+A
A-

مجالس العائلة المالكة بلا حراس ومفتوحة للجميع منذ بداية عهدها الميمون

مجالس‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬كانت‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬لتكريس‭ ‬مبدأ‭ ‬الشورى‭ ‬ومن‭ ‬أشكال‭ ‬الديمقراطية

المغفور‭ ‬له‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬كان‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬حياته‭ ‬

قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بفضل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك

الصالح‭ ‬من‭ ‬القامات‭ ‬الوطنية‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬ملامح‭ ‬الحياة‭ ‬البرلمانية

 

 

أكد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة‭ ‬أن‭ ‬“العائلة‭ ‬الخليفية‭ ‬المالكة‭ ‬أرست‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عهدها‭ ‬الميمون‭ ‬أسس‭ ‬التلاقي‭ ‬والحوار‭ ‬والشورى‭ ‬عبر‭ ‬مجالس‭ ‬حكامها،‭ ‬فكان‭ ‬مجلس‭ ‬الحاكم‭ ‬مفتوحا‭ ‬للجميع‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬ودون‭ ‬وجود‭ ‬حراس‭ ‬أو‭ ‬حجاب‭ ‬عند‭ ‬الأبواب”‭.‬

وأوضح‭ ‬أثناء‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬“البلاد”‭: ‬“كان‭ ‬يحضر‭ ‬مجلس‭ ‬الحاكم‭ ‬ويشارك‭ ‬فيه‭ ‬أهل‭ ‬الحل‭ ‬والعقد،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الحضور‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬والمواقع‭ ‬والمستويات،‭ ‬ومن‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬مجلس‭ ‬الحاكم‭ ‬مفتوح‭ ‬يوميًا‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬انعقاد‭ ‬دائم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬المشهد‭ ‬يمثل‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬الشورى،‭ ‬وشكلا‭ ‬واضحا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الممارسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬حسب‭ ‬ظروف‭ ‬ومعايير‭ ‬ومقاييس‭ ‬تلك‭ ‬الفترات”،‭ ‬كذلك‭ ‬كان‭ ‬مجلس‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬صورة‭ ‬مصغرة‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬سموه‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬حضور‭ ‬المجلس‭ ‬ويطمئن‭ ‬على‭ ‬أحوالهم‭ ‬وكثيرا‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والتوجيهات‭ ‬الحكومية‭ ‬كان‭ ‬مصدرها‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬مايطرحه‭ ‬رواد‭ ‬المجلس‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬وآراء‭.‬

وتابع‭ ‬“إن‭ ‬قيم‭ ‬الشورى‭ ‬والممارسات‭ ‬النيابية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحياة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬حققت‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬بارزة‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عندما‭ ‬دشن‭ ‬جلالته‭ ‬برنامجه‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بموجبه‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬بغرفتيه‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬إرادة‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬98‭.‬4‭ % ‬من‭ ‬الأصوات”‭.‬

 

لقاء‭ ‬يومي

وأسعفت‭ ‬الذاكرة،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة،‭ ‬حينما‭ ‬نقل‭ ‬عن‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬تأكيداتهم‭ ‬أن‭ ‬“المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1942،‭ ‬كان‭ ‬يفتح‭ ‬مجلسه‭ ‬اليومي‭ ‬للقاء‭ ‬المواطنين‭ ‬3‭ ‬مرات‭ ‬يوميا”‭.‬

وأضاف‭ ‬“كان‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬سائدًا‭ ‬أيضًا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يقيم‭ ‬أو‭ ‬يعقد‭ ‬مجلسه‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عهده‭. ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬أخذت‭ ‬الحياة‭ ‬النيابية‭ ‬الدستورية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التبلور‭ ‬والتشكل‭ ‬والانطلاق‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1971،‭ ‬وانتخاب‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي،‭ ‬ظل‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬متعلقا‭ ‬بقيم‭ ‬التلاقي‭ ‬بالناس‭ ‬والتشاور‭ ‬معهم‭ ‬ومتمسكا‭ ‬بالمجلس‭ ‬المفتوح‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬حياته،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته”‭.‬

 

نداء‭ ‬الواجب

وزاد‭ ‬“في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ليس‭ ‬ثمة‭ ‬شخص‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬ودراية‭ ‬وكفاءة‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬قراءة‭ ‬سريعة‭ ‬وموجزة‭ ‬عن‭ ‬نمو‭ ‬وتطور‭ ‬مسيرة‭ ‬الشورى‭ ‬والحياة‭ ‬النيابية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الصالح؛‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬القامات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬عاصرت‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬المباركة‭ ‬وصوغ‭ ‬معالمها،‭ ‬فقد‭ ‬واكبها‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجالس‭ ‬إدارات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬لاحقًا‭ ‬انتخابه‭ ‬عضوا‭ ‬بمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين”‭.‬

وأردف‭ ‬قائلا‭ ‬“كان‭ ‬علي‭ ‬الصالح‭ ‬قد‭ ‬استجاب‭ ‬لنداء‭ ‬الواجب‭ ‬وخاض‭ ‬انتخابات‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬وفاز‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1972،‭ ‬ثم‭ ‬فاز‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭. ‬وقد‭ ‬عين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬بعد‭ ‬تأسيسه،‭ ‬وانتخب‭ ‬نائبا‭ ‬ثانيا‭ ‬لرئيسه‭ ‬لدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1993م،‭ ‬وبعد‭ ‬عامين،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1995،‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬تعينه‭ ‬وزيرًا‭ ‬للتجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬ثم‭ ‬وزيرًا‭ ‬لشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2006‭ ‬عين‭ ‬رئيسا‭ ‬لمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الذي‭ ‬ظل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يقود‭ ‬دفته‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار”‭.‬

وختم‭ ‬“رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الصالح‭ ‬سيجري‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬مسحًا‭ ‬وقراءة‭ ‬سريعة‭ ‬لهذه‭ ‬المسيرة‭ ‬المباركة‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الفترة‭ ‬منذ‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬مرورًا‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬ووصولًا‭ ‬للمرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وسيجري‭ ‬تقييمًا‭ ‬لإنجازات‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى”‭.‬