+A
A-

نمو كبير في ابتكارات التقنيات المساعدة لذوي الإعاقات

أشادت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته الثلاثاء بالارتفاع الكبير في الابتكارات الرامية إلى مساعدة ذوي الإعاقات على أنواعها خصوصا الحركية والبصرية ودمجها بصورة متزايدة في المنتجات الاستهلاكية.
ولاحظ تقرير اتجاهات التكنولوجيا الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة أن  أكثر من مليار شخص يحتاجون إلى التكنولوجيا المساعدة، متوقعاً أن يتضاعف هذا الرقم  خلال العقد المقبل بسبب ظاهرة شيخوخة السكان.
إلا أن واحداً فحسب من كل عشرة من ذوي الإعاقات في العالم يمكنه الوصول إلى المنتجات المساعدة اللازمة له.
وأدت الحاجة إلى تلبية حجم الطلب هذا إلى ازدهار الابتكارات في مجال التكنولوجيا المساعدة، إذ أشار التقرير إلى أنها شهدت نمواً مزدوج الرقم في السنوات الأخيرة.
وفي الموازاة، ساهم التقاطع بين الإلكترونيات الاستهلاكية ومنتجات المساعدة في توسيع الانتشار التجاري لهذه التقنيات، على ما رأت المنظمة في بيان.
وذكّر المدير العام للمنظمة السنغافوري دارين تانغ في مقدمة التقرير بأن "الأشخاص ذوي الإعاقة يعتمدون منذ مدة طويلة على التقنيات الجديدة لتحقيق استقلاليتهم والتمكن من التفاعل مع بيئتهم على نحو أفضل".
وأضاف "من اختراع العكازات في مصر القديمة إلى الأجهزة اللوحية التي تتيح اليوم للمكفوفين القراءة بطريقة براي، مروراً بالأطراف الاصطناعية في العصور الوسطى، نحن اليوم في بداية مستقبل تساهم فيه الكراسي المتحركة الذاتية القيادة وأجهزة السمع التي يتحكم بها العقل وأجهزة مراقبة المعطيات الصحية والعواطف، في التخفيف من تأثير العاهات البشرية ".

-المنازل والنظارات الذكية-
وأفاد التقرير بأن أكثر من 130 ألف براءة اختراع لتقنيات مساعدة نُشرَت بين عامي 1998 ومنتصف 2020، بينها 15592 خلال هذه الفترة تتعلق بتقنيات المساعدة الجديدة وحدها، كالروبوتات المساعدة، وتطبيقات المنازل الذكية، والملحقات الذكية لضعاف البصر، والنظارات الذكية.
وزاد معدّل براءات اختراع التطبيقات الخاصة بالتقنيات المساعدة الجديدة بسرعة تفوق بثلاث مرات (بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 17 % خلال الفترة 2013-2017) نمو تطبيقات "التقنيات المساعدة التقليدية" التي توفر تحسينات على المنتجات المألوفة، كمقاعد الكراسي المتحركة أو عجلاتها لكي تصبح ملائمة لأنواع مختلفة من التضاريس، والأجهزة المزودة وظائف براي لأصحاب الإعاقات البصرية.
وكشف التقرير أن الصين والولايات المتحدة وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية هي الدول الخمس التي تشهد أكبر مقدار من الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة.
كذلك أشار إلى أن الجامعات والمؤسسات البحثية الحكومية تحتل المكانة الأبرز في مجموع البيانات المتعلقة بالتقنيات المساعدة الجديدة.
إلا أن  القطاع الخاص يؤدي هو الآخر "دوراً اساسياً" في تطوير التقنيات المساعدة وخصوصاً الشركات المتخصصة في هذا المجال، ومنها مثلاً "دبليو إس أوديولوجي" و"كوكلير" و"سونوفا" و"سيكند سايث" و"أوسور". 
كذلك تُعتبر شركات صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية (مثل "باناسونيك" و "سامسونغ" و"آي بي إم" و"غوغل" و"هيتاشي") وشركات قطاع السيارات ("تويوتا" و"هوندا") من اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال، بحسب تقرير المنظمة. 
ولاحظت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أيضاً أن التقنيات التي طُورَت اساساً للأشخاص الذين يعانون قيوداً وظيفية باتت تُدمَج في كثير من الأحيان ضمن المنتجات الاستهلاكية. فعلى سبيل المثال، دُمِج التوصيل العظمي المخصص للتخفيف من إعاقات سمعية معينة، ضمن تطبيق لسماعات الرأس المستخدمة للجري، وفق المنظمة.
وقال نائب المدير العام للمنظمة ماركو أليمان إن "الأجهزة التي تربط بين الدماغ والآلة أو التي عمل بنظام التعرف على حركة العين، والتي تساعد الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي على استخدام أجهزة الكمبيوتر، قد تُدمَج أيضاً في تطبيقات ضمن ألعاب الفيديو أو أدوات الاتصال".
وأبدى ارتياحه إلى "كون هذه التقنيات التي تساهم في تحسين نوعية الحياة ستطرح تجارياً على نطاق واسع وستعود بالنفع على من هم في أمسّ الحاجة إليها".