العدد 4541
الأحد 21 مارس 2021
banner
الأم أساس الأسرة وقوة المجتمع
الأحد 21 مارس 2021

تحتفل الأسر والمجتمعات بالعالم في 21 مارس من كل عام بعيد الأم، الأم الوالدة والحنونة التي أعطت كل ما لديها لأسرتها وأبنائها، الأم التي ضحت بالكثير، الأم التي لا تنام حينما يغيب أحد أفراد أسرتها عن البيت، والتي لا يغمض لها جفن حين يمرض أحد منهم، تفرح لفرحهم وتتألم لحزنهم، وقد أوصى الله والأنبياء والأديان بها، ولا يضمن الجنة إلا من أدى حقها بتقديرها والاهتمام بها ورعايتها، فحُب الأم وإجلال مكانتها لا يُقدر بأية هدية كانت.

لقد احتفل القدماء الفراعنة واليونانيون والرومانيون والأوروبيون في العصور الوسطى بعيد الأم قبل أن تقترحه المؤلفة “جوليا وورد هاوي” في أميركا في 1872م، وعربيًا اقترحه الأخوان “علي ومصطفى أمين” في عمودهما الشهري بجريدة أخبار اليوم، وفي العصر الحديث اقترحته الأميركية “آنا جارفيس” ليكون عطلة رسمية تكريمًا للأمهات وما قدمنه من تضحيات لأسرهن وأبنائهن، وتم الاحتفال به لأول مرة في 1974م، ولا تختلف الأمم وشعوبها على أهمية الأم وجلال دورها أسريًا واجتماعيًا، فالمجتمعات لا تنهض وتتطور إلا بفضل تربية الأم لأبنائها التربية المخلصة والنقية من الشوائب، التربية المناسبة والجليلة المليئة بالأخلاق والقيم والمبادئ، والتي تجعل منهم رجالا ونساء قادرين على خدمة مجتمعاتهم بكل تفان وإخلاص، فكل ما تعطيه الأم لأبنائها من خير يثمر إيجابًا في خدمة المجتمع.

إن أكثر ما يعود على الوطن من نفع هو تربية الأم لأبنائها تربية تحفزهم على النهوض بذاتهم وتنمية الانسجام والتعاون مع مجتمعهم، وتوجيههم بالالتزام بقوانين ونظم بلادهم. الأم خير هدية منحنا إياها الله تعالى، فطاعتها واجبة على جميع أفراد أسرتها، نعم إن طاعتها من طاعة الله، فالأم أساس الأسرة وتماسكها، وفي ظل جائحة كورونا لعبت دورًا كبيرًا في الحفاظ على سلامة وصحة أفراد أسرتها، تحثهم على عدم الخروج من البيت إلا للضرورة، وتوفر لهم كل سُبل الرعاية، خصوصا أن المكوث في البيت لفترة طويلة يُعزز من توطيد العلاقات العائلية وارتباطها، وساهم العمل والتعليم عن بُعد بخلق مساحة أكبر من المودة والألفة بين أفراد العائلة جميعًا. كل عام وجميع الأمهات بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية