإعلام، لأن الرقابة لم تعد مجدية الآن”.
واستهل أديب حديثه بالإشارة إلى أن لديه “نقطة ضعف” اسمها البحرين، حيث كانت له مشاركة سابقة بندوة كان بها وزير شؤون الإعلام علي الرميحي، حيث تأثر كثيرًا بعلمه وفهمه، مقدمًا شكره لرئيس التحرير مؤنس المردي والقائمين على الصحيفة لدعوته للمشاركة في المنتدى.
وأضاف “قد تكون المنصات الرقمية عاملا في صنع حركة التغيير، ولكننا عشنا في مصر، حين تحرك المتظاهرون بناء على التحريض الإلكتروني، ورأينا أيضا في الخلاف الرباعي مع دولة قطر، وما تفعله الكتائب الإلكترونية التي تحركها جماعات الإخوان المسلمين، وهنالك الإرهاب التكفيري الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتعبئة والتجنيد في نشر الأفكار المسمومة، والتشكيك في الأنظمة، وبث الأفكار الطائفية والمذهبية، ونشر ما يسمى بالأخبار الكاذبة”.
إشكالات
وتطرق إلى أن الإشكالات التي تواجه وسائل التواصل الاجتماعية ثلاث: الأولى استخدام أسماء غير معروفة لمهاجمة الشخصيات، والثانية صعوبة التقاضي والإجراءات المنظمة للتعامل مع مثل هذه الأمور، والثالثة تتمثل في أن الإجراء الأمني وحده لا يكفي.
وأضاف “حسب ما هو معلوم، فإن سكان هذا العالم هم 7 مليارات و700 مليون نسمة، والعالم العربي تتحدث عنهم بأنهم يمثلون 453 مليون نسمة تقريبًا، أي 5 % من تعداد سكان العالم، والنمو السكاني للعالم العربي من 2.5 إلى 3 %”.
وتابع “بالنسبة لجائحة كورونا، فإن عدد المصابين في العالم حتى أمس، 121 مليون، والذين أعلن أنه تم شفاؤهم 68 مليونا، والذين لاقوا ربهم مليونان و600 ألف، وإصابات الكورونا في العالم العربي 44.5 مليون إصابة. هذه الأرقام التأسيسية تساعدنا على فهم ما نتحدث عنه، إذ كان المقياس في العالم على المستوى الإنساني، بأنه بقدر اقترابك من الآخر، وتعرفك عليه، يعتبر معيارا للنجاح في العلاقات الإنسانية، والآن الوضع الجديد أصبح على العكس تماما ويمثل الجحيم؛ لأن الشخص القريب منك قد يودي بحياتك، فبالتالي ليس من المفترض أن تندمج معه، وإنما تتباعد عنه”.
واستطرد أديب قائلا “بدأ البعض يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الجسر أو المعبر، كحل مؤقت، رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الحالي، منذ الجائحة، لها ما لها وعليها ما عليها، من سلبيات وإيجابيات، وبأن علينا أن نفهم العالم الجديد من بعد كورونا، ودور وسائل التواصل الاجتماعي، والآثار المترتبة على هذا الموضوع، وأن نعرف كيف نستطيع اللحاق بهذا العالم المتغير”.
وأكمل ”الإعلام صناعة، وهذه الصناعة هي جزء من الكل، العام 2020 كان يفترض أن يكون الناتج القومي به للبشرية 89 تريليون دولار، ولكنه خالف ذلك، حيث قدرت الخسائر المباشرة بــ (8.9) تريليون دولار، ولتصل مع الخسائر الغير المباشرة إلى 26 تريليون دولار، أي ما يقارب 28 % من الناتج القومي للبشرية”.
سلبيات
وزاد “هذا التأثير له سلبياته على الصناعات كافة، كالإعلام، ومن ضمن الإعلام تأتي الوسائل التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن الوسائل التقليدية نرى أن الصحف الورقية اليومية، والمجلات، ومحطات التلفزيون، عليها أن تفكر مره أخرى بتكاليف الصناعة، ومن قبل جائحة كورونا لم يكن سرًا كأبناء المهنة، بأن ندرك بوجود إشكالية في ارتفاع كلفة المكون الرئيس وهو الورق، والحبر، والأجور والمرتبات، الإعلام أصبح صناعة ثقيلة ومكلفة”.
ويقول ”هنالك أيضا الرسوم والضرائب والتي أصبحت عالية ببعض الدول، ومنها من وضع القيمة المضافة على وسائل الإعلام، كما أن المنافسة من وسائل التواصل الاجتماعي زاد بشكل كبير، مع توجه الناس لقراءة الصحيفة على وسيلة التواصل الاجتماعي أكثر من قراءتها ورقيًا، والأرقام تؤكد ذلك”.
ويكمل أديب “كما أن مشاهدة التلفزيون والبرامج، أصبحت أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي، وآخر الدراسات التحليلية قالت إن ثلثي المشاهدين حين يدخلون على شبكة الانترنت، لا يرون الضيف المتحدث، وإنما الحيز الزمني للفقرة نفسها، وكل ما يزيد عن 3 دقائق، تقل المشاهدة والعكس صحيح، لذلك فإن الوسائل مثل (التيك توك) أو (الانستغرام) عليها إقبال أكثر من غيرها”.
وزاد “في العام 2017 كان مستخدمو التواصل الاجتماعي 2.5 مليار نسمة، وقفز هذا الرقم في العام 2019 الى 3.5 مليار حول العالم، ويقال الآن إن النسبة زادت بزمن الكورونا، من 25 % ببعض الدول إلى 40 %، لكن لا يوجد دولة زادت عن 40 % ولم تقل دولة عن 24 % في نسب المشاهدة. ساعات المشاهدة بسبب جلوس الناس في البيت والحجر المنزلي، زادت على الشاشات التلفزيونية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، فبعد أن كانت في السعودية 4 ساعات و15 دقيقة، وصلت ببعض الأحيان إلى 6 ساعات، وفي مصر وبعد أن كانت 3 ساعات و45 دقيقة، أصبحت 5 ساعات. هذه إحصاءات ليست دقيقة جدًا، لكنها تقدم لنا مؤشرات أن هنالك زيادة في نسب متابعة التواصل الاجتماعي، مع الحجر والبحث عن المعلومة، وتحول الشاشة كوسيلة للتواصل مع الآخرين”.
وتابع “كما زادت نسبة الشراء إلكترونيا، فأصبح الزبون لا يحتاج للذهاب إلى المخزن أو المحل للتبضع، فأصبح يفعل ذلك عن طريق (وسائل التجارة الإلكترونية) ومعها طلب الطعام، وبقية احتياجات الأسرة”.
التلقيح
ويردف أديب “مع تلقي الناس لجرعات التلقيح، بعض الأمور ستبقى كما هي، وأخرى لن تتغير، فمثلا (أمازون) حين حدثت الجائحة توقفوا عن النفقات الكمالية أو الترفيهية ومنها المؤتمرات الدولية والتي بها انتقالات وسفر، حيث قال مديرها المالي بأن الشركة وفرت بزمن الكورونا مليار دولار. وعليه فإنه وإذا ما عادت الأمور لسابقتها، ومع اجتماع أعضاء مجلس الإدارة والمحاسبين في (أمازون) فهل سيتخلون عن المليار دولار هذا؟ بالطبع لا، خصوصا مع إمكان إنجاز العمل بنفس الوتيرة السابقة لقبل الكورونا”.
وأكمل “فكرة الانتقال والسفر بعد الكورونا لن تكون موجودة لسنوات طويلة، وسيكون للتجارة الإلكترونية الدور الأساسي، وبالنسبة للإعلام سيكون العمل فيه من خلال المنزل مع تحول أجزاء منه لاستديو، مع اتصال بالزوم أو غيره، والذي لا نحتاج به للكاميرات أو لأطقم الموظفين وغيرهم، وبالنسبة للصحافة الورقية فإنها ستبقى، وخير مثال على ذلك صحيفة النيويورك تايمز والتي بقت بالرغم من منافسة التلفزيون الأميركي لها، كما أن (وول ستريت جورنال) هي أكثر صحيفة توزع برقم يصل إلى 25 مليون نسخة”.
وزاد المتحدث الرئيس في المنتدى بالقول “في العالم العربي تقول الأرقام أن عدد مستخدمي الانترنت يصل إلى 136 مليون شخص، وهي أرقام تشير لنصف السكان ببعض الدول، والربع منهم في دول أخرى، هذه الأرقام هي لما قبل الكورونا، وباستقراء حركة العالم، أستطيع القول إن معدل المستخدمين في العالم زادوا 25 %، وبرقم قد يصل إلى 170 مليون نسمة”.
وقال إن “تأثير شبكة الإنترنت كما هو معروف على الرأي العام، ويؤدي للتدخل السياسي ببعض الأحيان، لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كان له التأثير الكبير في الاتجاه التصويتي للمواطنين عبر موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك فيما يتعلق باقتحام الكونغرس الشهير والذي كان بتحريض من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”.