من المؤمّل أن تحتفل الأمم المتحدة يوم الإثنين المقبل الخامس من أبريل بالذكرى الثانية ليوم الضمير العالمي، ومع هذه الذكرى، سيأتي الذكر الميمون لفقيد الوطن الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وكما ذكرت في المقال السابق، أن مملكة البحرين في ظل العهد الإصلاحي لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبتوجيهات من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تتبوأ أعلى المراتب في المجالات الإنسانية والتنموية والحضارية.

إن مبادرة سمو الراحل الكبير “أبا علي” بتخصيص يوم الخامس من أبريل يومًا دوليًّا للضمير، ستبقى مرتبطة باسم “مملكة البحرين” وباسم “خليفة بن سلمان”، فقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تم اعتماده بالإجماع تحت الرقم: A / RES / 73/329 في 31 يوليو 2019، ومع اسم بلادنا في مبادرة هي في واقعها تمثل عمق المسار الإنساني الحضاري على مر التاريخ من أرض كريمة هي موطن ثقافة السلام القيم العليا، وهو قرار دعا كل دول العالم إلى نشر هذه القيم في المجتمعات، حتى أن رئيس الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة السفيرة ماريا فرناندا إسبينوزا غارسيس لفتت إلى الترابط بين الركائز الثلاث للسلام والأمن والتنمية والبشرية والحقوق وترابطها، وأن مبادرة يوم الضمير العالمي تمثل فرصة للمجتمع الدولي لتعزيز السلام والتسامح والاندماج والتفاهم والتضامن من أجل بناء عالم مستدام يسوده السلام، وعظيم فخر لنا كبحرينيين أن يكون منشأ الدعوة لهذه القيم الراقية هي مملكة البحرين بمبادرة الراحل الكبير رحمه الله.

إن اليوم العالمي للضمير مستوحى من المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن “جميع الناس يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق ويتمتعون بالعقل والضمير، وعليهم أن يتعاملوا مع بعضهم البعض في روح الأخوة، وهذا يهدف إلى تعزيز ثقافة السلام القائمة على مجموعة من القيم والمواقف والسلوكيات المستوحاة من مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والتضامن.

ولأن المبادرة تشكّل أهمية في دفع جهود المجتمع الدولي لتحقيق الغايات النبيلة للضمير الإنساني في ترسيخ المحبة والأمن والاستقرار في العالم، فهي تحمل أهدافًا رائعة في تفعيل دور الضمير في التصدي للتحديات التي تواجهها البشرية من أجل عالم ينعم بالسلام والأمن، لقد شهد يوم الخامس من أبريل من العام الماضي 2020، في أول نسخة من الاحتفال بيوم الضمير العالمي، اهتمامًا دوليًّا وإعلاميًّا حين أحيت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” الاحتفال في انطلاقة ناجحة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام لتعزيز السلام والتسامح والإدماج والتفاهم والتضامن من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام، وبما تمثله المبادرة من قراءة لما يحتاج إليه عالم اليوم من قيم يتعين العمل على تعزيزها وغرسها في آلية عمل النظام الدولي والعلاقات بين الشعوب والحكومات.

سيبقى “يوم الضمير العالمي 5 أبريل” يخلد ذكرى الراحل الكبير الذي آمن بأهمية النهوض بثقافة الضمير كنهج يعزّز من جهود الدول في مجال التنمية المستدامة وحرص مملكة البحرين على تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار العالمي.