العدد 4549
الإثنين 29 مارس 2021
banner
تواصل... برافو
الإثنين 29 مارس 2021

من منكم سمع عن النظام الرائع "تواصل"، أنا على يقين بأن البرنامج يستخدمه الكثير من المواطنين والمقيمين على حد سواء، إذ يعتبر النظام الوطني للمقترحات والشكاوى "تواصل" إحدى القنوات الإلكترونية الرئيسية التي تمكن المواطنين والمقيمين من تقديم أي مقترح أو شكوى موجهة لإحدى الجهات الحكومية بمملكة البحرين بصورة سهلة وسريعة، ومن أي مكان وفي أي وقت، علماً أن هناك فريق عمل في كل جهة حكومية معنيا بمعالجة المقترحات والشكاوى المطروحة وفقاً لمؤشر أداء وفترة زمنية محددة بحسب نوع الشكوى، وهذا هو الشرح المختصر الرسمي للنظام.

شخصيًا استخدمت هذا النظام الرائع بل الرائع جدًا لوزارتين مختلفتين، وفي الواقع لم أصدق أن الشكاوى التي قدمتها نفذت خلال ٢٤ ساعة، وللعلم فالخدمات التي طلبتها لم تكن شخصية، بل تمس جميع قاطني المنطقة! أحيانًا ومع الأسف الشديد لا نكلف أنفسنا حتى المبادرة والإبلاغ عن أي خلل، ودائما ما نقول إن ذلك ليس من اختصاصنا! وبصراحة ومن خلال هذه التجربة الشخصية لابد أن أشيد بهذا النظام الذي يبلي بلاءً حسنًا، والذي طالما كنا نطمح إليه وبلاشك يعد إضافة رائعة للخدمات التي تقدمها مختلف الوزارات والهيئات الحكومية.

إننا جميعاً مسؤولون ومن واجبنا إنجاح وإبراز هذه الأنظمة والبرامج الناجحة التي تصب في مصلحة المواطن والمقيم على حد سواء، وهناك الكثير من المشاريع الناجحة التي أقامتها وتقوم بها بشكل مستمر الحكومة الرشيدة في مختلف مناطق المملكة، ولا يسعني هنا أن أسردها في هذه المساحة الصغيرة من مقالي، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، ما الخطط الموضوعة لإدارة المشاريع والمحافظة على استدامتها، وليعذرني القارئ إذا قلت إننا أحيانًا لا نستحق تلك المشاريع! لسبب بسيط هو أننا السبب الرئيس في إتلاف مرافقها أو عدم المحافظة على نظافتها، فالمحافظة على المكتسبات واجب وطني، فمثل ما نطالب بتوفير الخدمات والمشاريع الضرورية، فإنه من الواجب علينا جميعًا حمايتها من التلف. أدعو من هذا المنبر لضرورة وضع ضوابط وقوانين صارمة جدًا على جميع المشاريع والمرافق الخدمية والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بها، كما أنه من الضروري توفير الأمن والسلامة والنظافة في جميع تلك المرافق، وإن كانت تريد أن تفرض رسومًا رمزية لتغطية تلك المصاريف فلتفعل وذلك لضمان الحفاظ على تلك المرافق التي كلفت الدولة الكثير.

وطرحي هنا يصب في صميم مصلحة المواطن، ففرض الرسوم سيساعد كثيرًا على المحافظة على تلك المرافق والارتقاء بها، وفي اعتقادي أن وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني تستطيع أن تؤكد هذا الطرح المنطقي. شخصيًا وكغيري أستخدم العديد من المرافق العامة وأشعر بالامتعاض الشديد لما آلت إليه تلك المرافق من تلفيات وغياب النظافة، وهذا يحزنني كثيرًا ونحن في هذا القرن نظرًا لأننا نرى مرافق عامة مشابهة في دول كثيرة في العالم وهي في كامل أناقتها ونظافتها. دعوة من القلب إلى الجميع للعمل يدًا بيد للمحافظة على النعم التي أنعم الله بها علينا، ولنتذكر دائمًا أن "النعمة زوالة". والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية