العدد 4550
الثلاثاء 30 مارس 2021
banner
غياب ثقافة العمل البلدي
الثلاثاء 30 مارس 2021

ربما السبب الحقيقي لتدني مستوى الخدمات وتواضعها في بعض المناطق هو ظاهرة غياب ثقافة العمل البلدي، وهذه ظاهرة بالغة الخطورة تنعكس آثارها في نهاية المطاف على المشهد الجمالي للمدن في المملكة، فبعض البلديين لا يعرفون أصلا أن الفنون التشكيلية هي أحد مجالات النشاط الإنساني في البناء والإنشاء، وأن المدينة وجمال مظهرها وكفاءة تأدية مختلف الخدمات العامة بها تتوقف على روعة التخطيط والعمارة والأمثلة على ذلك عديدة، فأين هو العضو البلدي الذي يحترم الفنون التشكيلية ويطالب بضرورة إدماج مختلف عناصر الفنون من زجاج وفسيفساء ورخام وتراكيب حفر الأخشاب على سبيل المثال في أي مبنى أو منشأة.

أين هو العضو البلدي الذي يهتم بالعمارة العربية ويستعين بالخبرات الهندسية والمواهب الفنية لوضع الخطط والبرامج التي ينوي تقديمها، فالبلدي في أوروبا شريك أساسي في التخطيط الشامل للمدينة وفي بعض الأوقات يكون بخبرته وحسه الفني سببا في جمالها وعظمة ميادينها وشوارعها، ويعطي الناحية البصرية لكل شيء يقع ضمن مسؤوليته اهتماما كبيرا، وهذا ما يجعل المواطن والزائر يستمتع بنواحي الجمال في كل المواقع.

أما نحن فإن نظرة واحدة لطرقاتنا وشوارعنا الداخلية تبين أن هناك انفصالا تاما بين عمل العضو البلدي وعمل التخطيط والجمالية، فهم لغاية الآن – أي البلديون - يتصورون أن العمل البلدي مجرد “تانكي يصب ماي على الزرع” أو تنظيف الطرقات، أو وضع مرتفعات، أو إعلانات تحمل صورهم، وبعضهم مهووس برعاية الدورات الرياضية في “الفرجان” وغيرها من المهمات المألوفة التي شبع منها المواطن واعتاد عليها، قد تكون من ضمن عمله البلدي ولكن ألا يفترض أن يفكر خارج الصندوق ويستفيد من الفنون وعلاقتها بالحياة اليومية ولا يكتفي بصفة العضو البلدي إنما يكون فنانا ومصمما يستطيع أن يلعب دورا إيجابيا وفعالا في حركة البناء والتعمير وجمالية المدن والشوارع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .