العدد 4541
الأحد 21 مارس 2021
banner
يا حبيبتي يا مصر
الأحد 21 مارس 2021

سبعة أشهر كاملة لم أزر فيها بلدي الثاني “مصر”، حيث أستنشق بشوارعها وأزقتها ودهاليزها الحميمية، تاريخ البلد العربي العريق الذي نرتبط فيه بكل شيء، بالفن والموسيقى، والمسرح والثقافة، والسينما والرواية، والكتاب، وعدد ولا حرج، مصر التي تصدر لنا منذ مئات السنين كل إبداع، واختلاف، وكل ما نحتاجه في يومياتنا المنهكة بالأعمال والانشغالات، ولأنها كذلك، ولأنها جزء لا يتجزأ من الوجدان العربي، ومن الروح، ومن الشعور الدائم بالراحة والاطمئنان، وبأنها البيت الثاني، ينتظر كثيرون زيارتها فور زوال غمة هذه الجائحة الكريهة التي أبعدت الأحبة وفرقتهم.

وأستذكر هذه الأيام، ونحن على مفترق أسابيع قليلة من شهر رمضان الكريم، الأجواء الساحرة في مصر مع الفوانيس الملونة وإضاءات الشوارع الخلابة، والسفرات الرمضانية وروح البلد الأصلية النابضة بكل زاوية، وشارع، ومسجد، وجامع، وبيت، وأستذكر أيضاً الإعلانات التلفزيونية الجميلة التي تتنافس بها كبرى شركات الاتصالات والبنوك والمصانع فيما بينها، عبر استقطابها الفنانين والمطربين المعروفين والمحبوبين ليكونوا في صدارتها، وهي تخاطب بلغة الموسيقى والغناء عبر الشاشات جمهور المتابعين، لتضفي على أجواء رمضان متعة لا توصف، قلبها النابض مصر، والمواطن المصري، والثقافة المصرية. الشعب المصري يقدم منذ آلاف السنين دروسا خلابة في محبة الأوطان، وفي الولاء للأرض، مهما قست عليهم الحياة، وكم عرفتُ محامين ومعلمين وصحافيين مصريين، شدوا رحالهم لبلدهم بعد سنوات عمل محدودة بالخارج، بالرغم من جزالة الراتب والعلاوات، حيث أكدوا لي أن كسب لقمة العيش بالخارج، مرهون بفترة زمنية محددة صلاحية الانتهاء، مهما كانت إغراءات الوظيفة ومزاياها.

نحن نحب مصر، لأن المصريين هم من جعلونا نحبها، بساطتهم، وحلاوة معاملتهم، وخفة دمهم، ونخوتهم وكرمهم، وثقافتهم الواسعة، ولذة مائدتهم، كلها عوامل تجعل من مصر مقصداً للزيارة والسياحة والاستقرار.

القصة باختصار أن مصر قلب العالم النابض، ويكفيها جمالاً الشعب المصري الكريم الذي لا ينكسر ولا يتنازل مهما اشتدت عليه الظروف وتكالبت، وكل عام ومصر وبخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .