+A
A-

مجالس العائلة المالكة ملاذ لحوارات الارتقاء بمستوى معيشة الناس

حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬قائم‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح

دستور‭ ‬2002‭ ‬يضاهي‭ ‬دساتير‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العريقة

على‭ ‬امتداد‭ ‬عقود‭ ‬كان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬يؤسسون‭ ‬للشورى‭ ‬ويستوثقون‭ ‬من‭ ‬ممارستها‭  ‬

عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬استقبل‭ ‬رعاياه‭ ‬والتجار‭ ‬العرب‭ ‬والأجانب‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬الدول‭ ‬والثقافات

مجلس‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬الأسبق‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ملاذ‭ ‬لنقاشات‭ ‬الشأن‭ ‬العام

سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬أنشأ‭ ‬مجالس‭ ‬المعارف‭ ‬والصحة‭ ‬والبلدية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكمه

 

 

قال‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬“دراسات”‭ ‬حمد‭ ‬إبراهيم‭ ‬إن‭ ‬تطبيق‭ ‬مفهوم‭ ‬“الشورى”‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬ركيزة‭ ‬أساس‭ ‬ونموذج‭ ‬يستحق‭ ‬التأمل‭ ‬والمعاينة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬كوامنه‭ ‬وآفاقه‭ ‬وتلائمه‭ ‬مع‭ ‬البناء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والموروث‭ ‬الحضاري‭.‬

وأكد‭ ‬خلال‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬“البلاد”‭: ‬“على‭ ‬امتداد‭ ‬عقود‭ ‬كان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬يؤسسون‭ ‬للشورى‭ ‬ويستوثقون‭ ‬من‭ ‬ممارستها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات،‭ ‬ويتبعون‭ ‬سياسة‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح‭ ‬مع‭ ‬الجميع،‭ ‬لتتخذ‭ ‬كل‭ ‬القرارات‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬رعاياهم،‭ ‬وتحقق‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬وطموحاتهم،‭ ‬حيث‭ ‬دأب‭ ‬حكام‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬اللقاءات‭ ‬والتشاور‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عاملا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ثقة‭ ‬وطيدة،‭ ‬وشرعية‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والرعية”‭.‬

وكان‭ ‬إبراهيم‭ ‬قد‭ ‬استهل‭ ‬حديثه‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬لصحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬لتنظيم‭ ‬المنتدى‭ ‬الذي‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬موضوعات‭ ‬محلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬حيوية‭ ‬وهامة‭ ‬لتنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.‬

وأضاف‭ ‬“وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬عوامل‭ ‬نشأة‭ ‬الكيانات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬المجتمعات‭ ‬كانت‭ ‬الخيط‭ ‬الناظم‭ ‬التي‭ ‬يجمع‭ ‬بينها‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬تراث‭ ‬إسلامي‭ ‬كرس‭ ‬الشورى‭ ‬كآلية‭ ‬للحكم‭ ‬وتصريف‭ ‬شؤون‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬ظلت‭ ‬مجتمعات‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬لقرون‭ ‬عدة‭ ‬خلت‭ ‬تحتكم‭ ‬في‭ ‬أعرافها‭ ‬وتقاليدها‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بتوافق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬قبائلها‭ ‬على‭ ‬امتدادها‭ ‬العابر‭ ‬للحدود،‭ ‬وأضحت‭ ‬نظاما‭ ‬متأصلا‭ ‬ومتجذرا‭ ‬يلائمها‭ ‬ويتماشى‭ ‬مع‭ ‬تركيبتها‭ ‬وطبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تحكمها‭ ‬ويضمن‭ ‬استقرارها”‭.‬

 

تجذير‭ ‬الحوار

وأبان‭ ‬أنه‭ ‬“دأبت‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المجالس‭ ‬الدائمة‭ ‬والمجالس‭ ‬الموسمية،‭ ‬الذي‭ ‬يخصص‭ ‬خلالها‭ ‬الحاكم‭ ‬مجلسه‭ ‬لاستقبال‭ ‬رعاياهم،‭ ‬هي‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬والأساسية‭ ‬في‭ ‬التواصل،‭ ‬وهي‭ ‬المجالس‭ ‬التي‭ ‬حرص‭ ‬عليها‭ ‬الحكام‭ ‬الكرام‭ ‬ليتشرب‭ ‬منها‭ ‬الأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬تقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬والمجتمع‭ ‬وتجذير‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوار،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬مجلس‭ ‬حكام‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬مهوى‭ ‬وموئلا،‭ ‬ليس‭ ‬لأهل‭ ‬البحرين‭ ‬وحسب‭ ‬وإنما‭ ‬لضيوفها‭ ‬العرب‭ ‬أيضا”‭.‬

وواصل‭ ‬”كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بموازاة‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬وصيغ‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلاد،‭ ‬وإدخال‭ ‬التطورات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتنموية‭ ‬والسياسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬التنظيم‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬ففي‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الميلادي‭ ‬تمت‭ ‬عملية‭ ‬تحديث‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1919م‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬يعتبر‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬أعضاء‭ ‬معينيين،‭ ‬ومع‭ ‬تواصل‭ ‬العمل‭ ‬البلدي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1924م،‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬عدد‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬عشرين‭ ‬عضوا،‭ ‬يتم‭ ‬تعين‭ ‬نصفهم‭ ‬وانتخاب‭ ‬النصف‭ ‬الآخر”‭.‬

وذكر‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬دراسات‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1949م‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬24‭ ‬عضوا،‭ ‬نصفهم‭ ‬أتى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانتخاب‭ ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعيين‭. ‬وكان‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬آنذاك‭ ‬حق‭ ‬الانتخاب‭ ‬حال‭ ‬تملكها‭ ‬لعقار‭ ‬باسمها”‭.‬

 

ملاذ‭ ‬معيشي

وأردف‭ ‬”كان‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1869م‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬1932م،‭ ‬يستقبل‭ ‬رعاياه‭ ‬ومن‭ ‬يفد‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬العرب‭ ‬والأجانب،‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬والثقافات”‭.‬

وقال‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لدراسات‭ ‬”في‭ ‬عهد‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1932م‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬1942م؛‭ ‬ظل‭ ‬مجلسه‭ ‬ملاذا‭ ‬ومنبرا‭ ‬لكل‭ ‬الحوارات‭ ‬والنقاشات‭ ‬التي‭ ‬اتصلت‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشة‭ ‬الناس”‭.‬

وأكمل‭ ‬”كما‭ ‬استمرت‭ ‬المسيرة‭ ‬التي‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1942م‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬1961م،‭ ‬إنشاء‭ ‬مجالس‭ ‬للمعارف،‭ ‬والصحة‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬1955م،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للبلدية،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬أعضائها‭ ‬منتخبا‭ ‬والنصف‭ ‬الآخر‭ ‬معينا”‭.‬

وأضاف‭ ‬”بعد‭ ‬استعادة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستقلالها‭ ‬بالعام‭ ‬1971م‭ ‬بإلغائها‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬ربطتها‭ ‬ببريطانيا،‭ ‬شهد‭ ‬التطور‭ ‬السياسي‭ ‬والإداري‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية،‭ ‬ارتكزت‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬دستور‭ ‬حديث‭ ‬يحدد‭ ‬الأسس‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬الحضارية”‭.‬

وأكمل‭ ‬“قد‭ ‬طالت‭ ‬عملية‭ ‬التطور‭ ‬السياسي‭ ‬والإداري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الحياة‭ ‬النيابية‭ ‬ومشاركة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الحكم؛‭ ‬إذ‭ ‬شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬إعلان‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1961م‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬1999م،‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬ديسمبر‭ ‬1971م‭ ‬تكليف‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بوضع‭ ‬مسودة‭ ‬للدستور‭ ‬وصدر‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬12‭) ‬لسنة‭ ‬1972م،‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬تأسيسي‭ ‬تكون‭ ‬مهمته‭ ‬وضع‭ ‬مشروع‭ ‬دستور‭ ‬للبلاد”‭.‬

 

أولى‭ ‬الثمار

وتابع‭ ‬“تمثلت‭ ‬أولى‭ ‬ثمرات‭ ‬هذا‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬أقر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1973م،‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬وطني‭ ‬منتخب،‭ ‬إذ‭ ‬صدر‭ ‬مرسوم‭ ‬أميري‭ ‬في‭ (‬11‭) ‬يوليو‭ ‬1973م‭ ‬تضمن‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬وطني‭ ‬يؤلف‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عضوا‭ ‬يتم‭ ‬انتخابهم‭ ‬بواسطة‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الانتخاب‭ ‬العام‭ ‬السري‭ ‬المباشر،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوزراء‭ ‬أعضاء‭ ‬فيه‭ ‬بحكم‭ ‬مناصبهم”‭.‬

وقال‭ ‬”أجريت‭ ‬عملية‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ (‬الثلاثين‭) ‬في‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬ديسمبر‭ ‬العام‭ ‬1973م،‭ ‬والتي‭ ‬تنافس‭ ‬فيها‭ ‬114‭ ‬مرشحا،‭ ‬فيما‭ ‬شهدت‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الناخبين،‭ ‬وعقد‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬أولى‭ ‬جلساته‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬العام‭ ‬1973م،‭ ‬واستمر‭ ‬المجلس‭ ‬لمدة‭ ‬فصلين‭ ‬تشريعيين”‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬”في‭ ‬يوم‭ (‬20‭) ‬ديسمبر‭ ‬1992م،‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ (‬9‭) ‬لسنة‭ ‬1992م،‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬بإنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬“معين”،‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬والمكانة‭ ‬ومن‭ ‬أهل‭ ‬الرأي‭ ‬والمشورة،‭ ‬يتم‭ ‬تعيينهم‭ ‬بأمر‭ ‬أميري‭ ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬قابلة‭ ‬للتجديد”‭.‬

 

إصلاحات‭ ‬ملكية

وأبان‭ ‬“ومع‭ ‬تولي‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬مارس‭ ‬1999م،‭ ‬اتخذ‭ ‬جلالته‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الشاملة‭ ‬أكدت‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬أبرزها‭ ‬عودة‭ ‬الحياة‭ ‬البرلمانية”‭. ‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬“في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬العام‭ ‬2000م‭ ‬تضمن‭ ‬خطاب‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬لمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬دعوة‭ ‬جلالته‭ ‬لحوار‭ ‬وطني‭ ‬يستهدف‭ ‬صياغة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬والازدهار‭ ‬للبحرين”‭.‬

وقال‭ ‬“لقد‭ ‬صدر‭ ‬الأمر‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2000م‭ ‬بتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬لإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬ضمت‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ (‬44‭) ‬عضوا‭ ‬يمثلون‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬أمر‭ ‬أميري‭ ‬آخر‭ ‬رقم‭ (‬43‭) ‬للعام‭ ‬2000م‭ ‬بإضافة‭ (‬6‭) ‬أعضاء‭ ‬جدد‭ ‬لتلك‭ ‬اللجنة‭ ‬ليبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬الأعضاء‭ (‬50‭) ‬عضوا،‭ ‬وقد‭ ‬تسلم‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬2000م‭ ‬بعد‭ ‬استكماله‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬المختصة”‭.‬

 

طرح‭ ‬الميثاق

وأضاف‭ ‬“في‭ ‬يومي‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬والخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2001م‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬للاستفتاء‭ ‬الشعبي،‭ ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الموافقين‭ ‬على‭ ‬الميثاق‭ (‬98.4‭ %)‬،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬قد‭ ‬حظي‭ ‬بإجماع‭ ‬شعبي‭ ‬هائل،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬جلالته‭ ‬بالتصديق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭ ‬الاستفتاء‭ ‬وأصدره‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬بأمر‭ ‬أميري‭ ‬رقم‭ (‬17‭) ‬للعام‭ ‬2001م”‭.‬

وواصل‭ ‬“إنفاذا‭ ‬لما‭ ‬تضمنه‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬عد‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أصدر‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ (‬5‭) ‬للعام‭ ‬2001م‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬الدستور”‭.‬

وزاد‭ ‬”كما‭ ‬وأصدر‭ ‬جلالته‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعدل‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬العام‭ ‬2002م،‭ ‬الذي‭ ‬يضاهي‭ ‬دساتير‭ ‬نظيراتها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬التجارب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العريقة‭ ‬وتأخذ‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬خصوصية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومتطلبات‭ ‬وتطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني”‭.‬

وعلق‭ ‬بالقول‭ ‬“فيما‭ ‬شمل‭ ‬الدستور‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬المجلسين،‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عضوا‭ ‬ومجلس‭ ‬الشورى‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عضوا‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭. ‬وقد‭ ‬انطلقت‭ ‬الانتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2002م،‭ ‬ثم‭ ‬انتخاب‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وانعقاد‭ ‬أولى‭ ‬جلساته‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬2002م،‭ ‬وبدأت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عهدا‭ ‬جديدا‭ ‬وفصلا‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬التنمية‭ ‬والنهضة‭ ‬والإصلاح‭ ‬ضمن‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية”‭.‬

 

العالم‭ ‬يشيد

وقال‭ ‬“إن‭ ‬رؤى‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬لمسيرته‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬يشهد‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭ ‬ومنجزات‭ ‬نتنعم‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬يشار‭ ‬لها‭ ‬بالبنان‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي”‭.‬

وتابع‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لدراسات‭ ‬حديثة‭ ‬قائلا‭ ‬“على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬المواطنين‭ ‬وتلمس‭ ‬همومهم‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬ما‭ ‬تمثله‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬مجتمعية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وهو‭ ‬موروث‭ ‬عززه‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬فمجلس‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عامر‭ ‬يستقبل‭ ‬فيه‭ ‬شعب‭ ‬البحرين”‭.‬

وختم‭ ‬بالقول‭ ‬”إن‭ ‬زيارته‭ ‬سموه‭ ‬المتعددة‭ ‬للمجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬لخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬إيمانه‭ ‬الراسخ‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬تلك‭ ‬المجالس‭ ‬كنقطة‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اهتمامه‭ ‬بدور‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وصناعة‭ ‬المستقبل،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحفيز‭ ‬مشاركتهم‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬وتمكينهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬البحرين”‭.‬