لم يكن مجرد حوار عادي تألقت فيه جريدة “البلاد” وهي تستضيف الإعلامي الكبير عماد أديب مع كوكبة مشرقة من الصحافيين والإعلاميين حول الوطن العربي قاطبة، إنما كان حديثا ذا شجن وأحاسيس متضاربة حول إمكانية استمرار الإعلام بمدارسه المختلفة ووسائله الحديثة والقديمة بعد جائحة كورونا، وياله من حديث ممتع وشيق اندمجت فيه مشاعر الحب بالخوف والترقب مع بريق أمل ممزوج ببعض الحلول التي قد تكون مخرجا لما يشعر به البعض بأنه أزمة حقيقية حلت على قطاع الإعلام كما القطاعات الأخرى التي تأثرت بجائحة كورونا.

نعم لن تعود الأوضاع كما كانت عليه في السابق، الكل متفق على ذلك، إلا أن الكثير اتفق على تحويل المحنة إلى منحة، واللجوء إلى الوسائل الحديثة والإعلام الرقمي الذي ترتبط به شرائح المجتمع مع تفاوت أعمارهم، مع تيقن البعض أن الصحف الورقية والوسائل الكلاسيكية ستظل صامدة أمام وحش الإعلام الرقمي وهو الأمر الذي اختلف عليه المنتدون وتفاوتت حوله الآراء.

سأقتبس وجهتي نظر مختلفتين من عملاقين كبيرين في عالم الأدب والإعلام، وهما الأستاذ الكبير الإعلامي والكاتب إبراهيم بشمي، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام الإعلامي والصحافي الكبير نبيل الحمر، فهما مدرستان حقيقيتان في الإعلام البحريني، ورغم اتفاقهما الكبير في عدد من الأمور إلا أن السيد بشمي رأى أننا أمام وحش كاسر لا محالة من سيطرته على الوجدان الكامل، وهو الإعلام الرقمي والويب الميديا، فيما أكد الحمر قدرة وسائل الإعلام الكلاسيكية على الاستمرار أمام هذا الغول الكبير، وأيا تكن وجهة النظر الأصح إلا أنني أرى أننا يجب أن نضع في عين الاعتبار الوجهتين ونعمل على إيجاد حلول حقيقية لاستقبال الإعلام الرقمي والويب ميديا بصدر رحب مع محاولتنا أن نبقي المدارس الكلاسيكية مستمرة قدر المستطاع.