العدد 4549
الإثنين 29 مارس 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
أنت مهمّش لأنك مميّز!!
الإثنين 29 مارس 2021

يحكى أنه كان هناك مسئول عن إدارة الموارد البشرية قد ذاع صيته لما كان يتمتّع به من حرفية عالية في أداء مهامه مما أكسبه ثقة الإدارة والعاملين في المؤسسة.

في أحد اجتماعات مجلس الإدارة جاء ذكر هذا المسئول من قبل أحد أعضاء المجلس الذي أشاد بمهنيته ودوره في الارتقاء بمستوى أداء العاملين من خلال الفعاليات التدريبية والانضباط وتوفير الفرص والحوافز ومكافأة المبدعين واقترح بترقيته ليكون عضوًا في الادارة التنفيذية. لاقى هذا الاقتراح مباركة أعضاء المجلس الآخرين بل إن أحدهم وصف هذا المسئول بأنه أحد الأركان المؤثرة في نجاح المؤسسة.

بعد انتهاء اجتماع المجلس انفرد أمين سر المجلس بالرئيس التنفيذي لينبّهه من خطورة بروز مسئول الموارد ويبيّن له ضرورة التصدي له واتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تبعده عن الأضواء وتحجِّم وضعه المهني محذّرًا إياه بأن الوضع ليس في صالحه فقد بدأ هذا المسئول يسرق الأضواء منه، أي من الرئيس التنفيذي.

هل تعرف سيدي القارئ ماذا حدث بعد ذلك؟ لقد تم حسب ما ورد في الرواية تجريد المسئول من صلاحياته الرئيسية وتم تجاهل دوره وعدم إشراكه في الاجتماعات سواء داخل المؤسسة أو خارجها، وأصبح الرئيس التنفيذي هو من يقوم بمسؤولياته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. باختصار شديد سيدي القارئ تم تهميش مسئول الموارد تمامًا الأمر الذي أدخل الفرح ونشوة النصر في قلب أمين السر والذي كان يعرف بـ”الممثل” لماذا هذا الفرح؟ لا أحد يدري!!.

ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف؟ أمّا أنا فلا أتفق مع ما رواه لي صاحب الموقف فأنا لي رؤيتي الخاصة لمكونات شخصية القائد الإداري المتمثّل في الرئيس التنفيذي هنا، فالقائد الإداري الواثق من نفسه لا يعطي مثل هذه الأمور أي أهمية فهي لا ترتقي إلى من يستمتع إليها أو يعطي صاحبها أي أهمية، فكما يقول يوهان فولفجانج فون جوته: “أكثر الأمور أهمية لا يجب أبدًا أن تكون تحت رحمة أقل الأمور أهمية”. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية