كل التحديات الأمنية التي تمر بها المنطقة العربية اليوم يفترض منطقيا حشد كل الطاقات العربية لها في إطار سياسة موحدة لصياغة استراتيجية شاملة متكاملة لمواجهة أية أخطار محتملة تهدد دولنا بدون استثناء، ومتابعة عملية التعرية والكشف عن العناصر المتخفية وراء مختلف الشعارات السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية، وقد حمل اجتماع الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد مؤخرا عبر تقنية الاتصال المرئي، وشارك به وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، نقاطا جوهرية وخطوات بناءة لتحقيق تلك الأهداف حاضرا ومستقبلا، وكذلك اعتماد مشاريع وخطط أمنية تضمن سلامة وأمن المجتمعات، مثل “مشروع خطة أمنية عربية عاشرة ومشروع خطة إعلامية عربية ثامنة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، وكذلك إنشاء فريق خبراء عرب معني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها، وآلية استرشادية للحيلولة دون انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراع وبؤر التوتر في المنطقة العربية وتدابير التعامل مع العائدين منهم، إضافة إلى إنشاء لجنة دائمة للإحصاء الجنائي في نطاق الأمانة العامة للمجلس”.

إن التطورات العميقة التي تشهدها المنطقة العربية والتحولات الخطيرة التي تتعلق بالتنظيمات الإرهابية، تتطلب الكثير من العمل الجاد والواقعي والتنسيق المستمر كمصطلح أمن جماعي ودولي، للتصدي للجماعات والتنظيمات الإرهابية وكل من يساهم في تمويل العصابات والمرتزقة في كل مكان، فالإرهاب اليوم يحتل موقع الصدارة في أجندة كل دول العالم “باستثناء الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم إيران”، فهذه الدولة هي الخطر الحقيقي على الأمن العربي برمته، وكل إنسان عربي مؤمن بهذه الحقيقة مع توفر كامل عناصرها الأساسية.

“أمننا العربي يتطلب تكثيف العمل المشترك لمواجهة التحديات” هذه جملة قالها معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب، وتعكس حقيقة أن المهمات الأمنية التي تواجهها الدول العربية هي ذات وجهين، الأول يغلب عليه الطابع المباشر والثاني غير المباشر، وفي الحالتين ينبغي أن يكون العقل العربي منظما وعينا ساهرة على حماية أمننا واستقرارنا.